عصري فياض - مشاهد من يوم الحادي عشر من ايلول من العام 2001

المشهد الاول:الساعات الاولى من فجر ذلك اليوم...عدة دبابات من نوع " مركفاه" تتقدم من شارع جنين حيفا وتصعد الى منطقة حرش السعادة وفي نفس الوقت دبابة مدفعية اعتلت الجابريات واستقرت فوق المخيم مباشرة، وما ان توقفت الدبابات الاربع على مدخل حرش السعادة حتى اطلقت احداها ثلاثة قذائف على مقر قيادة السلطة في المقاطعة...
***
المشهد الثاني: انبلج الصباح وما زالت حالة الاستنفار بين المقاو// مين في المخيم، كل يأخذ مكانه ويمتشق سلاحة ويلبس لباسه العسكري في انتظار من بعد هذا التقدم مع اشتباكات متقطعة مع دبابات الاحتلال...
***
المشهد الثالث: ما ان اصبحت التاسعة حتى قام المقاو// مون في المخيم ومعهم مئات الشبان في مهاجمة دبابة المدفعية الجاثمة على راس المخيم في الجابريات التي كانت تطلق زخات من الرشاشات الثقيلة عليهم، مع ذلك لم يكثروا وتقدموااكثر واكثر متسترين من الرصاص بجدران البيوت، وشيئا فشئيا تمكن الشهد// ين اياد المصري/ سر// ايا القدس، وابراهيم الفايد كتا// ئب القسـ//ـام مع الوصول الى الدبابة، فصعد عليها المصري محاولا القاء قنبلة يدوية فيها، لكن غطاءها العلوي محكم الاغلاق، فأطلقت الدبابات المقابلة في حرش السعادة قديفة صوتية ودخانية على كل من احاط بالدبابة المدفعية فقز المصري والفايد سالمين من بين الدخان...
***
المشهد الرابع:بعض الهدوء والتقرب والحذر ساد الوضع وقت الظهيرة، بعض الشبان ومنهم اياد المصري ذهبوا لاخذ قسط من الراحة بعد سهر طويل وانعدام النوم ليلة كاملة.
***
المشهد الخامس عصر الحادي عشر من ايلول، المقاومون في المخيم قرروا مهاجمة تجمع الدبابات في حرش السعادة،ارتدوا الخوذ العسكرية وامتشقوا السلاح، ودهنوا وجوههم باللون الاسود، وتقدموا نحنو منطقة مدرسة الوكالة وهم يسخرون من الموت ويتبادلون النكت، كان من بينهم الشهيين اياد المصري وابراهيم الفايد ،ونحوا من 30 من المقاومين.... اربعة منهم وصلوا تحت وابل من رصاص الدبابات الثقيل لساتر ترابي امام مدرسة الوكالة، وقتها كان الجنود قد خرجوا من الدبابات لتناول الطعام، عندها وعلى مسافة نحو 900 متر مفتوحة ودون عوائل، شرع المقاومون المتقدمون بإطلاق النار على تجمع النجود، فقام الجنود فورا بالاحتماء بالدبابات، وارسال رشقاقات متواصلة من الاسحلة الثقلية، كان المقاومون المتقدمون يضحكون ويتقهقون سخرية من الرصاص،إلا أن اطلقت القذيفة المدفعية الاولى وهي مخصصه للمشاة وتعتبر من العيارات الثقلية في سلاح المدفعية فيها نحو 500 شظية تنتشر الى مئات الامتار في كل اتجاه...وكان صوتها قويا جدا،اصابت القذيفة مقدمة الساتر وكان خلفة ثلاثة وهم المصري والفايد ومقاتل آخر... أدرك الفايد أن القذائف ستتواصل، فركض نحو المدرسة محاولا الاحتماء بسورها الاسمنتي، لكن القذيفه الثانية سبقته فإرتقى شهـ//ــيدا على باب المدرسة وقبل ان يدخل خلف السور، شاهد المصري ذلك المنظر، فقهقه مبتسما... ثم وقف وركض بكل سرعته نحو باب المدرسة، لكن القذيفة الثالثة سبقته الى باب المدرسة فطار جسده الطاهر عدة امتار في الهواء قبل ان يهوي خلف سور المدرسة..... ثم جاءت القذيفة الرابعة التي اقتلعت الباب وقسما من الصور وأصابت مقاومين آخرين..
***
المشهد السادس: بعد الحزن العارم الذي ساد المخيم بعد ارتقاء الشهي//ـدين، وحلول المساء، احتشدت ازقة المخيم بمئات المقاومين وفي كل الحارات، وقبل انتصاف الليل، زحفت عشرات الدبابات نحو عمق المدينة لتدمير الجزء الاول من المقاطعة، وجرت اشتباكات عنيفة ومتواصلة بين الدبابات المتقدمة والمدفعية التي تعتلي المخيم بمساعدة طائرتين من مروحيات الاباتشي وبين المقاومين الذي كانوا قد زرعوا العبـ//ـوات الكبيرة على باب المخيم وفي منطقة دوار الداخلية لعطب واعاقة الدبابات المتقدمة، وكان الرصاص والقذائف شديدة الانفجار والصوت لا تتوقف....حيث ارتقي الشهـ//ـيد القسـ//ـامي مهند ابو الهيجاء في منتصف تلك الليلة والشهيـ//ـــد خطاب والشه//ـداء فخري سليط والشهـ//ـيدة ام هاشم من عائلة سليط واصابة 7 اشخاص بجراح مختلفة في حارة سليط اثر القصف المدفعي باربع قذائف مدفعية ، كما ارتقى في تلك الليلة عدد من الشهـ//ـداء في بلدة عرابة وهم الشهـ//ـيد اياد الدقة والشهـ//ـيد سفيان العارضة والشهـ//ـيدة الطفلة شقيقة سفيان واصيب عدد أخر اثر المواجهات....، وقد بلغ عددا لشهداء خلال يومي 11 و12/9 من العام 2001 " 13 " شهيدا في محافظة حنين ومع الساعة الثالثة فجرا توقف القصف بعد أن قام المحتلون بهدم جزء كبير من المقاطعة وانسحبوا عادئين الى مواقهم قرب احراش السعادة
المحتلون اسمو تلك العملية باسم " الكرات الملتهبة "

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى