"هل ستحبني يوما...؟؟" يتساءل كل ليلة.
يسكب آهاته الملتهبة على ورقة بيضاء، ينسج مشاعره المشتعلة في رسالة أو قصيدة شعرية، يتأمل صورتها المثبتة على شاشة جهازه المحمول، يشم أنفاسها المتدفقةَ في شرايينه، بريق عينيها، يشعل شمعة قلبه المهجور، قُبلتها البريئة ذات قطار تُحرق جسده المتعطش للحظة اللقاء.
"أنتِ القصيدة..." كتب لها ذات صباح.
"هل القصيدة تشبهني أم أشبهها؟" تساءلت أمام المرآة. تأملتْ صورتَها المعكوسة وسافرتْ عبر شهاب الهوى، لتبحث بين ثنايا جسدها عن قصيدة تائهة. هذا الصباح كان مختلفا! لا رسالة تخاطبها أو قصيدة تُنعش يومها الهادئ، ساعات وليالٍ مضت، في انتظار قصيدة لم تُكتب بعد...
الحنينُ إلى القصيدة يناديها!
حملتْ حقيبتها الصغيرة وركبت القطار، المدينةُ التي لم تتصالح معها يوما، استقبلتها ببرودة غريبة ذاك الصباح. الشاعر المجنون لم يكن هنا أو هناك. شرعَتْ تبحث عنه بين تقاطيع وجوه تعرفها ووجوه لا تعرفها. لهيب الشوق يبعثر أفكارها ويمزق قلبها، خيبة الأمل تلقي بها في قطار العودة إلى نقطة البداية.
طيف امرأة شقراء يسكن القصيدة.
يزورها كل ليلة، يُشَتِّتُها ويبعثرها، طردتْ الفكرةَ من خيالها وعادت إلى جهازها لتبحث عن قصيدة جديدة وعن ذكريات غريبة وبعيدة.
"بدونكِ... لا شِعرَ يُكْتَبُ أو امرأةً تُحَبُّ..."، كان يهمس لها متأملا صورتَه المعكوسة في سواد عينيها، الحروف وحدها تُذوِّبُ رياح المقاومة.
هذا المساء كان هناك، يعبث بالحروف والكلمات.
لهفة الشوق، لم تبدد رغبة الصمت والسؤال، لم تُمْحِ بقايا الحروف الملتهبة، صورته الجديدة تتراقص أمام عينيها على شاشة الجهاز وقد خط الشيبُ خَصلات شعرِه الأسود، تأملت العبارة أسفل الصورة: "سكنتِ القصيدة وكُلَّ الدواوين القادمة..."، تنهدتْ وتذكرتْ رسائلَه وقصائده الشعرية.
هل رحلت القصيدة عن سمائها؟!
الشاعر المجنون يشرب نخب ديوانه الجديد، تجمدت الحروف على شفتيها، قرأت الخبر مرة، مرتين، ثلاث مرات، لم تصدق، الحروف خانتها هذه المرة وضيعت قصيدتها الجميلة.
آن أوان العودة...
مسحت دمعتها الأخيرة، وهمست وهي تغادر جهازها الصغير:
- الآن تذكرت، هذا حال الشاعر بعد انتهاء كل قصيدة.
يسكب آهاته الملتهبة على ورقة بيضاء، ينسج مشاعره المشتعلة في رسالة أو قصيدة شعرية، يتأمل صورتها المثبتة على شاشة جهازه المحمول، يشم أنفاسها المتدفقةَ في شرايينه، بريق عينيها، يشعل شمعة قلبه المهجور، قُبلتها البريئة ذات قطار تُحرق جسده المتعطش للحظة اللقاء.
"أنتِ القصيدة..." كتب لها ذات صباح.
"هل القصيدة تشبهني أم أشبهها؟" تساءلت أمام المرآة. تأملتْ صورتَها المعكوسة وسافرتْ عبر شهاب الهوى، لتبحث بين ثنايا جسدها عن قصيدة تائهة. هذا الصباح كان مختلفا! لا رسالة تخاطبها أو قصيدة تُنعش يومها الهادئ، ساعات وليالٍ مضت، في انتظار قصيدة لم تُكتب بعد...
الحنينُ إلى القصيدة يناديها!
حملتْ حقيبتها الصغيرة وركبت القطار، المدينةُ التي لم تتصالح معها يوما، استقبلتها ببرودة غريبة ذاك الصباح. الشاعر المجنون لم يكن هنا أو هناك. شرعَتْ تبحث عنه بين تقاطيع وجوه تعرفها ووجوه لا تعرفها. لهيب الشوق يبعثر أفكارها ويمزق قلبها، خيبة الأمل تلقي بها في قطار العودة إلى نقطة البداية.
طيف امرأة شقراء يسكن القصيدة.
يزورها كل ليلة، يُشَتِّتُها ويبعثرها، طردتْ الفكرةَ من خيالها وعادت إلى جهازها لتبحث عن قصيدة جديدة وعن ذكريات غريبة وبعيدة.
"بدونكِ... لا شِعرَ يُكْتَبُ أو امرأةً تُحَبُّ..."، كان يهمس لها متأملا صورتَه المعكوسة في سواد عينيها، الحروف وحدها تُذوِّبُ رياح المقاومة.
هذا المساء كان هناك، يعبث بالحروف والكلمات.
لهفة الشوق، لم تبدد رغبة الصمت والسؤال، لم تُمْحِ بقايا الحروف الملتهبة، صورته الجديدة تتراقص أمام عينيها على شاشة الجهاز وقد خط الشيبُ خَصلات شعرِه الأسود، تأملت العبارة أسفل الصورة: "سكنتِ القصيدة وكُلَّ الدواوين القادمة..."، تنهدتْ وتذكرتْ رسائلَه وقصائده الشعرية.
هل رحلت القصيدة عن سمائها؟!
الشاعر المجنون يشرب نخب ديوانه الجديد، تجمدت الحروف على شفتيها، قرأت الخبر مرة، مرتين، ثلاث مرات، لم تصدق، الحروف خانتها هذه المرة وضيعت قصيدتها الجميلة.
آن أوان العودة...
مسحت دمعتها الأخيرة، وهمست وهي تغادر جهازها الصغير:
- الآن تذكرت، هذا حال الشاعر بعد انتهاء كل قصيدة.