شريف محيي الدين إبراهيم - الإسكندرية المبدعة ،وموروثها الثقافي

لاشك أن مدينة الإسكندرية ، تتمتع بصفات فريدة ،وموروثات ثقافية عريقة ،مما جعل كل من يقطنها، أو ينتمي إليها بأي حال من الأحوال على تنوع مستوياتهم الاجتماعية والثقافية،.

يتملكه ذلك الزهو والفخر بهويته السكندرية

وعروس البحر الأبيض المتوسط، عبارة عن خليط من كل حضارات العالم

فهي مجد البطالمة التي قد بناها الإسكندر الأكبر، وهي عشق كليوباترا.
إنها تلك البقعة التي تجمع كل الثقافات والحضارات والأديان، في تناسق وتعايش مبهر.

،
تقع الإسكندرية في قلب العالم على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، لتصبح ملتقى الحضارات، وبوتقة الثقافات شرقًا وغربًا.
قديمًا وحديثًا .
لتتمتع بمزيج جغرافي، تاريخي عبقري تتفرد به على مستوى جميع مدن العالم

لقد تنوعت الآثار المصرية فى مدينة الإسكندرية عبر العصور والأزمان.

و هي أرض التسامح والتعايش وتعدد الأديان والثقافات منذ أقدم العصور.
تجد بها المعبد اليهودى على بُعد خطوات من الكنيسة القبطية فى أحضان المسجد الإسلامى.
وقد تم
تشييد مكتبتها الجديدة كى تواصل دورها القديم فصارت مكتبة الإسكندرية نافذة مصر على العالم.
ونافذة العالم على الإسكندرية

٢٣ قرنًا من الزمان الثرىّ بالأحداث هو عمر تلك المدينة الكوزموبوليتانية العالمية

صاحبة الثقافات الممزوجة بروح مصر الحضارية التى تمنح الخلود لكل ما هو ثقافى وفنى بحس مصر المدهش عبر العصور والأزمان، وفى كل بقاع الأرض

. وتتضح حيوية التاريخ والآثار والثقافة فى مدينة الإسكندرية، حاضرة الثقافة والعلوم والفنون، المتجددة دومًا،
في كل شارع أو حارة من حواريها.
.
منذ بدايتها فى عهد الإسكندر الأكبر وفى العصر البطلمى ، أو ما يُعرف بالعصر الهيللينستى حين امتزجت حضارة الشرق مع حضارة الغرب على أرض مصر الخالدة. وفى ذلك العصر، تحولت الإسكندرية إلى إمبراطورية ذات طبيعة مزدوجة تجمع بين العنصر الهيللينى، الممثل فى المحتل الذى كانت تربطه صلات قوية، بمصر القديمة، والعنصر الشرقى ممثلًا فى مصر الفرعونية وحضارتها العظيمة التى أبهرت الوافد البطلمى مما نتج عنه حضارة جديدة هى الحضارة الهيللينستية التى جمعت بين حضارة اليونان القديمة ومصر القديمة.
و
سوف تظل مدينة الإسكندرية الكوزموبوليتانية، دومًا ، درة التاج قديمًا وحديثًا.
وقد أنجبت الإسكندرية العديد من كبار الفنانين والمبدعين والعلماء
لا يتسع المجال لذكرهم
ومن كتاب الإسكندرية العظام الذين اهتموا بالموروث السكندري الكاتب الكبير مصطفى نصر
صاحب رواية يهود الإسكندرية
الذي اهتم بحرفية عالية بحواري وشوارع وأحياء الإسكندرية، وعاداتهم وتقاليدهم، وقد ظهر هذا جليا في العديد من أعماله.
وكذلك الكاتب الكبير إبراهيم عبدالمجيد
صاحب رواية لا أحد ينام في الإسكندرية
وما له من عدة روايات تحمل اسم الإسكندرية
وكذلك الكاتب السكندري الكبير سعيد سالم
صاحب رواية كف مريم
والشاعر الروائي الرائع متعدد المواهب أحمد فضل شبلول. صاحب رواية رئيس التحرير
وما قدمه من إبداعات قيمة مشربة بروح الإسكندرية
لا ننسى أبدا منير عتيبة ورحلة عطاء ثرية حافلة بابداعات سكندرية قيمة مع ما يقدمه من دور كبير في مكتبة الإسكندرية
ومختبر السرديات ذلك الكيان الذي ولد كبيرا


ولا شك أن الكاتب العظيم محمد جبريل قد تأثر في العديد من أعماله بروح الإسكندرية
وهو روائي وقاص مصري كبير يعتز به كل كتاب الإسكندرية
ونحن كسكندريين لابد أن نتذكر له رباعية بحري، التي تتألف من أربع روايات هي: أبو العباس، وياقوت العرش، والبوصيري، وعلي تمراز.
و عنوان الرباعية نفسها (بحري) يشير إلى أحد الأحياء في مدينة الإسكندرية

كما أن الكاتب المميز مصطفى عوض
صاحب روايات ريا وسكينة قد نجح في تقديم الكثير من الإبداعات المشبعة بتقاليد وعادات سكندرية.
بكل أحيائها الشعبية، وكذلك الراقية
فهي مدينة كبيرة تجمع بين الفقراء والاغنياء وكافة الطبقات،والمستويات،والوظائف، نسيج سكانها يختلط بأبناء الصعيد وكذلك الريف
وكاتب هذه السطور (شريف محي الدين) قد تأثر في معظم أعماله بالطبيعة السكندرية
رواية طائر على صدر امرأة، تدور كل أحداثها في الثغر، وكذلك رواية مريم. أما
رواية خارج الحدود ،فقد كانت بين القاهرة والاسكندرية
وقد كانت الرواية الأخيرة لي تدور في حي المندرة وهو أحد أحياء الإسكندرية وقد تم اصدارها تحت عنوان (شارع العزب) وهو أحد شوارع الإسكندرية
الذي ينتمي لأحد العائلات السكندرية والتي هي عائلة المؤلف نفسه.

لا ريب أن الإسكندرية هي سيدة العالم القديم, وهي حديثا عروس البحر الأبيض المتوسط .

فالإسكندرية صاحبة أجمل، وأعجب تركيبة، قديمة حديثة في الآن ذاته ، وهي عظيمة عظم العظمة نفسها
، مبدعة الحضارة وصانعة المجد الأبدى لمصر



.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى