عصري فياض - هلَّ الخريف

بعد أن لوَّحنا الصيفُ بشمسه أللافحة،هلَّ علينا بالأمس فصلُ الخريفِ بعباءته الصفراءْ المبتلة،وجبهته المكفهرّة،يسير بخطاً تُسقط من حولها أوراقَ الشجر،وتنادي بعض رذاذ المطر،مطرٌ يصافح التراب ،فتبعث منه رائحة جميله،وتغسل حبات الزيتون،وتتعانق مع حبات العرق المتصبب من وجنات الفلاح الذي يجمع قطاف الشجرة المباركة...
أنه الخريف جاء بعد صيف،وهو ضيف حلَّ بعد رحيل ضيف،فبالأمس كنا مع فصل،واليوم دخلنا فصلاً آخر،وبعد انقضاء عهده سنكون مع فصل الخير والرحمات،فصلُ الشتاء،حيث الأمطار وطقوس ارتواء الأرض الظمأى،وفاكهته النار... حتى يمضي زمانه بيننا ويَرْحَلْ،بعد أن يترك لدينا سجادة خضراء ليجلس عليها سلطان الربيع، فتغني له الأغصان والورود،وتمازحه الشمسُ الخجولةُ وفراشات الجبال...
هلَّ الخريف...فمرحى به،والحمد لله على نعمائه،فكلُ ما في الكونِ من نواميسه،لهيَ آلاءٌ تدعونا صباح مساء أن نسبحه كثيرا،ونشكره كثيرا.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى