حسين عبروس - الفن قوّتي.. وضعفي..

هذه مقوله جميلة فويّة المعنى للكاتب الكبير مصطفي محمود .يعترف فيها بأن كلما تواضع المرء،كلما منحه الله القدرة علىé الوصول الى قناعات إيمانية بعيدا عن الدروشة،وبعيدا عن السفسطائية، وبعيدا عن الشعوذة التي تقود الى الجهل المركب.
هو اعترف جميل ستدركون أعماقه في هذه الكلمات التي تفيض رقّة وحكمة، وبوحا إيمانيا
نديّا طيبا . حيث يقول: "و لم أكن في يوم من الأيام رجل دين .. بل أنا فنان دخلت إلى رحاب الدين من باب الفضل الإلهي و من باب الحب و الإقتناع و ليس من باب الأزهر و كان حكمي حكم الشاعر الذي أحب الله فكتب فيه قصيدة و بنى له بيتاً و لكنه ظل دائماً الفنان بحكم الفطرة و الطبيعة .. ذلك الفنان الذي مملكته الخيال و الوجدان .
و الفن كان دائماً ضعفي و قوتي ..
و مثل كل فنان كان للجمال علي مداخل ..
و كنت ابن آدم الخطاء ..
و لهذا لم أدّع لنفسي عصمة ..
و لهذا ما رأيتني نازعت أحداً خطأني و لا كرهت أحداً صوبني .. بل عهدت نفسي دائماً أراجع ما أكتب و أصحح الطبعة بعد الطبعة .. و أقبل بصدر مفتوح نقد الآخرين .. فإن رأيتني كتبت صواباً فمن الله و إن كتبت خطأ فمما سولت لي نفسي .
بهذه الروح أحببت دائماً أن يقرأني الناس فما تصورت نفسي أبداً مفسراً لقرآن أو حاكماً في قضية فقه أو شريعة و إنما هي محاولات فهم من مفكر دوره لا يزيد على إثارة العقل و إخراجه من رقاده و إيقاظ القلب من مواته ، و تفتيحه على محبة الله فإن استطعت أن أحمل رجلاً مبتعداً إلى العودة إلى طريق الحق .. و إلى فتح المصحف .. فهذا غاية رسالتي و منتهى مرادي و أقصى دوري ..
أما ما يبقى من شأن تفقيه هذا الرجل في دينه فهذا دور العلماء الأجلاء و المتخصصين و حسبي أنا أني قد جئت به إلى بابهم و أثرت حبه و فضوله و أيقظت استعداده فما أنا بالعالم و يخطئ من يقرأني على أني عالم بل أنا مجرد فنان محب ينتهي دوره عند إثارة حب الحق و الحقيقة في قلب قارئه و في هذا فليحاسبني القراء و النقاد و لا أكثر ..
و عن ضعفي و أخطائي لا يملك إلا الله أن يرحمني و إليه أتوجه في كل لحظة لا يكف لي خوف و لا رجاء ..رحم الله مبدع ومفكر أهدى للناس روائع الفن كي يهتدوا الى عظيم رحمات الخالق المبدع المصوّر ورحم الدكتور مصطفى محمود بجميل رحماته.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى