عصري فياض - تساؤلات كبيرة حول اعلان الجزائر للمصالحة الفلسطينية

رعى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون حفل توقيع إعلان الجزائر للمصالحة الفلسطينية بحضور رؤساء وممثلي اربعة عشر فصيل فلسطيني،وقد جاء الاعلان في سبعة بنود عامة لم تأتي على الكيفية والتفاصيل وآليات تنفيذ هذا الاعلان الذي جاء في أحد بنوده أن الجزائر ستتابع عبر لجنة جزائرية فلسطينية مشتركة تنفيذ هذه البنود من أجل إنهاء حالة الانقسام،وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية،لكن هذه البنود السبعة العامة تأخذ من يقرأها الى ظهور أسئلة تفصيلية كبيرة،قد تكون الاعلانات السابقة والاتفاقات الماضية بهذا الخصوص قد بحثتها أو أشارت اليها سواء في مكة أو القاهرة أو بيروت أو غزة أو انقره أو الدوحة ولكن لم تنفذ،أو لم يتوافق على آلية تنفيذها،وهنا نسوق أمثلة من هذه التساؤلات الكبيرة والهامة على النحو التالي:-
• التساؤل الأول:-في البند الاول تأكيد على الوحدة الوطنية كأساس للصمود والتصدي ومقاومة الاحتلال،فهل هناك إجماع حقيقي على الية تحقيق هذه الوحدة في أحد ادنى من وسائل مقاومة الاحتلال وقد برزت مقاومة مسلحة إلى جانب المقاومة الشعبية بزخم يتوسع ويتمدد ويتشعب؟؟،وهل تم التوافق على برنامج نضالي موحد في الميدان خاصة أن تأثير الفصائل الفلسطينية فيما يحصل الان في الميدان يبدو خجولا وثانويا ؟؟ ومن الذي تنازل للأخر،أصحاب نظرية الكفاح المسلح المضافة للنضال الشعبي السلمي؟؟،أم ارتفع مطلب اصحاب نظرية الانتفاضة الشعبية السلمية لمستوى الكفاح المسلح؟؟
• التساؤل الثاني :- تكريس الشراكة السياسية عبر الانتخابات في الوطن والشتات،بمعنى العمل على تكريس هذا البند الثاني من الاعلان عبر إنتخابات للتشريعي والرئاسي والوطني في الوطن والشتات بما فيها القدس طبعا لمكانتها ورمزيتها،فهل اثمرت الدبلوماسية الفلسطينية نتائج تجبر "اسرائيل" على السماح لمواطني العاصمة المقدسة على المشاركة في هذه الانتخابات السبب الذي كان وراء تأجيل إن لم نقل الغاء الانتخابات التشريعية قبل أكثر من عام ؟؟
• التساؤل الثالث:- هل يعني إنهاء الانقسام الذي هو مبتغى الاعلان عودة الامر إلى ما كان عليه الوضع في قطاع غزة قبل شهر كانون ثان من العام 2007؟ وإذا تم التوصل لهذه الحالة فما هو مصير سلاح المقاومة هناك ؟؟ وهل ستقبل السلطة وجود السلاح المقاوم أو تتعايش معه ؟؟ واعتقد أن هذا التساؤل هو أهم تساؤل واكبر تساؤل ممكن أن يقوض أي إتفاق ما لم يُغيِّر أو يُليِّن كل جانب من جوانب المختلفين والمنقسمين موقفه في هذا الخصوص.وإذا وجد جواب لهذا السؤال فأين ستذهب تشكيلات قوى المقاومة المسلحة التي تقدر اعدادها بعشرات ألآلاف؟؟ هل ستنضم الى الاجهزة الامنية الفلسطينية ؟؟ ومن أين سيتم تغطية رواتبها ؟؟ وماذا سَيُفْعَلْ في السلاح الثقيل المكدس في قطاع غزة والانفاق؟؟
• التساؤل الرابع:- تعزيز وتطوير م ت ف وتفعيل مؤسساتها بما يكفل مشاركة الكل الفلسطيني،السؤال هنا كيف؟؟ وهل بإمكانية م ت ف إستيعاب التغيرات التي جرت في الساحة الفلسطينية منذ اكثر من ثلاثة عقود لجهة وجود منظمة تعبر عن دور م ت ف ومنهاجها في التعامل مع القضية الفلسطينية في كافة الجوانب والاتجاهات ؟؟
• السؤال الخامس :- ماذا عن القرارات التي إتخذها المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي الفلسطيني منذ أعوام؟؟هل ستقوم القيادة الفلسطينية بتنفيذ هذه القرارات وعلى رأسها سحب الاعتراف باسرائيل ووقف التنسيق الامني معها؟؟
• السؤال السادس الثروة الغازية الفلسطينية في بحر غزة والتي تم فيها توقيع اتفاقيتين الاولى مع الشركة المصرية القابضة للغاز والثانية مع اسرائيل عبر المخابرات المصرية وبضغط من أوروبا هل سيتم الاعلان عن فحوى هذه الاتفاقيات أمام الرأي العام الفلسطيني؟؟وهل سيتم إنشاء صندوق سيادي فلسطيني أسوة بباقي الدول يدار بشفافية ونزاهة وتستخدم عوائده للبناء والتنمية ؟؟
هي أسئلة كبيرة وهامة ومُلِحِةْ،التعثر في الاجابة عن أيٍّ منها،أو عدم ايجاد صيغة متفق عليها من قبل الاطراف المنقسمة والمختلفة كفيل بإعادة الوضع للمربع الأول،خاصة وأن أحد المسؤولين الجزائريين المتابعين لهذا الملف كان قد عبر قبل شهر تقريبا أن الخلافات الفلسطينية شائكة ومتشعبة،لذلك برأيي الجزائر قامت بواجبها مشكورة،وقامت بأقصى ما يمكن القيام به،ولو رأت أن بمقدورها الحصول على إتفاق مفصل ومتفق عليه وعلى كل بنوده مهما كثرت،فإنها لن تقصر،ولكنها أرادت القيام بواجبها لتحمل هذا الاعلان لاجتماع القمة العربية مطلع الشهر القادم،خاصة وأنها حاضنة ورئيسة هذه القمة التي أسمتها باسم قمة فلسطين.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى