المحامي علي ابوحبله - الصوت الروسي وانخفاض نسبة التصويت للعرب يحسم نتيجة الانتخابات لصالح نتنياهو

يثير توازن القوى السياسية في إسرائيل، بين معسكر أحزاب اليمين في المعارضة، بقيادة بنيامين نتنياهو، ومعسكر الأحزاب التي تتشكل منها الحكومة الحالية، مخاوف من أن وضعا كهذا يمكن أن يستدعي تدخلا أجنبيا في انتخابات الكنيست، مطلع الشهر المقبل.

وكان رئيس الشاباك السابق، ناداف أرغمان، قد حذر عشية انتخابات الكنيست، في كانون الثاني/يناير 2019، من "تدخل دولة أجنبية، من دون ذكر اسم هذه الدولة، لكنه ألمح إلى روسيا. ونقل موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني في تقرير نشره أمس، السبت، عن ثلاثة مصادر مطلعة على هذا الموضوع قولهم إن رئيس الحكومة حينها، نتنياهو، غضب جدا من أرغمان لدرجة أنه درس إمكانية إقالته.

وذكرت صحيفة "معاريف" مؤخرا، أن رئيس الشباك الحالي، رونين بار، نقل تحذيرا إلى نظرائه في روسيا من التدخل في انتخابات الكنيست القريبة. كذلك أفادت القناة 12 التلفزيونية بأن الشباك أنهى استعداداته للجم محاولات أجنبية للتأثير على انتخابات الكنيست، وأن التخوف في الشباك هو أنه سيكون التشكيك في صحة نتائج الانتخابات أسهل في ظل نتائج متقاربة بين المعسكرين الخصمين.

وتُشغل هذه القضية جهات أمنية إسرائيلية في الفترة الأخيرة. فقد أجرى "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبي، الشهر الماضي، محاكاة لاحتمال محاولات تدخل أجنبي وتشويش مجرى الانتخابات، شارك فيها خبراء في مجالات القانون والأمن والسايبر والإعلام. وفي موازاة ذلك، أجرى الشاباك أيضا محاكاة كهذه في إطار هيئة مغلقة، وفقا للتقرير.

فقد بدأت الأحزاب الإسرائيلية دعايتها الانتخابية المقرر إجرائها في الأول من نوفمبر القادم وهناك توجه لدى الأحزاب اليمينية توجيه جهودها الدعائية نحو جمهور مهم بالنسبة لها، وهم اليهود القادمون من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، لأن احتساب أصواتهم يكشف أن لديهم القدرة على حصد 15 مقعد في الكنيست ، مما قد يؤثر على نتائج الانتخابات، وربما يؤدي إلى حسم الأزمة السياسية المستحكمة في إسرائيل منذ أربع سنوات.

هذه القناعة المتزايدة تسلط الضوء على هوية الحزب الإسرائيلي الأقوى تأثيرا بين هذه الكتلة الانتخابية الثقيلة، وهم يهود الاتحاد السوفيتي السابق، وسط الإعلان عن حزب إسرائيلي جديد "انضم للقتال" للحصول على أصواتهم، مع الكشف عن خطة لحزب الليكود لإبقاء حزب "يسرائيل بيتنا" بزعامة أفيغدور ليبرمان، الذي يمثل أولئك اليهود، لعدم اجتياز نسبة الحسم.

دافنا ليئيل المراسلة الحزبية في "القناة 12"، أكدت أن "المعركة الانتخابية الإسرائيلية بدأت للحصول على الصوت الروسي، وسط إعلان حزب الليكود أن هدفه المركزي يتمثل بإسقاط حزب "يسرائيل بيتنا"، والعمل على إضعافه، رغم أنه تاريخيا يحتكر أصوات الناخبين الروس، وفي الوقت ذاته فقد ظهرت توترات بين الليكود وحزب "يوجد مستقبل" بزعامة رئيس الحكومة يائير لابيد الذي لم يتردد بمغازلة بعض الشخصيات المؤثرة في أوساط اليهود الروس". وأن "الحزب الجديد الذي انضم للمعركة اسمه "30/40" أسّسته ستيلا وينشتاين، التي دعت لفتح الصالات الرياضية خلال فترة كورونا، وبعد أن كانت على قائمة "يسرائيل بيتنا"، لكنها منذ عامين انتقلت إلى معسكر اليمين، والآن تعود قائدة لحزب مصمم لمناشدة الجيل المتوسط من يهود الاتحاد السوفيتي السابق، مع العلم أنه منذ أسابيع كان حزب الليكود يبحث عن شخصية من اليهود السوفييت لخوض الانتخابات وجذب أصواتهم تكون منافسة لليبرمان، حيث يعكف الليكود على عدم السماح للأخير باجتياز نسبة الحسم، من خلال حرق الأصوات المؤيدة له وسط أولئك الناخبين".

المتتبع للحملة الدعائية الانتخابية حامية الوطيس من قبل المراقبين وخاصة بين المهاجرين الروس يكتشف حجم الحملة العدوانية على شبكات التواصل الاجتماعي باللغة الروسية، وتوظيف 50 عاملاً ميدانيًا للتواصل مع اليهود الروس من الباب إلى الباب، ووضع متحدثين بالروسية في جميع مراكز الاقتراع القوية الموصوفة بأنها "ذهبية".

مع العلم أنه منذ بداية الحملة الانتخابية، أنفق حزب "يسرائيل بيتنا" ما قيمته 64 ألف شيكل، قرابة 20 ألف دولار، في الإعلان على الفيسبوك باللغة الروسية، أما حزب "يوجد مستقبل" بزعامة لابيد فأنفق على هذه الدعاية الروسية 35 ألف شيكل، قرابة 11 ألف دولار، رغم أن ناخبيه ليسوا من يهود الاتحاد السوفيتي السابق، لكن الليكود من جهته شارك في هذه اللعبة وأنفق عليهم 13 ألف شيكل، قرابة 4 آلاف دولار.

بلغة الأرقام، فإن سبب مغازلة كل الأحزاب الإسرائيلية لليهود القادمين من الاتحاد السوفيتي السابق واضح جدا، فأصواتهم تساوي 15 مقعدًا في الكنيست، صحيح أن ليبرمان لا يزال يتمتع بتعاطف كبير منهم، لكن المعركة تزداد قسوة وصعوبة بينهم، حيث يعتزم 25٪ منهم التصويت لحزب الليكود هذه المرة، فيما يستقر حزب ليبرمان على نسبة 21٪، وفي حزب لابيد تضيق الفجوة، ويقتربون من ليبرمان، حيث يعتزم 17٪ منهم التصويت له، فيما 9٪ لم يقرروا بعد، و28٪ صوتوا للأحزاب الأخرى.

ويذكر أن العرب يشكلون نسبة 15 في المائة من أصحاب حق الاقتراع. ونسبة التصويت بينهم منخفضة (45 في المائة في الانتخابات الأخيرة)، وهناك إشارات عديدة تدل على أنها ستنخفض أكثر نتيجة للإحباط من الانقسام الجديد في صفوفهم. وقد دلت نتائج الاستطلاعات الثلاثة الأخيرة على أن أحد الأحزاب الثلاثة، التجمع الوطني الديمقراطي بقيادة النائب سامي أبو شحادة، الذي انسلخ عن القائمة المشتركة، لن يتجاوز نسبة الحسم (البالغة 3.25 في المائة) وسيحصل على 1.6 في المائة من أصوات الناخبين. وإذا صدقت هذه التقديرات فإنه سيحرق حوالي 60 ألف صوت، ويهبط تمثيل العرب من 10 حاليا إلى 8 نواب. كما تشير إلى أن تحالف الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة مع الحركة العربية للتغيير بقيادة النائبين أيمن عودة وأحمد الطيبي، يتأرجح عند نسبة الحسم. فإذا سقط سيخسر العرب ومعسكر لبيد 135 ألف صوت أخرى. وعندها لا يبقى ممثلون للعرب سوى أربعة نواب من القائمة العربية الموحدة للحركة الإسلامية بقيادة النائب منصور عباس. وفي هذه الحالة يرتفع معسكر نتنياهو، حسب الاستطلاعات، إلى 64 مقعدا ويكسب الانتخابات.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى