د. صباح محسن كاظم - تفسير إضطرابات النوم عند خالد عبدالغني

ثمة إنفعالات كالقلق، الخوف، والغضب، والحوادث المرعبة، والعمل الليلي.. وغيرها من الحوادث اليومية التي تربك الحياة الطبيعية وتسبب الأرق.. النوم المنتظم يستحسن لراحة البدن، والإستقرار النفسي . لقد عالج عالم النفس والناقد الدكتور خالد محمد عبد الغني بمؤلفاته النفسية، والنقديّة الأدبيّة كل مايخص الإنسان من خلال عدة إطروحات سايكولوجية تناولت 6 من مؤلفاته بصحف ومجلات عراقية وعربية وسأمضي بالكتابة عن كل ما أهدي لي بمعرض القاهرة الدولي بشباط الماضي من مؤلفات إتسمت بمايلي: العلميّة – التحليليّة – السايكولوجيّة- والنقد الروائي .وقد إتخذ المنهج التحليلي الدقيق المرافق له بالبيانات ،والإستطلاعات وفق إحصائيات تعضد كل بحوثه ومؤلفاته النافعة وفق سياقات منهجيّة مركزة . في كتابيه المهمين (اضطرابات النوم وعلاققتهما بأبعاد الشخصية دراسة تشخيصية مقارنة بين الراشدين والمسنين من الجنسين ) الصادر عن دار العلم والإيمان -2016- 244 صفحة. وكتاب سيكولوجية الشيخوخة. مؤسسة الوراق الأردنية، عمان 2019، 230 صفحة). والكتابان خدمة للعاملين بالمجال الإكلينيكي والقياس النفسي وجميع الباحثين عن المعلومات في هذا المجال الحيوي الذي يخص الأنسنة بشكل عام. من خلال سبعة فصول متنوعة مترعة بالعلميّة وبمنهجه التحليليّ الذي دأب عليه بمعظم مٌنتجه الغزير المميز، بجنباته وشروحاته وتفاصيله وتفرعاته ..من خلال قراءة دؤوبة لمنجزه أجد : الرؤية العلميّة وفق سياقات السهل الممتنع ،مذ دراستي لعلم النفس بالبكلوريوس أقرأ بمؤلفات مختلفة لعلماء غرب أو شرق أجد كثرة المصطلحات ،وصعوبة الجمل بإستعراضها فيما يستطيع أي متلق بسيط فهم المراد العلميّ بيسر وهذا مايحسب لعالم النفس الدكتور خالد بمنهجه بالكتابة . لقد تناول بكتابه بالفصل الأول : سيكو فسيولوجيا النوم – النظرية الإيجابية للنوم- النظرية السلبية للنوم- النظرية الايظية للنوم – الإدراك والانتباه أثناء النوم – الجوانب الثقافية والاجتماعية للنوم- الجوانب السيكومترية للنوم واضطراباته ، كذلك بالفصل الثاني أبحر بموضوعات لها المساس بحيواتنا اليومية من خلال موضوعات الأرق – فرط النوم- اضطراب إيقاع الوم واليقظة –بهر التنفس – الكابوس – الفزع الليلي – الشخير – علاقات اضطراب النوم بالأمراض النفسية – الفصام- الإكتئاب – القلق – النوم واضطراباته في مرحلة الشيخوخة - ويستمر بالفصول الأربعة الأخرى بتحليل وتشريح الحالات السايكولوجية للشيخوخة كما بالفصل الرابع إضطراب النوم لدى الراشدين فيما تتجلى قراءة راكزة بالفصل الخامس من خلال الدراسة الميدانية ومعالجة المشكلات .وترتبط النتائج من خلال نتائج الدراسة وتفسيرها بالجداول والأرقام والبيانات وقد بذل المؤلف جهداً علمياً بيانياً كبيراً بتلك الإحصائيات وفق عدة سنوات على شرائح مختلفة فيما تناول بالفصل السابع من صفحة 165- 241 إعداد مقياس أنماط اضطرابات النوم لدى الراشدين والمسنين وخصائصه السيكومترية وأهم المراجع العربية والأجنبية..يؤكد الدكتور خالد عبد الغني بص7 : (( يضم هذا الكتاب فصولاً حول النوم ، وإضطراباته بأنماطه المختلفه لدى الراشدين والمسنين .فهو أول إطروحة جامعية ميدانية عربية في ميدان علم النفس وليس الطب النفسي أو المخ والأعصاب ...). لاريب أن الليل للنوم والخلود والراحة من عناء وجهد العمل بالنهار ،وقد إستعرض المؤلف الآيات القرآنية التي تؤكد أهمية النوم الهاديء المستقر ،وكذلك أقوال جميع الفلاسفة من أرسطو لعلماء اليوم.. حيث كتب في ص 21 : ( ..وتذهب النظرية النيرونية إلى أن النوم واليقظة يحدثان نتيجة تباعد أو تقارب اتصال الخلايا العصبية ببعضها في المخ...).. يستعرض مراحل النوم الأربعة للوصول للنوم الأكثر عمقاً .في ص 56 يؤكد المؤلف: (نمط النوم غير المنتظم ويتميز بالعشوائية في بدء موعد النوم والاستيقاظ ولاتوجد فيه فترة عظمى للنوم ويكثر لدى غير الملتزمين بنظام محدد كالمسنين والمرضى في الفراش ...). لعلّ عملية الإضطراب بالنوم لاتشمل فئة عن فئة عمرية حيث الجميع يعاني من ذلك لذا أكد الدكتور خالد عبد الغني في ص 149 : (إضطراب إيقاع النوم واليقظة الخفيف لصالح الإناث والمتوسط لصالح الذكور، وهذا الاضطراب يكثر لعدم التزام المسنين بمواعيد عمل أو ارتباطات اجتماعية وأنشطة ترفيهية ،وذلك لتقاعدهم عن العمل ،ولإقامتهم في دور ورعاية المسنين )..

1667990786904.png

ويعتمد علاج الأرق على سببه وشدته ولكنه يشتمل عادةً على مزيج مما يلي:
• مُعالجة أيّ اضطراب يزيد من خطر الأرق
• عادات النوم الجيِّدة
• العلاج السُّلُوكي المعرفي
• الأدويةالمُساعدة على النوم
إذا كان الأرق ناجمًا عن اضطرابٍ آخر، فينبغي معالجة هذا الاضطراب. وقد تُحسِّنُ مثل هذه المعالجة النوم. على سبيل المثال، إذا كان المريض يعاني من الأرق والاكتئاب، فإن معالجة الاكتئاب غالبًا على ما تساعد على تخفيف الأرق. تمتلك بعض الأدوية المُضادَّة للاكتئاب تأثيرات مهدئة تساعد على النوم إذا جرى تناول الأدوية قبل وقت النوم. ولكن، يمكن لهذه الأدوية أيضًا أن تُسبب النعاس في أثناء النهار، وخاصة عند كبار السن.
تُعد عادات النوم الجيدة أمرًا مهمًا مهما كان السبب وغالبًا ما تكون العلاج الوحيد الذي يحتاجه المرضى الذين يعانون من مشاكل خفيفة.
إذا حدث النعاس النهاري والإرهاق عند الشخص، وخاصة إذا أثرا في قيامه بالمهام اليومية، فإن العلاج الإضافي يكون مبررًا تمامًا، ويشمل الاستشارة (العلاج المعرفي السلوكي) وفي بعض الأحيان الأدوية المُساعدة على النوم التي يحتاج صرفها إلى وصفة طبية أو الأدوية المُساعدة على النوم التي لا يحتاج صرفها إلى وصفة طبية. إذا كان المريض يفكر في أخذ مُساعدات النوم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، فيجب عليه أولاً استشارة طبيبه لأن هذه الأدوية قد تترك آثارًا جانبية كبيرة. لا يُعدُّ الكحول من الوسائل المُساعدة على النوم، كما إنه قد يتداخل مع النوم.
عادات النوم
تُركِّز العناية بالنوم على تبني تغييرات سلوكية تساعد على تحسين النوم. وتنطوي هذه التغييرات على الحدّ من مقدار الوقت الذي يقضيه الشخص في السرير، ووضع جدول منتظم للنوم والاستيقاظ، والقيام بأشياء تساعد على الاسترخاء قبل الذهاب إلى الفراش (مثل القراءة أو أخذ حمام دافئ). يهدف الحدّ من مقدار الوقت الذي يقضيه المريض في السرير إلى المساعدة على التخلص من فترات الاستيقاظ الطويلة في منتصف الليل.

1667990862133.png

العلاج السُّلُوكي المعرفي
يمكن للعلاج المعرفي السُّلُوكي، الذي يقوم به معالج نوم مدرَّب، أن يساعد مرضى الأرق عندما تتأثر نشاطتهم اليومية سلبًا، وعندما لا تكون التغييرات السُّلُوكية الهادفة إلى المساعدة على تحسين النوم (عادات النوم الجيدة) فعالة بمفردها. يُجرى العلاج المعرفي السُّلُوكي عادةً في أربع إلى ثماني جلسات فردية أو جماعية، ولكن يمكن إجراؤه عن بعد عبر الإنترنت أو الهاتف.
*يساعد المعالج المرضى على تغيير سلوكهم بهدف تحسين نومهم. في البداية سوف يطلب المعالج من المريض تسجيل بيانات النوم الخاصة به. في هذه المفكرة، يسجل المريض جودة ومدة النوم، وكذلك أي سلوك قد يتداخل مع النوم (مثل تناول لطعام أو ممارسة في وقت متأخر من الليل، واستهلاك الكحول أو الكافيين، والشعور بالقلق، أو عدم القدرة على التوقف عن التفكير عند محاولة النوم).
يمكن للعلاج المعرفي السُّلُوكي أن يساعد المرضى على فهم مشكلتهم، والتخلي عن عادات النوم السيئة، والقضاء على الأفكار غير المفيدة، مثل الحاجة إلى القلق حول عدم القدرة على النوم أو مهام وأعمال اليوم التالي. يتضمن هذا العلاج أيضًا تقنيات الاسترخاء، مثلالتخيل البصري، وإرخاء العضلات التدريجي، وتمارين التنفُّس.
تناول الأدوية المُساعدة على النوم التي لا يمكن صرفها إلا بموجب وصفة طبية
عندما يتداخل اضطراب النوم مع الأنشطة العادية ويُقلل من جودة الحياة، فقد يكون من المفيد أحيانًا تناول الأدوية المساعدة على النوم التي يستلزم صرفها وصفة طبية (وتسمى أيضًا المنومات أو الحبوب المنومة) لمدة تصل إلى بضعة أسابيع.
نذكر من بين الأدوية المُساعدة على النوم الأكثر شُيُوعًا كلًا من المهدئات، المهدئات الصغرى، والأدوية المضادة للقلق .
تتطلب معظم مساعدات النوم وصفة طبية لأنها قد تسبب مشاكل للمريض.
• فقدان الفعالية: حالما يعتاد المريض على استخدام الحبوب المنومة، فقد تصبح غير فعالة. ويسمى هذا التأثير بالتحمُّل.
• أعراض السحب: إذا تناول المريض الحبوب المنومةلأكثر من بضعة أيام، ث متوقف فجأة عن تناولها، فقد يُفاقم ذلك من مشكلة النوم الأساسية (مما يُسبب الأرق الناكس) وقد يزيد من شدة القلق. وبالتالي، ينصح الأطباء بتقليل الجرعة تدريجيًا على مدى عدة أسابيع إلى أن يتوقف المريض بشكل كامل عن تناول الحبوب المنومة.
• الاعتياد أو إمكانية الإدمان: إذا استخدم المريض أنوعًا محددة من الحبوب المُساعدة على النوم لأكثرم نبضعة أيام، فقد يشعر أنه لا يستطيع النوم بدونها. وإن التوقف عن تناول تلك الحبوب قد يُسبب القلق، أو حدة الطباع، أو التهيج، أو رؤية الكوابيس.
• احتمال الجرعة الزائدة: إذا تناول المريض الحبوب المنومة (وخاصة الحبوب المنومة من الأجيال القديمة) بجرعات أعلى من الجرعات الموصى بها، فقد تُسبب التشوش الذهني، والهذيان، وتباطؤ التنفس بصورة خطيرة، وضعف النبض القلبي، وتحول الشفاه وأصابع اليدين إلى اللون الأزرق، وربما الموت.
• الآثار الجانبية الخطيرة: إن معظم الأدوية المُساعدة على النوم، حتى عند أخذها بحدود الجرعات الموصى بها، قد تُشكل خطرًا على كبار السن والمرضى الذين يعانون من مشاكل في التنفُّس، وذلك لأن الأدوية المُساعدة على النوم تميل إلى تثبيط مناطق الدماغ التي تتحكم في التنفُّس. كما يمكن لبعض الأدوية المُساعدة على النوم أن تقلل من تنبه المريض في أثناء النهار، مما يجعل قيادة السيارة أو تشغيل الآلات الضخمة مهمة خطيرة. وتُشكل الأدوية المساعدة على النوم خطرًا بشكل خاص عندما تؤخذ مع المواد أو الأدوية الأخرى التي يمكن أن تسبب النعاس في أثناء النهار وتُثبط التنفُّس، مثل الكحول، أو المواد الأفيونية (المخدرات)، أو مضادَّات الهيستامين، أو مضادَّات الاكتئاب. يكون الأثر التآزري لتلك الأدوية أكثر خطورة. يمكن في حالات نادرة، وخا صةعند أخذ جرعات من الحبوب المنومة أعلى من الجرعات الموصى بها، أو تناولها بالتزامن مع المشروبات الكحولية، أن تدفع المرضى للمشي أو حتى قيادة السيارة في أثناء النوم، وقد تُسب بردات فعل تحسسية شديدة لديهم. تزيد الأدوية المُساعدة على النوم من خطر السقوط ليلاً.
يمكن استخدام الأجيال الحديثة من الأدوية المُساعدة على المدى الطويل دون أن تفقد فعاليتها، أو أن تُسبب الاعتياد و الإدمان، أو تُسبب أعراض سحب عند التوقف عن استخدامها. كما تتميز بهامش أمان أعلى عند أخذ جرعات زائدة منها.
أرى هذا الجهد الأكاديمي المميز ما ينفع الأوساط العلميّة والإجتماعيّة وهو دور المثقف الفاعل في تناول القضايا الجوهرية التي تخص الإنسان ،لذلك حددت بموسوعة فنارات في الثقافة العراقية والعربية بالجزء الرابع من ِمؤشرات العلم النافع من خلال ما ينجزه الدكتور خالد عبد الغني.



1667990911538.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى