تراهن المشاريع التربوية المعاصرة في ظل التسارع العالمي الهائل في شتى مجالات المعرفة والتطور التقني الذي يخطو خطوات واسعة نحو ريادة المجالات كافة ، على ضرورة التوجّه نحو التعلّم البراغماتي ، لما له من أهمية في تغيير أنماط الحياة في المجتمعات إلى الأفضل ، ويؤكد علماء التربية والمختصّون أن هذا التغيير لن يؤتي أكله إلاّ إذا غيّرنا من طرائق وأساليب التعلّم . من تعلّم نمطي ممل إلى تعلّم خلاّق ممتع ، فالملاحظ أنّ معظم التلاميذ الذين يذهبون إلى المدرسة في المرحلة الابتدائية ينظرون إلى التعلّم في المدرسة على أنه تجربة مملّة وغير سارة، لذا يجب التنويع في أساليب التدريس المستخدمة في البيئة الصّفيّة وإشراك المتعلمين في عملية التعلّم في جو يسوده المرح والمتعة لزيادة حماس ودافعية المتعلّمين نحو التعلم . إن إشكالية المضامين الثقافية وإشكالية القيم التي يتعين نقلها عبر التعلّم هما جوهر التحدي الذي تواجهه المدرسة الحديثة. فمن جهة، ثمة الذين يصرّون على أهمّية اكتساب اللّغات، وإتقان المعارِف، واكتشاف الأعمال أو الإنتاجات. ومن جهة ثانية، ثمّة من يشير إلى أنّ الأساس هو في تملُّك القيم وتنمية الاستقلالية ،هو ضرورة إيجاد صيغة مرنة لتمرير التعلّمات والمعارف والقيم بالتوازي ، من أجل كسر كل قيد يمنع المتعلمين من ممارسة التعلّم بحرية والتمتع بتجربة التعلّم. من هنا برزت فكرة التعلّم الممتع لجعله تجربة مبهجة ومحفزة وتحويلية، وكحلّ تربوي يمكّننا من اكتشاف متعة التعلم لنصبح متعلمين مدى الحياة. ويرى المختصّون أنّه لا مفر من خلق جو ممتع في فصول التعلّم من أجل ضمان نتائج مرضية وإنتاج فرد سعيد ناجح . فهل التعليم الممتع في المدرسة ضرورة أم رفاهية؟ أورد البيداغوجي القدير "فيليب ميريو " في كتابه "Apprendre... oui, mais comment "وهو من أكثر علماء التربية تأثيرا في المجتمعات . أنّ إشكاليّة المضامين الثقافيّة وإشكالية القيم التي يتعيَّن نقلها هما جوهر التحدّي الذي تواجهه المدرسة الحديثة. فإن ما يمنح القيمة للمدرسة هي قدرتها على تجسيد "الحق في التعليم" للجميع: يجب أن تقدم لكل تلميذ، وبطريقة منصفة، الأدوات والأعمال التي تسمح لهم بفهم العالم وتغييره. يجب أن تسمح للجميع باكتشاف متعة التعلم وبهجة الفهم، والتي بدونها لن يكون هناك نجاح مدرسي حقيقي، ولا يمكن الوصول إلى النقاش العمومي والمواطنة الديمقراطية.
و أكّد أن المدارس تنحو الآن نحو نفعية تعليمية ولا تحصل المنفعةإلاّ بالمتعة ، فمتعة التعلّم هي أساس جميع أنواع التربية. فلا يوجد أي نشاط فكري رفيع المستوى دون متعة. كل أولئك الذين تعلّموا، والذين اكتشفوا المعرفة، استمتعوا بالتّعلم. وبفضل استمتاعهم طوروا المعرفة ونقلوها إلى الآخرين. فحسب رأيه لا يوجد أي نشاط فكري رفيع المستوى دون متعة.و أنّ كل أولئك الذين تعلموا، والذين اكتشفوا المعرفة، استمتعوا بالتعلم. وبفضل استمتاعهم طوروا المعرفة ونقلوها إلى الآخرين.
وفقا لذلك يصبح التعلّم بالإمتاع ضرورة ملحّة ولا يمكن أن تكون هناك تربية دون اكتشاف متعة التعلم.ويؤكّد أنّنا نعيش طفرة أنثروبولوجية أساسية: لآلاف السنين، عانى البشر بأجسامهم ولكنهم ارتقوا بعقولهم. في الوقت الحاضر، مكان المتعة هو الجسد. وبالنسبة للعديد من الأطفال والبالغين، يصبح التعلم مصدرا لصعوبات بل وحتى المعاناة. فنحن نعيش في عصر تمجيد المتع الجسدية، مع كل الإمكانات المتاحة في العالم المادي، والتي تفقد المتعة الفكرية الكثير من أهميتها. ومن هنا تكمن الأهمية الأساسية للمعلمين في وضع "متعة التعلم" في مقدمة اهتماماتهم وجعلها وسيلة أساسية لإرساء الديمقراطية في المدرسة. المؤكد أن هناك كائنات واجهت متعة التعلم. يتعلق الأمر بالمجتمعات التي يُنظر فيها إلى التعلم على أنه شكل من أشكال الارتقاء، فأتاحت لهم فرص الوصول إلى كتب العقل، غير أنه من الواضح أن هذه الإمكانات مخصصة لعدد محدود من الناس، ومع ذلك كانت متعة التعلم شيئا مرغوبا فيه بشكل كبير. اليوم، ما يسميه برنارد ستيجلر "رأسملة الرغبة" الّتي تدفع الناس إلى الاستهلاك أكثر وأكثر، وبسرعة أكبر. لذلك، يبدو أن التعلّم يمثل عائقًا أمام المتعة الفورية، لدرجة أن الأشخاص الذين لا يجربوا قط المتعة الموجودة في التعلّم قد يحاولون الاستغناء عنهالذا بات من الضروري ان ننهج نهج الآنية في الاستمتاع والتعلّم مناصفة ".
وقد سبقه في نفس الرأي الفيلسوف الألماني “فريديريك نيتشة Friedrich Nietzsh ، و أكّد أن التلاميذ يتعلمون بصورة أفضل عندما تكون عملية التعلم ممتعة، لأننا كبشر مفطورون على حب المرح، الذي أحد مصادره اللّعب لأن في داخلنا طفل يتوق للعب . كما بين فينسل " Fencel " أن التعلم الممتع كتوجه تعليمي لا يمكن اختصار وصفه بأنه مجموعة من الأنشطة أو الألعاب التعليمية التي يتم تنفيذها في بعض المواقف التعليمية، بل إنه أشمل من ذلك فهو يحول الموقف التعليمي بكل عناصره ومضمونه التعليمي بصورة منضبطة ومتناسقة إلى خبرات تعليمية مرنة وممتعة يشارك المتعلّم في تحديد مكوناتها.
لماذا و بماذا و أين ؟
تكمن أهمية التعلّم الممتع في كونه يساعد على تخليص المتعلّمين من المشاعر السلبية مثل الأنانية وحب الذات ، و على التربية الجسدية والتنمية الذهنية لهم. كما يعدّ أداة عمل تربوية تساعد التلاميذ على التفاعل مع البيئة من أجل تنمية الشخصية والسلوك وتثبيت معلوماتهم . فضلا عن كونه طريقة علاجية تعمل على حل بعض المشاكل لديهم مثل العزلة والعدوان ، و التعبير عن الانفعالات المختلفة التي تعتريهم .ولعلّ أهم ما يمكن أن يعالجه التعلّم الممتع هو مراعاة الفروق الفردية و العمل على اكتشاف قدرات وميول المتعلّمين .
إنّ الكثير من المواد والوسائل التي يمكن للمعلم أن يستخدمها وتساعده على تطبيق أساليب وطرائق التّعلّم الممتع موجودة ولو على بساطتها ،لكن المشكل يكمن في المعلّم الذي يوظّف وسائلها ويمارسها ، وقد نورد منها ما يعرف بالتلعيب : الذي يعتمد على تحفيز المتعلّمين باستخدام الألعاب واللّعب بعناصره وتنويع بيئات التعلم واللّعب من أجل تحقيق أقصى متعة ومشاركة .
