محمود شاهين - أسخف الحوارات.

شاهينيات 1546

أسخف الحوارات هي أن تحاور جاهلاً في معتقده أو أن يحاورك الجاهل في فكرك .. فليس ثمة ما هو عبثي أكثر من هذا الحوار، مهما حاولت أن تكون مع الجاهل منطقياّ وعلمياً ومقنعاً.. فالجاهل برمج عقله منذ طفولته ونشأته على فكر محدد موغل في الخرافة والأسطورة وكل ما يتناقض مع العقل والمنطق والعلم، وأصبح من مكونات شخصيته ، وهو غير قادر على تقبل أي فكر يتناقض مع هذه البرمجة . وقد يلجأ الجاهل إلى قتلك إذا ما أمعنت في محاولة اقناعه بخطأ فكره ، كما يفعل الداعشيون في المعتقدات المختلفة .. فإياك ثم إياك من الإقدام على محاورة كهذه .. اطرح فكرك بالوسائل الممكنة المتوفرة فثمة من يسعون للخروج من جهلهم وتقبل فكرك ، وتجاهل الحواربالمطلق مع الجاهل ، فليس في ذلك إلا المقت وسم ّ البدن ! أنا شخصياً تبت وأكرر توبتي عن هذه الخطيئة ولن أعود لمحاورة جاهل كذاك الذي سألني ذات يوم :

" هل هناك إله ؟"

قلت : " لا أعرف"

قال " أف أنت لا تعرف وأنت أديب وفنان ومفكر وفيلسوف بينما أنا أعرف، فهناك إله دون شك"

قلت : " أنت ختمت المعرفة ، بينما أنا ما أزال أبحث عنها "

فالجاهل يظن أنه عرف الحقيقة المطلقة من دينه ، بينما العالِم يدرك أن الحقيقة المطلقة للخالق والخلق لم يعرفها العقل البشري بعد . وكل ما جاء به العقل البشري حتى يومنا ليس أكثر من اجتهادات لهذا العقل .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى