ناصر فولى - الخيل في الشعر العربي

هناك خيول لها أسماء مشهورة لشعراء في الجاهلية، كان لكل شاعر فرس يسميه اسما، ومن أشهر هذه الخيــول الأدهم والأبجر والنعامة والمشهـر ، وداحس والغبراء واليعسوب والخيوم وغيرهـا من الخيـول التي لها تاريخ واسم عرفها التاريخ ، وكانت الخيــل تشارك في الحـروب وكان لهــا دورها البارز في الحرب ، وفي نصرة أصحابهــا ، وسوف نسرد ماذا قال الشعـراء في الخيــل ، وكيف كان الشعراء يصفــون الخيــل في أشعارهـم ، وكأنها فرســـان تقاتل معهم وتشعر بهــم وتحس بأوجاعهـم ، وكانــوا يتحدثــون معها كأنهـا تسمع كلامهم ، وكانت الخيل تحسم حروبا ، ولها دورها التاريخي في حياتهم وفي أشعارهم ، وقال امرؤ القيس في وصف الخيــل ...
مكر مفر مقبل مدبر معا. كجلمود صخر حطه السيل من عل
كفيت نزل االلبد علي حال متنه
كمازلت الصفراء بالمنزل
علي الذبل جياش كأن اهتزامه
اذا جاش فيه حميه علي مرجل
مسح إذا ما السابحات علي الوني
أثرن الغبار بالكديد المركل
وكذلك كان في حرب البسوس ، التي كانت بين قبيلتي تغلب وبكر، كان فرس الحارث ابن عباد المعروف بالنعامة ، كانت من الخيــول المميزة في السرعة والقــوة ، وكان الحارث ابن عباد يعتز بها ، وشارك بها في حرب البسوس ، في يــوم التحلاق ، وله قصيــدة اسمها قربا مربط النعامة ...
قربا مربط النعامة مني
لقحت حرب وائل عن حيال
قربا مربط النعامة مني
ليس قولي يراد ولكن فعالي
قربا مربط النعامة مني
جد نوح النساء باالاعوال
قربا مربط النعامة مني
شاب رأسي وأنكرنني القوالي
قربا مربط النعامة مني
للسري والغدو والاصال
قربا مربط النعامة مني
طال ليلي علي الليالي الطوال
قربا مربط النعامة مني
باعتناق الابطال بالأطلال
هذه الابيــات " النعامة " ، فرس الحارث ابن عباد ، ودخل الحرب عندما قتل جبير ، وكان قد أرسله للصلح بين تغلب وبكر ، وأرسلــه برسالــة الي الزير سالم المهلهـل ابن ربيعــه ، وقال فيها : أعلم أنك قد أسرفت في القتــل ، وهذا ابني أقتله بدم أخيـك كليب ، وأصلــح بين الحيين فلمــا سمع سالــم الرسالـة ، استشاط غضبا ، وقال : إإتني بكليب فقتله ، وقال پؤ بشسع نعل كليب ، فلما سمع الحارث بما قاله الزيــر ، عند قتل جبيـر ، قرر دخـول الحرب بفرسه النعامة وكذلك رد عليه في قصيدة أخري الزير سالم ، يصف فيها فرسه المشهر ....
قربا مربط المشهر مني
لكليب الذي أشاب قذالي
قربا مربط المشهر مني
واسألاني ولا تطيلا سؤالي
قربا مربط المشهر مني
سوف تبدو لنا ذوات الحجال
ومن الخيـل المشهــورة أيضــا ، داحس والغبراء ، وسميت الحــرب باسم الخيــل ، وكانت في الجاهلية بين قبيله عبس وذبيان، واشتعلت الحرب بسبب قوافل الحج لملك النعمان ، حيث أنه قابل حذيفة بن بدر قائد ذبيــان قيس بن زهير العبسي في منافسة للخيل ، انتهت بفوز الغبراء فأكتشف بعد ذلك أن حذيفة بن أوعـز الرجالة بتعطيل داحس في السباق ، لتفوز الغبراء ، فلما اكتشف الأمـر اندلعت الحــرب بينهم ، واستمرت طويـلا ، وشارك فيها فرســان وقبائل عديدة وذكر أبيات في داحس والغبراء تقول
يمينا لنعم السيدان وجدتما
علي كل حال من سحيل ومغرم
تداركتما عبسا وذبيان بعدما
تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم
وقد قلتما أن ندرك السلم واسعا
بمال ومعروف من القول نسلم
فأصبحتما منها علي خير موطن
بعيدين فيها من عقوق ومأثم
عظيمين في عليا معد هديتما
ومن يستبح كنزا من المجد بعظم
وشارك في هــذه الحرب ، الشاعــر الذي لا يشق له غبــار ، عنترة بن شــداد ، وكان فارســـا وشاعرا ، وشارك بفرسيــه ، الأدهم والأبجر في الحرب ، وقال في فرسه هذه الأبيات ...
لما رأيت القوم أقبل جمعهم
يتذامرون كررت غير مذمم
يدعون عنترة والرماح كأنها
اشطان بئر في لبان الأدهم
لا زلت أرميهم بثغره نحره
ولبانه حتي تسربل بالدم
فازور من وقع القنا بلبانه
وشكي الي بعيره وتحمحم
لوكان يدي ما المحاورة أشتكي
ولكان علم الكلام مكلمي !!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى