صحيح أن مجرد ذكر اسم فلسطين في الأيام الحالية يدفع الكثيرين إلى الإبتعاد تحت أي ذريعة كانت، لكنه في نفس الوقت يجذب نوعاً آخر وغير متوقع من الناس، من مختلف الجنسيات والأجيال والثقافات التي لم تعاصر الأحداث الكبرى التي عاشتها القضية الفلسطينية، بل وتدفعها لتنفض الغبار وتبحث عن هذه القضية الغريبة التي لن تجد مظلمة إنسانية أو بعداً دينياً أو أخلاقياً محلياً أو على مستوى العالم لا يمر بها أو يتقاطع معها مهما حاول البعض تجاهلها..
ولا يخفى على الجميع تزامن هذه الأيام مع الذكرى السنوية الأربعين لمذبحة صبرا وشاتيلا، تلك المأساة التي لم تجف دماؤها حتى اليوم، ومازالت صرخات الناجين منها مدويةً تماماً كذلك الصمت الذي ذبح فيه الضحايا وصمت فيه العالم وأدار ظهره لها، ولكن جثث من ذبحوا لا زالت تجري نازفةً في ذات الشوارع التي دعت نحرت فيها..تصرخ مبتورة الأطراف، مبقورة البطون، مشوهة الملامح (كما كانت)، تظهر في كل حين، مع كل آذان وجرسٍ لكنيسة تشتكي إلى الله بلغةٍ نازفةٍ لا يفهمها البشر، تصحو في ليالي العيد باكيةً، لا يغسلها مطرٌ أو دمع، تشم الذئاب رائحة الدم فتعوي بلا انقطاع مع شحذ السيوف والسكاكين والضحكات الماجنة، لا تنام، لا ترقد، ولا تبتسم إلاّ في بقايا صور لأرواحٍ تقفز حا وشاتيلا.. ألبومات صور اختفت منها الوجوه وحلت محلها الصرخات الملونة بالأحمر الذي يسيل من العينين بعد أن غادرتا مكانهما..
خالد جهاد..
ولا يخفى على الجميع تزامن هذه الأيام مع الذكرى السنوية الأربعين لمذبحة صبرا وشاتيلا، تلك المأساة التي لم تجف دماؤها حتى اليوم، ومازالت صرخات الناجين منها مدويةً تماماً كذلك الصمت الذي ذبح فيه الضحايا وصمت فيه العالم وأدار ظهره لها، ولكن جثث من ذبحوا لا زالت تجري نازفةً في ذات الشوارع التي دعت نحرت فيها..تصرخ مبتورة الأطراف، مبقورة البطون، مشوهة الملامح (كما كانت)، تظهر في كل حين، مع كل آذان وجرسٍ لكنيسة تشتكي إلى الله بلغةٍ نازفةٍ لا يفهمها البشر، تصحو في ليالي العيد باكيةً، لا يغسلها مطرٌ أو دمع، تشم الذئاب رائحة الدم فتعوي بلا انقطاع مع شحذ السيوف والسكاكين والضحكات الماجنة، لا تنام، لا ترقد، ولا تبتسم إلاّ في بقايا صور لأرواحٍ تقفز حا وشاتيلا.. ألبومات صور اختفت منها الوجوه وحلت محلها الصرخات الملونة بالأحمر الذي يسيل من العينين بعد أن غادرتا مكانهما..
خالد جهاد..