صورصامتة!!!بقلم /علي سيف الرعيني

وللذكريات حياة لا تموت . تبقى معنا متزامنة مع نبض القلوب في صغر سنك وذاك الملاك والدلال حياة حاضرة ايضا مواقف شتى وأفعال قد تبدو صبيانية.. واسراب خيال وامنيات الذكريات ..صفحات مملءة بالاحداث فهناك كانت البذرة لكل ما هو ات سجل زاخر بامتع اللحظات ..وايضا بتناقض الانفعالات.. ولا يخلو من هزيمة او خذلان بداية المشوار ولهيب المشاعر والاحتراق.. وتلك الرغبات وذاك الجنون..
سيدتي عليكِ أن تقفي لحظة صدق مع نفسك فالنفس هي المرآة التي تخفين ورائها كل الشعور وكل الحب والحقد والكره فالشعور حين ينمو لا يكون حميداً دائماً ، بل يتمدد أحياناً بشكل سرطاني يقضي على صاحبه فينفجر ، وإن لم يحقق له الحب ما يريد ينقلب لكره لا يمكن السيطرة عليه ولا توجيهه ، يأخذ في طريقه كل شيء ، حتى أنتِ ستتلاشين بسببه.

ليس صحيحاً ما يقال أن من يحب من قلبه لا يكره ، الحب أنماط ، مشاعر ، رغبات وجنون ، في الكثير من الأحيان لا يعطينا الحب ما كنا نرجوه منه ، الأحلام كثيرة سيدتي عندما نفكر بعواطفنا ، تخيلي لو أن هذا الحب هو الأمل والرجاء الوحيد في حياتنا ، تخيلي حين ينهار ، ما تكون عليه ردة فعل تلك المشاعر في أنفسنا ، لا شك أنكِ تقولين : إنها كارثية ، وهي بالفعل كارثية ، سواء كبتنها في تلك اللحظة أو تركناها تنفجر في الاتجاه المعاكس ، فإن انفجرت في داخلنا دمرتنا ، وإن انفجرت بالكره والحقد ، دمرت كل شيء جميل حولنا لتتركنا نعيش في عالم بلا لون ولا طعم ولا رائحة .

سيده أتودين أن تصرخي في وجهي أم تودين أن يكون صراخك انتقام يمسح كل شيء ويتركنا بلا ذكريات فالكره يمسح الذكريات التي تبقى معنا بعد الحب ، الذكريات التي تومض في صدورنا بين وقت ووقت وتخبرنا أننا كنا أحياء بسبب عواطفنا ، تلك اللحظات هي التي تعطينا الأمل في الحياة ، رغم معرفتنا أن كل شيء قد أنتهى منذ زمن طويل ، إلا أن الذكريات لا تذهب ، إلا إذا مسحناها بما هو سيء ، فتعود إلينا مشوهة لا تحمل معها لذة ولا ألم يعصر مشاعرنا .

نعم سيدتي أنا احمل من الذكريات الكثير ، لكن الكثير الذي أحمله لم يعد كما كان ، بل تشوه فبعض الكلمات تقف بين الذكرى الجميلة والنفس لتمنعها أن تشرق في صدري المظلم ، يقتلني هذا الشعور ألف مرة وأنا اعترف أن صدري بات ضعيفاً أمام الذكريات ، لم يعد يقرأها بالشكل الذي اعرفه ، يقرأها معوجة ويدخل في طياتها الكثير من الحقد والكره الذي عرفته .

أعرف أن الوجوه التي اراها لا تحمل وجهك ولن تحمله ، وأعرف أن المواقف لن تتكرر ، بل تسكن في الذاكرة كصور تمر بنا في لمحات لكنها صور أصبحت صامته لا تذكرني بلمسةِ يدك ولا بقربك ، فقط صور سيدتي لا روح فيها ولا ثورة، ألم ونفس تلعنني لأني من زرع تلك الصور وكدسها ، تلعنني لأنها لا تستطيع أن تمحوها ولأنها تجلب الأسى ، ليس الموت جفاف الجسد سيدتي بل الموت هو جفاف الروح .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى