رايفين فرجاني - يوم تجمدت فيه الحياة

[1]​

أو هو يوم تغيرت فيه الحياة,وتحديدا في يوم 7/11/2022 والموافق يوم الإثنين قبيل يوم الثلاثاء (أحد أجمل أيام الإسبوع بالنسبة لي),ويعقبه يوم الجمعة 11/11 حيث الدعوى للتظاهرات. وهي دعوة مغرضة,وقد أطلقت حكمي بشكل إستباقي,بل والتنبؤ الأكثر ترجيحا بالنسبة لي إنها تظاهرة لن تبوء إلا إلى كل فشل. أقول هذا الكلام,والمعروض في مقال منشورا ذاك الصباح من يوم الجمعة الموعود. وذلك لأن الواقع السياسي يمثل واحد من أبرز إنشغالاتي الفكرية,وأكثرها عمقا وجدية وهزلا وسخرية. وأنا وإن كنت لا أهتم كثيرا بفكرة (القيل والقال) حول موقعي من الصفوف إن كنت كاتب محايد فعلا,أم أنني أملك الجاهزية للإنضمام إلى صفوف المطبلين. إلا أن الضغط الإجتماعي له ثقله بلا شك. وأنا بالتأكيد مهتم بمن قد يهتم بما أكتب. لذا لا أحب أن يطالني هذا الوصف من قريب أو بعيد. وإن كنت لا أبتعد عنه كثيرا. إلا أن لي ما يبرر موقفي (وأنا لا آخذ موقف تبريري من ذاتي إلا فيما ندر). وهو موزع على ثلاثة نقاط



1-أن نظام الحكم لا يسمح بأي نوع من النقد المضاد

2-أن نظام الحكم له ما يبرر تصرفاته بشكل لا يختلف عن السائد في كل سياسات العالم

3-أن نظام الحكم له ما له وعليه ما عليه وإن كنا سنغفل الجزء الأخير بشكل متعمد



وأنا أستغل هذه المساحة,في ذلك اليوم,وقت الصباح الباكر بعد منتصف الليل أو قبيل الفجر من يوم جمعة ليست مثل أي جمعة. ليشهد ذلك اليوم على أني وإن كنت أريد أن أركب الموجة,أو أن أضع إحتمال نجاح الثورة (وهو إحتمال وارد) فيلين كلامي تجاه الشعب دون أن أخص الخواص منهم,والخاصة من الحكام. لولا أنها ثورة أرفضها شكلا ومضمونا في حال كانت ناجحة,وأوصمها من باب التوقع بأنها ثورة فاشلة ولا تزيد عن أن تكون مثل ذلك.



أو هي مثلما يأتي في هذا المقطع الساخر,الذي نشرته إحدى فنانات التجميل على حسابها الشخصي بشبكة الفيس بوك.



Log into Facebook



إن لعبة السياسة,تقتضي أن يسوق الحاكم الشعب مثل البهائم أو السائس,فهي مهنة قذرة مثل أصحابها الذين تلطخت أياديهم بالكثير من الدماء. ولكنهم مضطرين إلى ذلك إضطرارا. وهذا حق. ولأضرب مثالا استشهد به في هذه المحاولة. لقد سمعت حديثا,وهو كلام يتكرر كثيرا على مسامعي,حول كم يوجد عدد كبير من الجماعات والأشخاص المستعدين تماما بل والمتحفزين,والمستغلين الوضع,إن لم يكن مساهمين في إحداثه,من أجل سلب ونهب وقتل وسرقة كل ما يمكن أن يقع تحت أيديهم في ظل البلبلة التي يحاولون إحداثها.



والحاكم لا يسوق الشعب مثل البهائم,بل هو يريد أن يقضي على البهائم والجهالة,الذين سعدت بأن أنشأ بينهم في وسط قذر هو أحط من الحضيض,ومع ذلك لم أرمي همومي على الدولة ولم أتباكى على أحد,حتى أن هناك عاملين مثلي كانوا قلقين متوترين. لا يريدون سوى قضاء مصالحهم التي قد تتعطل بسبب مجموعة من العاطلين أرادوا إحداث شغب وتسميته ثورة. هنا أنا أنقل لكم ما قيل لي,والعهدة على الراوي (الذي هو أنا). وأنا أتفق معه تماما,ومع الكثير من الناس سمعت عنهم نفس الكلام. لذا أنا سعدت لأقع بين الناس الآخرين (غير هؤلاء الغلابة) الذين لا يمتون لأقل أصول البشرية شبها بالبشر. إن هم إلا قطعان من البلطجية والمجرمين والسفاحين باردي القلوب قساتها (حتى شعرت كأني واحد منهم).



[2]​

هذا عقد لرهن المبادئ وليس بيعها (رغم أن ذلك يظل قيد النقاش ويحتمل الجدل فيه),وذلك يعني أن لدينا شيء لرهنه. هذا الشيء هو مجموعة من المبادئ التي كونتها عبر سنوات عمري,وبالأخص منذ خطوت خطواتي الأولى إلى الشباب بعد العشرين عاما.



ما هي المبادئ؟



ثلاث مبادئ أساسية



1-السير وراء النظام الحكم وتأييده ودعمه في عملية الإبادة التي يقوم بها

2-مثل السائد في العديد من سياسات العالم,يجب مهادنة السلطة وممثليها

3-أننا مع ذلك نتوخى كل الصدق ولا نقول سوى الحقيقة,وإن كنا أغفلنا حقائق أخرى



بل أغفلنا,وبشكل متعمد,الكثير من الحقائق التي لسنا بصدد الخوض فيها,ولن نخوض فيها في أي مقالات قريبة حتى نخرج عن الإتجاه المرسوم,وهو إتجاه رسمته لنفسي,ولم يفرضه علي أحد,ولا أنا أسلكه طمعا في سلطة أو منصب أو مال أو شهرة. بل لمتابعة الإصلاحات التي يقوم بها نظامنا الجمهوري,وهي متمثلة بشكل رئيسي في عملية إبادة ممنهجة لسبعة أنماط من البشر مغضوب عليها (مني ومن النظام ومن الله ومنك عزيزي القارئ).



1-الإسلام المتطرف

2-الإرهاب بشتى أشكاله

3-الجهالة

4-الطبقة السوداء (والمتمثلة في حلقات مغلقة من الفقر والجريمة)

5-محدثي الشغب والبلبلة والطامعين في تحقيق أغراض سياسية معارضة للنظام

6-المتاجرين بالدين (وهو يختلف عن الإسلام المتطرف,فقد يشمل ديانات أخرى)

7-فئات مختلفة



ولي مقال آخر حمل عنوان (السبعة المغضوب عليهم) ربما فيه المزيد عن ذلك.

[3]​

لعبة السياسة قذرة,لكن بالنسبة لمصر,فهي دولة آمنة موجودة وسط منطقة الشرق الأوسط المعروفة عالميا بعدم إستقرارها الأمني. إلا أن أمتنا,وتحت قيادة الزعيم عبد الفتاح السيسي (قيادي عسكري محنك وإن كان سياسي غير كفؤ) تحظى بواحدة من أقوى النظم الأمنية في العالم,إن لم تكن أقواها بالفعل (سأثبت ذلك بمجموعة من الدراسات العلمية المكثفة ننشرها لاحقا).



النكبات الأربع للنظام تمثلت في أربع نقاط



1-الغلاء

2-القمع

3-التطبيع

4-الإقتطاع



هل يمكن تحقيق يوتوبيا على أرض الواقع؟



الإجابة هي لا .. وبلدنا,وبغض النظر عن تصنيفها ضمن الدول النامية,تعد واحدة من أهم مائة دولة في العالم (وفيه أكثر من مائتي دولة على وجه الأرض). إن لم تكن في مكانة متقدمة عن ذلك. بالنسبة للنقطة الأولى,هناك معادلة إقتصادية يتم اللعب بها,وبعد تخطيط طويل من أجل القضاء على الطبقة الوسطى والفقيرة,بعد عملية طاحنة,ترقى بهم,أو / و تتخلص من حثالتهم (الأفاقين والقوادين والبلطجية). وهي مسألة في غاية الأهمية,نعالجها لاحقا بمزيد من التفصيل والإيضاح في سلسلة من المقالات الإقتصادية. بالنسبة للقمع,قد يحسب الكثيرين أننا بلد جمهوري صوريا,عسكريا بالنسبة للنظام القائم. إلا أن نظام الحكم يمزج بين الجمهورية التي تراعي حقوق الناس (الذين يعرفون واجباتهم وحقوقهم يلتزمون بالأولى قبل أن يطالبوا بالأخيرة),وبين العسكرية التي تدرك كارثة أن يكون هناك حرية يمتلكها أناس أبعد ما يمكن وصفهم عن أن يكونوا أحرارا (أعرف أشخاص لا أراهم إلا مرة واحدة كل بضعة سنين,حيث يخرج من السجن ليدخله مرة أخرى برغبته وبعد أن يتذرع بأي جريمة عابرة!). ومثل الطبيب الذي لا نقوم بإدعاء المعرفة عنه حتى لا يموت المريض,يلزم كل واحد قدر عال من المعرفة والثقافة والتفكير حتى يقرر ما على الحاكم فعله وما لا يجب عليه فعله (وفي هذا تفصيل أكثر بمقال قد يحمل عنوان (الرسالة السيساوية). بالنسبة للتطبيع,فهو خطأ فادح وقاتل لازال مستمر منذ عهد السادات,لذا ليس السيسي هو مرتكبه. أما عن الإقتطاع (إقتطاع الأراضي والأصول الإقتصادية وبيعها) فهي المسألة الوحيدة التي قلبت عقلي فيها على وجهيه,وقلبت المسألة في عقلي يمنة ويسارا. فلم أجد بعد ما يبررها. وإن كان هذا يحتاج المزيد من الدراسات المتأنية للحكم فيه. وهذا المقال ليس إلا تقديم لما هو آت مفصلا في مقالات عديدة ربما نبدأها بعنوان (العقد). إلى ذلك الحين نشير,إلى أنه,وإن سلمنا بالأربع أضرار المذكورين أعلاه,رغم أننا وجدنا ما يبررها. إلا أننا نضع حاليا أربع أخيار,بل خير كثير عم على البلاد متمثل في أربعة نقاط

1-الأمن والإستقرار

2-النهضة المعمارية

3-أوجه الدعم العديدة (على الصعيدين المادي والفكري وقد انتفعت منها شخصيا أكثر من مرة)

4-مساحات واسعة من الحرية (نعم,رغم كل ما قيل)



ولكن لهذا مقال آخر,أو أكثر.



ولكن ماذا أقول في كل ما سبق.



باختصار,نحن نريدها بلدا آمنة مستقرة,لذا لا تنزلوا إلى الشوارع والميادين هذا اليوم (وفرض الحظر أو الإعتقالات هي خيارات مطروحة ومشروعة).

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى