حسين عبروس - مصطفى محمود.. رؤية متفرّدة

كلّما أعدت قراءة مصطفى محمود،إلا وقد أكتشف أن الرجل يكتب بوعي إيماني يتجاوزحدود الوعظ والإرشاد،ويغوص في عمق نفسية القارئ غير المقولب في قوالب وعظية، أو قواعد مذهبية، أو إنتماءات جماعية سلفية أو إخوانية، سنيّة أو شيعية. وحده الفلم الذي يرسم تفاصيل الروح بمداد حبر الوريد،ومبضع الجراح المتمرس في عوالم النفس الأمارة بالحب ،ومشرط الفنان الذي يكتب أجل الجرح في عمق الكلمات.
هو رجل لم يطأ أرض الفراغ في حضرة الدراويش،وفي ربقة السكارى ،والحيارى الذين اختلطت عليهم الجهات،وتداخلت في مساراتهم المتاهات، قسلم يكتب ليعذب، ويرسم دوائر وحدود الواقع المأمول في رحاب مبدع الكون.. هو يجمع بين الرجل والمرأة في العتاب واللوم والتنبيه،ويوقظ أهل الكهف في عصرنا الذي تنازعته تكنولوجيا العصر ، بكامل قواه الفصائحية. لعل القارئ لأعمال مصطفى محمود يدرك حقيقة الكاتب الواعي المتشبع بالفلسفة الإيمانية التي تقود حتما الى التأمل في ملكوت الخالق وعظمة قدرته على تشكيل الخلف بأشكال وأصناف، وفاصيل متناهية في الصغر ، ومتعالية في القدر، جليلة في الفكر وفي الصوّر تلك هي حقيقة إلاله يحق للإنسان أن يعبده حمدا وشكرا ،وروحانية متعالية التبتل والتذلل والخشوع لا خوفا من النار ولاطمعا في الجنة ،بل إكراما وتعظيما لذاته العليا في سمو رحمته وجليل مغفرته.
هذا فكرالأديب المبدع المتمرس الفنان الذي يضمخ أرواح القراء بجليل المحبة الإيمانية النادرة رحمه الله بجميل رحماته.

تعليقات

إنه مصطفى محمود، الطبيب والمفكر والفيلسوف والمتصوف، والمنظر والمصلح ، انسان متعدد المشارب والاهتمامات، كاد أن يصبح ناياتيا في تخت موسيقى لولا غضب أمه منه، وارتد عن الشيوعية، في زمن كان المد اليساري في ابهى عنفوانه، وعرض عليه أنور السادات منصب رئيس وزراء لولا اعتذاره بأنه يعجز عن تسيير أسرة أحرى ان يترأس مجلس وزراء ويتدبر مصير أمة، مصطفى محمود الذي ألف ازيد من ثمانين كتابا في مختلف صنوف المعرفة ..
مودات
 
أعلى