السبّورة الذكية : وهي وسيلة تكنولوجية حديثة تعرض النص والصورة، وتتيح إضافة الصوت والحركات إلى العرض بشكل مثير لاهتمام الطلبة. ويحتاج المعلم للتحكم بها إلى قلم أو يستخدم اليد بيسر، وتمكن المعلم من تنفيذ الدرس وعرضه في وقت لاحق بطريقة جذابة ومشوقة للطلبة .
القصّة والحكاية : تعد القصّة القصيرة من الأساليب التربوية القديمة الحديثة المؤثرة في عملية التعليم والتعلم، فهي فن أدبي عالمي استخدمت في عملية التدريس منذ قديم الزمن، وجدت لدى الحضارات وخصوصا الفرس والروم والفراعنة الذين دونوا في كتبهم ونقشوا على الجدران مئات القصص التي تروي مسيرة حضاراتهم بأبدع الأساليب والتي مازالت خالدة حتى عصرنا الحالي. واحتوى القرآن الكريم على العديد من القصص التي تنوعت في طياتها ما بين الطويلة والقصيرة والتي كان لها أهداف محددة وواضحة. قال الله تعالى : "نحن نقص عليك أحسن القصص "سورة يوسف آية 3 . ولا يخفى على أحد دور القصة في التعليم وأهميتها في خلق الدافعية لدى المتعلمين وتشويقهم. فالمعلم الناجح هو الذي يستطيع جذب المتعلمين من خلال سرد القصة المناسبة وكيفية توظيفها في العملية التعليمية، ولايقتصر على القصص المدمجة بالمناهج الدراسية إنما يتخطى ما بين عالم الخيال والواقع .
التقويم : تنسجم حداثة التعلّم الممتع مع أساليب التقويم الحديثة مثل التقويم التشخيصي، التقويم البنائي بالمشاريع، العروض والمقابلات، خرائط المفاهيم، تقويم الأداء بالتقديم، والعروض والمحاكاة والمناظرة، الورقة والقلم، التقويم بالمنتج أو المشروع، ملفات الإنجاز و استراتيجية ترمومتر المشاعر الثلاثي (سعيد، محايد، متكدر) لمعرفة انطباعات المتعلمين عن الحصة.وأهمّ أنماط التقويم خلال التعلّم الممتع و أنجعها ، التقويم الذاتي الذي يجعل التلميذ يشعر بالمشاركة وبناء تعلماته فعليا . وهو نتاج تجربة المشاركةالتي دعا إليها الفيلسوف الحكيم الصيني "كونفوشيوس " الذي اعتبر التجربة والمشاركة تخلق المتعة وتثبّت أثر التعلّم وهوصاحب الحكمة : " قلّي وسوف أنسى ، علّمني وقد أتذكّر ، أشركني وسوف أتعلّم "
كما يمكن أقحام العديد من الوسائل التعليمية الممتعة لدى الطفل و المتعلّم كالبطاقات والصور التعليمية ، والدمى وكل ما يراه المربي صالحا لتعليم التلاميذ وإمتاعهم .
ويؤول بنا الأمرإلى التنويه بما يساعد على الاستمتاع والانخراط في التعلم ،كبناء بيئة صفية يسودها المرح وذلك بدمج أنشطة المتعة العلمية في الدروس و تكليف المتعلّمين بإجراء التجارب بأنفسهم لأنهم يجدون المتعة في الممارس مراجعة الدروس بصورة مرحة وممتعة من خلال استراتيجيات التعلم النشط والخروج عن الجو التقليدي للصف من خلال الرحلات العلمية واقعا وافتراضا وتعريهم بقدراتهم الأعلى من خلال الذكاءات المتعددة التي توجه الطريقة التي يتعلمون بها.
فلسفة المتعة في حرية التعلّم؟
لا تتحقّق المتعة إلاّ حينما يحب المتعلّم ما يفعل ، فشغفه بما يفعل، يشعره بالمتعة والمكافأة ويسهل الوصول إلى أبعد من ذلك لمعرفة المزيد.كما أنّ الشعور بالأمان يجعل المتعلّم يشعر بالحرية في استكشاف وتحديد أهداف جديدة لبيئة داعمة و آمنة ، ويلعب الإلهام دور الدّاعم لاستراتيجيات التّعلّم المختلفة ،فصار من الضروري توفير البيئة الملهمة ، وفسح مساحة من الحرّية للتعلّم ولو كان فشلا ، فحريّة الفشل تشعر المتعلّم بالأمان حتى عند التعثّر واعتبار الخطأ مرحلة من مراحل التّعلم ، توصله إلى الابداع والابتكار ، وتفتح باب الحرية في اختيار طرائق التعلّم لديه فتحيل الإقبال على التعلّم لديه إلى إدمان محمود يجعله يشارك في التعلّم مدى الحياة ، ويشعر بالرضا لكسبه الكفاءة والقدرة اللّذان تؤهلانه لمعرفة المزيد .
خاتمة :
إن التعليم بالمتعة لا يحتاج إلى معجزات أو التزامات و قواعد معينة للحصول على نتائج مثالية، بقدر ما يحتاج إلى ضرورة فتح باب الإبداع أمام المعلّم لاختيار الطرائق والاستراتيجيات التي تلائمه مع تلاميذه، فالغاية هي التعلّم، والوسائل و و الأساليب تختلف من معلّم إلى آخر وهي متاحة ما دامت إيجابية ولها وقع ممتع على الأطفال، وتحقّق المتعة للطرفين ، ومن هنا يلحّ سؤال آخر . هل تتوفّر كل المؤسّسات التّعليمية ـ عمومية كانت أم خاصة ـ على المعلّم القادر على أداء المهمّة ؟ فتحقيق المتعة يتضمن تحقيق المنفعة . فهل يمكن الحصول على تعليم براغماتي ممتع ؟ .
و أكّد أن المدارس تنحو الآن نحو نفعية تعليمية ولا تحصل المنفعةإلاّ بالمتعة ، فمتعة التعلّم هي أساس جميع أنواع التربية. فلا يوجد أي نشاط فكري رفيع المستوى دون متعة. كل أولئك الذين تعلّموا، والذين اكتشفوا المعرفة، استمتعوا بالتّعلم. وبفضل استمتاعهم طوروا المعرفة ونقلوها إلى الآخرين. فحسب رأيه لا يوجد أي نشاط فكري رفيع المستوى دون متعة.و أنّ كل أولئك الذين تعلموا، والذين اكتشفوا المعرفة، استمتعوا بالتعلم. وبفضل استمتاعهم طوروا المعرفة ونقلوها إلى الآخرين.
وفقا لذلك يصبح التعلّم بالإمتاع ضرورة ملحّة ولا يمكن أن تكون هناك تربية دون اكتشاف متعة التعلم.ويؤكّد أنّنا نعيش طفرة أنثروبولوجية أساسية: لآلاف السنين، عانى البشر بأجسامهم ولكنهم ارتقوا بعقولهم. في الوقت الحاضر، مكان المتعة هو الجسد. وبالنسبة للعديد من الأطفال والبالغين، يصبح التعلم مصدرا لصعوبات بل وحتى المعاناة. فنحن نعيش في عصر تمجيد المتع الجسدية، مع كل الإمكانات المتاحة في العالم المادي، والتي تفقد المتعة الفكرية الكثير من أهميتها. ومن هنا تكمن الأهمية الأساسية للمعلمين في وضع "متعة التعلم" في مقدمة اهتماماتهم وجعلها وسيلة أساسية لإرساء الديمقراطية في المدرسة. المؤكد أن هناك كائنات واجهت متعة التعلم. يتعلق الأمر بالمجتمعات التي يُنظر فيها إلى التعلم على أنه شكل من أشكال الارتقاء، فأتاحت لهم فرص الوصول إلى كتب العقل، غير أنه من الواضح أن هذه الإمكانات مخصصة لعدد محدود من الناس، ومع ذلك كانت متعة التعلم شيئا مرغوبا فيه بشكل كبير. اليوم، ما يسميه برنارد ستيجلر "رأسملة الرغبة" الّتي تدفع الناس إلى الاستهلاك أكثر وأكثر، وبسرعة أكبر. لذلك، يبدو أن التعلّم يمثل عائقًا أمام المتعة الفورية، لدرجة أن الأشخاص الذين لا يجربوا قط المتعة الموجودة في التعلّم قد يحاولون الاستغناء عنهالذا بات من الضروري ان ننهج نهج الآنية في الاستمتاع والتعلّم مناصفة ".
وقد سبقه في نفس الرأي الفيلسوف الألماني “فريديريك نيتشة Friedrich Nietzsh ، و أكّد أن التلاميذ يتعلمون بصورة أفضل عندما تكون عملية التعلم ممتعة، لأننا كبشر مفطورون على حب المرح، الذي أحد مصادره اللّعب لأن في داخلنا طفل يتوق للعب . كما بين فينسل " Fencel " أن التعلم الممتع كتوجه تعليمي لا يمكن اختصار وصفه بأنه مجموعة من الأنشطة أو الألعاب التعليمية التي يتم تنفيذها في بعض المواقف التعليمية، بل إنه أشمل من ذلك فهو يحول الموقف التعليمي بكل عناصره ومضمونه التعليمي بصورة منضبطة ومتناسقة إلى خبرات تعليمية مرنة وممتعة يشارك المتعلّم في تحديد مكوناتها.
لماذا و بماذا و أين ؟
تكمن أهمية التعلّم الممتع في كونه يساعد على تخليص المتعلّمين من المشاعر السلبية مثل الأنانية وحب الذات ، و على التربية الجسدية والتنمية الذهنية لهم. كما يعدّ أداة عمل تربوية تساعد التلاميذ على التفاعل مع البيئة من أجل تنمية الشخصية والسلوك وتثبيت معلوماتهم . فضلا عن كونه طريقة علاجية تعمل على حل بعض المشاكل لديهم مثل العزلة والعدوان ، و التعبير عن الانفعالات المختلفة التي تعتريهم .ولعلّ أهم ما يمكن أن يعالجه التعلّم الممتع هو مراعاة الفروق الفردية و العمل على اكتشاف قدرات وميول المتعلّمين .
إنّ الكثير من المواد والوسائل التي يمكن للمعلم أن يستخدمها وتساعده على تطبيق أساليب وطرائق التّعلّم الممتع موجودة ولو على بساطتها ،لكن المشكل يكمن في المعلّم الذي يوظّف وسائلها ويمارسها ، وقد نورد منها ما يعرف بالتلعيب : الذي يعتمد على تحفيز المتعلّمين باستخدام الألعاب واللّعب بعناصره وتنويع بيئات التعلم واللّعب من أجل تحقيق أقصى متعة ومشاركة .
السبّورة الذكية : وهي وسيلة تكنولوجية حديثة تعرض النص والصورة، وتتيح إضافة الصوت والحركات إلى العرض بشكل مثير لاهتمام الطلبة. ويحتاج المعلم للتحكم بها إلى قلم أو يستخدم اليد بيسر، وتمكن المعلم من تنفيذ الدرس وعرضه في وقت لاحق بطريقة جذابة ومشوقة للطلبة .
القصّة والحكاية : تعد القصّة القصيرة من الأساليب التربوية القديمة الحديثة المؤثرة في عملية التعليم والتعلم، فهي فن أدبي عالمي استخدمت في عملية التدريس منذ قديم الزمن، وجدت لدى الحضارات وخصوصا الفرس والروم والفراعنة الذين دونوا في كتبهم ونقشوا على الجدران مئات القصص التي تروي مسيرة حضاراتهم بأبدع الأساليب والتي مازالت خالدة حتى عصرنا الحالي. واحتوى القرآن الكريم على العديد من القصص التي تنوعت في طياتها ما بين الطويلة والقصيرة والتي كان لها أهداف محددة وواضحة. قال الله تعالى : "نحن نقص عليك أحسن القصص "سورة يوسف آية 3 . ولا يخفى على أحد دور القصة في التعليم وأهميتها في خلق الدافعية لدى المتعلمين وتشويقهم. فالمعلم الناجح هو الذي يستطيع جذب المتعلمين من خلال سرد القصة المناسبة وكيفية توظيفها في العملية التعليمية، ولايقتصر على القصص المدمجة بالمناهج الدراسية إنما يتخطى ما بين عالم الخيال والواقع .
التقويم : تنسجم حداثة التعلّم الممتع مع أساليب التقويم الحديثة مثل التقويم التشخيصي، التقويم البنائي بالمشاريع، العروض والمقابلات، خرائط المفاهيم، تقويم الأداء بالتقديم، والعروض والمحاكاة والمناظرة، الورقة والقلم، التقويم بالمنتج أو المشروع، ملفات الإنجاز و استراتيجية ترمومتر المشاعر الثلاثي (سعيد، محايد، متكدر) لمعرفة انطباعات المتعلمين عن الحصة.وأهمّ أنماط التقويم خلال التعلّم الممتع و أنجعها ، التقويم الذاتي الذي يجعل التلميذ يشعر بالمشاركة وبناء تعلماته فعليا . وهو نتاج تجربة المشاركةالتي دعا إليها الفيلسوف الحكيم الصيني "كونفوشيوس " الذي اعتبر التجربة والمشاركة تخلق المتعة وتثبّت أثر التعلّم وهوصاحب الحكمة : " قلّي وسوف أنسى ، علّمني وقد أتذكّر ، أشركني وسوف أتعلّم "
كما يمكن أقحام العديد من الوسائل التعليمية الممتعة لدى الطفل و المتعلّم كالبطاقات والصور التعليمية ، والدمى وكل ما يراه المربي صالحا لتعليم التلاميذ وإمتاعهم .
ويؤول بنا الأمرإلى التنويه بما يساعد على الاستمتاع والانخراط في التعلم ،كبناء بيئة صفية يسودها المرح وذلك بدمج أنشطة المتعة العلمية في الدروس و تكليف المتعلّمين بإجراء التجارب بأنفسهم لأنهم يجدون المتعة في الممارس مراجعة الدروس بصورة مرحة وممتعة من خلال استراتيجيات التعلم النشط والخروج عن الجو التقليدي للصف من خلال الرحلات العلمية واقعا وافتراضا وتعريهم بقدراتهم الأعلى من خلال الذكاءات المتعددة التي توجه الطريقة التي يتعلمون بها.
فلسفة المتعة في حرية التعلّم؟
لا تتحقّق المتعة إلاّ حينما يحب المتعلّم ما يفعل ، فشغفه بما يفعل، يشعره بالمتعة والمكافأة ويسهل الوصول إلى أبعد من ذلك لمعرفة المزيد.كما أنّ الشعور بالأمان يجعل المتعلّم يشعر بالحرية في استكشاف وتحديد أهداف جديدة لبيئة داعمة و آمنة ، ويلعب الإلهام دور الدّاعم لاستراتيجيات التّعلّم المختلفة ،فصار من الضروري توفير البيئة الملهمة ، وفسح مساحة من الحرّية للتعلّم ولو كان فشلا ، فحريّة الفشل تشعر المتعلّم بالأمان حتى عند التعثّر واعتبار الخطأ مرحلة من مراحل التّعلم ، توصله إلى الابداع والابتكار ، وتفتح باب الحرية في اختيار طرائق التعلّم لديه فتحيل الإقبال على التعلّم لديه إلى إدمان محمود يجعله يشارك في التعلّم مدى الحياة ، ويشعر بالرضا لكسبه الكفاءة والقدرة اللّذان تؤهلانه لمعرفة المزيد .
خاتمة :
إن التعليم بالمتعة لا يحتاج إلى معجزات أو التزامات و قواعد معينة للحصول على نتائج مثالية، بقدر ما يحتاج إلى ضرورة فتح باب الإبداع أمام المعلّم لاختيار الطرائق والاستراتيجيات التي تلائمه مع تلاميذه، فالغاية هي التعلّم، والوسائل و و الأساليب تختلف من معلّم إلى آخر وهي متاحة ما دامت إيجابية ولها وقع ممتع على الأطفال، وتحقّق المتعة للطرفين ، ومن هنا يلحّ سؤال آخر . هل تتوفّر كل المؤسّسات التّعليمية ـ عمومية كانت أم خاصة ـ على المعلّم القادر على أداء المهمّة ؟ فتحقيق المتعة يتضمن تحقيق المنفعة . فهل يمكن الحصول على تعليم براغماتي ممتع ؟ .
