أ. د. عادل الأسطة - تماثل الجلاد الصهيوني مع حياة الضحية الفلسطيني :

غالبا ما قرأنا عن تبادل دور الضحية والجلاد . غدت هذه لازمة في أدبياتنا منذ قصيدة راشد حسين " الحب والغيتو / يافا والغيتو " وقصة سميح القاسم " الصورة الأخيرة في الألبوم " وقصيدة محمود درويش " مديح الظل العالي " التي شاع سطرها وانتشر أكثر من شيوع قصيدة راشد أو أي سطر فيها وأكثر من شيوع قصة سميح :
" ضحية قتلت ضحيتها وصارت لي هويتها " ( محمود درويش )
وتكررت الفكرة في رواية إلياس خوري " أولاد الغيتو " بجزئيها ، ولست هنا بصدد كتابة إحصائية تعاقبية .
سرق الإسرائيليون في فترات لاحقة لإقامة دولتهم التراث الفلسطيني واعتبروه تراثا خاصا بهم ، من الثوب إلى الفلافل فالحمص ... إلخ .
في رواية أحمد رفيق عوض الأخيرة " الحياة كما ينبغي " صفحات عن رجل مخابرات إسرائيلي شرقي متزوج من يهودية اشكنازية ، ولكثرة ملاحقته المقاومين والاختلاط بأهلهم يعجب بطعامهم وشرابهم وشغفهم بزراعة أشجار جميلة ويصبح يشرب الشاي بالميرمية ، ولا يختلف ابنه عنه ، خلافا لزوجته الاشكنازية التي لا يروق لها هذا ، بل وتستاء منه .
فكرة الانغماس ؛ انغماس المحتل بحياة الضحية ، وتغلغله فيها تحتل صفحات عديدة من رواية أحمد ، وهي فكرة حضرت في رواية ( ديفيد غروسمان ) " ابتسامة الجدي " التي نقلها حسن خضر إلى العربية عن الانجليزية .
هل تتذكرون رواية ( جوزيف كونراد )" قلب الظلام " التي ترجمها صلاح حزين عن الإنجليزية . هل تتذكرون الشخصية الرئيسة فيها ( كروتسة/ كورتيز ) ؟ وهل تتذكرون ما ألم به في النهاية ؟

عادل الاسطة
صباح الخير
خربشات
٢٦ / ٨ / ٢٠٢٢ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى