سيارات فخمة، من خارج الإقليم كما تدل على ذلك لوحاتها الترقيمية، مركونة بمربد المحكمة هذا الصباح. الحركة في الردهات و الطوابق دءوبة أكثر من المعتاد، و الهواتف ترن من كل ناحية دون انقطاع: مّا حادة تمثل اليوم أمام القاضي بتهمة الضرب و الجرح المفضي إلى عاهة مستديمة مع سبق الإصرار والترصد. قاعة الجلسات مكتظة عن آخرها، و بحضور نوعي غير معتاد، فعلاوة على البدو بجلاليبهم الداكنة و عماماتهم الباهتة، هناك الطبيبة و الطيار و المهندس و الأستاذ المحاضر و رجل الدولة، و من لم يكن ابن مّا حادة من صلبها فهو ابنها بالرضاعة أو حفيدها. ثم هناك المحامووون...المحامون ببدلاتهم السوداء و محفظاتهم الجلدية "المبوطة" بالملفااات... و شواربهم الفخمة، أفخمها على الإطلاق شارب محامي مّا حادة" محكمة.!!!...."
أصل النازلة بقعة أرضية لا تسع حصانا للمبيت، قام ابن العم باستصلاحها وضمها إلى فدانه داخل سياج من أسلاك شائكة. ما إن بلغ الخبر علم مّا حادة حتى هبت تتقصى و تترصد حركات هذا العدو الغاشم... و تشحذ طقم أسنانها بالمبرد كل ليلة. فصحيح أن البقعة المذكورة ليست في ملكيتها لكن الأهالي يشهدون، و بعض كتب التاريخ أيضا، أن أباها المتوفى قبل خمس و ستين سنة قد قضى متأثرا بجراحه في مواجهة الفرنسيس، ممددا يتوسد ركبة أمها على تلك البقعة الطاهرة و حادة طفلة ماتزال. منذ ذلك التاريخ و هي تناجي روحه الطيبة في عين المكان كلما اكتمل البدر في السماء، فليلة استشهاده كان البدر مكتملا . ـ"حادة بنت الحاج امحند بن الحاج موحا..." –
ـ "حاضرة..."
ما إن التقته ما حادة لوحده يسقي أحواض الفصة حتى انقضت على أّّذنه تقضمها...تجزها...تمضغها...تبصقها على الأرض غضروفا مفروما، على مرأى منه و هو يتضور أرضا:" و سير دابا شوف ليك شي بوكاضو يرد لك وذنك".... ما برحت المكان حتى حضر رجال الدرك و سيارتهم تصرخ بالويل والتبور وفضائع الأمور. عبر كل محطات التحقيق ظلت ما حادة ترفض كل محاولات الصلح، فلا صلح و لا تصالح و العدالة يجب أن تأخذ مجراها. هي غير نادمة ولسوف تجز أذنه الأخرى إن بقيت الأرض مسيجة أو زريبة أغنام. -" شوف أوليدي أبوكاضو...أنا بلساني و بودني...سير شوف على من تدافع من غيري" قالت تنهر المحامي الذي تراجع خطوتين إلى الوراء يبرم شاربه الفخمة. -" و لكن أ ما حادة ..." تلعثم القاضي محرجا في حضرة أبنائها و حفدتها. -" شوف أوليدي..." قاطعته بعدما أزالت الوشاح عن أوشام ذقنها الطاعن في الأصالة. -" زمم عندك، و احكم بالحق....أنا على بلاد بانو نقتل...و الله حتى نقتل، و الله و تطلقوني و نلقى بلاد بانو مازال مسيجة ولا زريبة ديال لغنم حتى ناكل ودنو الثانية".
أصل النازلة بقعة أرضية لا تسع حصانا للمبيت، قام ابن العم باستصلاحها وضمها إلى فدانه داخل سياج من أسلاك شائكة. ما إن بلغ الخبر علم مّا حادة حتى هبت تتقصى و تترصد حركات هذا العدو الغاشم... و تشحذ طقم أسنانها بالمبرد كل ليلة. فصحيح أن البقعة المذكورة ليست في ملكيتها لكن الأهالي يشهدون، و بعض كتب التاريخ أيضا، أن أباها المتوفى قبل خمس و ستين سنة قد قضى متأثرا بجراحه في مواجهة الفرنسيس، ممددا يتوسد ركبة أمها على تلك البقعة الطاهرة و حادة طفلة ماتزال. منذ ذلك التاريخ و هي تناجي روحه الطيبة في عين المكان كلما اكتمل البدر في السماء، فليلة استشهاده كان البدر مكتملا . ـ"حادة بنت الحاج امحند بن الحاج موحا..." –
ـ "حاضرة..."
ما إن التقته ما حادة لوحده يسقي أحواض الفصة حتى انقضت على أّّذنه تقضمها...تجزها...تمضغها...تبصقها على الأرض غضروفا مفروما، على مرأى منه و هو يتضور أرضا:" و سير دابا شوف ليك شي بوكاضو يرد لك وذنك".... ما برحت المكان حتى حضر رجال الدرك و سيارتهم تصرخ بالويل والتبور وفضائع الأمور. عبر كل محطات التحقيق ظلت ما حادة ترفض كل محاولات الصلح، فلا صلح و لا تصالح و العدالة يجب أن تأخذ مجراها. هي غير نادمة ولسوف تجز أذنه الأخرى إن بقيت الأرض مسيجة أو زريبة أغنام. -" شوف أوليدي أبوكاضو...أنا بلساني و بودني...سير شوف على من تدافع من غيري" قالت تنهر المحامي الذي تراجع خطوتين إلى الوراء يبرم شاربه الفخمة. -" و لكن أ ما حادة ..." تلعثم القاضي محرجا في حضرة أبنائها و حفدتها. -" شوف أوليدي..." قاطعته بعدما أزالت الوشاح عن أوشام ذقنها الطاعن في الأصالة. -" زمم عندك، و احكم بالحق....أنا على بلاد بانو نقتل...و الله حتى نقتل، و الله و تطلقوني و نلقى بلاد بانو مازال مسيجة ولا زريبة ديال لغنم حتى ناكل ودنو الثانية".