حسين عبروس - أصدقاء مصطفى محمود...

- ما تزال تشدني الكتابة عن عالم الأديب الكبير، والطبيب الجراح الذي شغل فكر أجيال متعا قبة لقد تتبعت رحلته قارئا ومشاهدا، فهو لم يكن يشبه أحدا ممن ارتبطت حياتهم بالكتابة، والعلم والدين. لم يكن أزهريا ويحب كبير الأزهريين الشيخ محمد متولي الشعراوي. هذا العالم اللغوي الذي معه في دائرة اللغة العميقة البليغة التي فيها تلتقي كل المعارف الدينية الكبرى، وفيها تلتقي مدارج العلوم على جميع تنوّعها. لقد كان الشيخ لغويا متفردا. هذا العالم اللغوي الذي يلتقي معه في دائرة اللغة العميقة البليغة التي فيها تلتقي كل المعارف الدينية الكبرى، وفيها ترتقي مدا رج العلوم على جميع تنوّعها.
في شتى المجالات التي حواها القرآن الكريم، فكان كلاهما تحتشد حوله الجماهير المتعطشة للعلم والمعرفة، والتفقه في الدين، متولي الشعراوي في حلقاته الدينية في تفسير القرآن عبر برنامجه الكبير، ومصطفى محمود في برنامجه العلم والإيمان الذي عمّر طويلا. وكلاهما مثقف وأديب، ويختلفان في رحلة الكتابة، ويلتقي مصطفى محمود مع صديقه الأديب الروائي إحسان عبدالقدوس، فكلاهما موهوب ومبدع ولكنهما يختلفان في المضامين والرؤية، وكلاهما يلتقيان في ميدان الفن والإبداع الموسيقي وهما يتخذان منه ماذة محفزة للنفس والجسد، ويبقى الجانب الروحي يقظ عند كل منهم، لقد كان مصطفي محمود يجمع بين صدقات رائعة كلها تصبّ في يقظة الروح والنفس، في وسط أجتماعي متنوّع، فهو صديق للسياسي والرئيس محمد أنو رالسادات، ولكل منهما وجهته التي يتجهها التي يتجهها، غير أن الدكتور مصطفى محمود يتقوّق على جميع أصدقائه، وهو يعود إلى جادة الصواب من توجهه اليساري الى توجهه الديني المعتدل المحبب لدي الجميع، وهو يقرّ بذلك حينما يتحدّث عن عالمه الخاص قبل العودة الى رحلة الإيمان التي مدّ فيها جسور الكلمة الراقية في لغتها، وفي علميتها وفي منهجيتها الفنية ذات الأبعاد الإيمانية بالصوت والصوت، وبالكلمة الإبداعية، فإن كان جمهور الدكتور متولي الشعراوي هم رواد المساجد، فإن جمهور الدكتور مصطفي محمود هم رواد الآداب والعلوم والمحساجد أيضا ، في هذه الوقفة المتواصعة أتمنى أن أكون قد وقفت على نقاط مضيئة في تجربة أديب كبير وعالم متبحر في شتى مجالات العلوم.


Peut être une image de 1 personne

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى