عصري فياض - مسلكيات ثورية

• أتذكر أن أسيرا في عام 1983في سجن جنين.. سمع قصة تلك الصحفية اليابانية التي جاءت الى معسكرات الفدائيين في الأغوار الأردنية قبيل معركة الكرامة لتكتب تقريرا عن هذه الثلة،تقول القصة أن صحفية يا بانية على قدر من الجمال، قدمت الى منطقة الأغوار لكتابة تقرير عن قواعد المقاتلين الفلسطينيين،وبعد ان فرغت من تقريرها، حل الظلام، فأرادت أن تبيت، فعهد الى احد المقاتلين بحراستها بعد أن اختير لها احد الكهوف، فكان، وفي عتمة الليل حولت تلك الصحفية استكمال مقالها الذي يبدو انه لم يكتمل،تظاهرت بالنوم، .. رفعت الغطاء عن قدميها، فتقدم الحارس فأعاد نشر الغطاء على قدميها، فعاد لتفعل الأمر مرة ثانية بقصد اختباره، فكشفت أكثر عن سايقها، فعاد وغطاها مرة أخرى، ثم جمعت الغطاء بين قدميها حتى لا يستطيع الحارس تخيصله منها وتغطيتها، فما كان من الحارس الذي يقف في برودة الليل إلا وان خلع معطفه وغطاها... فوجدت سطرها الأخير في تقريرها.....
فما كان من الأسير..إلا أن دمعت عينه....
• كان ثور الفتيكونغ يحاربون الاحتلال الأمريكي، عندما يذهبون ليلا لمهاجمة القواعد الأمريكية، ويمرون بالقرب من أكواخ الفلاحين الفتناميين،يخلعون أحذيتهم حتى لا يزعجوا الأطفال والأهالي النائمون في تلك الأكواخ....
• أتذكر قصة قرأتها عن الثائر والقائد الهندي الشهير المهاتما غاندي عندما تسلق يوما ما عربة القطار، وكان ينتعل في قدميه الشحاطة أي ( الحفاية )،فعندما انفلتت من إحدى قدميه إحدى فردات تلك الشحاطة أثناء سير القطار،أسرع وألقى بالثانية ،وعندما سأل أجاب لكي يستفيد منها أي فقير يعثر عليها وهي كأمله.
• في جنوب لبنان ، وأثناء حرب العام 2006،ونتيجة للقصف الشديد دخلت مجموعة من مقاتلي حزب الله احد البيوت، وكان معها بعض التموين،انتهى التموين بعد أيام والقصف لازال مستعرا،المجموعة خالفت قوانين المهمات والتعامل،فأكلت وشربت بمقدار من محتويات البيت الذي هجره أهله بفعل المعارك،وكان قائد المجموعة يحصي بالضبط ما يستهلكه عناصره من محتويات هذا البيت، وبعد أن توقفت المعارك وعاد أهل البيت إليه توجه إليهم بمبلغ يقدر بضعفي قيمة ما أكل وشرب مقاتليه أثناء المواجهات.
اسألكم أين نحن اليوم من ذلك المقاتل الذي اصر على ستر عورة الصحفية،وتحمل برد الليل على ان يرى منها شيئا معيبا؟؟
اين نحن من حرص ومراعاة ثورانا ان بقوا في عدم خدش نوم اطفال شعبهم حتى ولو في عز المقارعة مع الاحتلال؟؟
اين نحن من احساس القائد والثائر الاممي المهاتما غاندي تجاه ابناء وطنه وشعبه؟؟؟
اين نحن من حرص ذلك الضابط الذي عد اللقم على عناصره ليعود الى اصحاب البيت ويبرأ ذمته وذمت من هم في مسؤوليته؟؟
قد يقول قائل هذه مثالية زائدة........ أقول له ... بل هي قيم من التزم بها نجح وفلح، وهي مسلكيات ثورية اخلاقية هي سلاح ضروري في قانون الانتصار
لقد افلح الفتيكونك وانتصروا وحرروا بلادهم من الاحتلال الامريكي،وافلح المهاتما غاندي وقاد شعبه للحرية والاستقلال واصبح رمزا امميا... وصمد ذلك الحزب ومرغ انف الجيش الذي لا يقهر ولم تنتهي جولاته بعد...


بقلم عصري فياض

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى