المقاهي أ. د. عادل الاسطة - مقهى البرلمان اليوم

اليوم غادرت الجامعة في 11 صباحا .في 12 جلست في مقهى البرلمان ﻷشرب قهوة .
المقهى فارغ إلا من " أبو بشارة " فقد كان يؤرجل ومن " أبو الروح " صاحب المقهى .وهناك رجل ثالث وكنت رابعهم .
المقهى هاديء يأتي زبونان آخران وتمر جنازة ميت عرفت أنه من آل بلبل .
أنا لا أعرف عائلات المدينة مثل كبار السن .
أحد الجالسين تحدث عن الميت وأسرته ومكان سكنه ، وأتى على تفاصيل دقيقة .
أنا أصغي مندهشا . كأنني لا أعرف شيئا في المدينة . تذهلني معرفتهم الدقيقة ببعضهم ؛ اﻷباء واﻷجداد واﻷحفاد والمهن وأماكن السكن والتغيرات الاجتماعية والماضي والحاضر و...و...فأدرك أن أساتذة الجامعة لا يعرفون المدينة حقا . عالمهم عالم آخر منفصل .
أتذكر امرأة المانية التقيت بها في بون في صيف1991 ، فقد كنت أعرف ابنتها التي هي ابنة طبيب هو زوج المرأة اﻷلمانية . كأن المرأة اﻷلمانية تعرف نابلس أكثر مني . قالت لي وهي تلم بما مررت به:
- كيف ستعود إلى نابلس وأهلها يبحثون عن جدود جدود اﻷنسان وما يقال عنك ويشاع كثير ؟
في مقهى البرلمان أكتشف أنني زائر لنابلس لا مقيم فيها منذ 60 عاما . يا الاهي ! هل يعقل هذا ؟ كيف يكتب حسن حميد رواية عن القدس دون أن يراها ؟ ومثله سحر خليفة وابراهيم نصرالله وعلي بدر وكثر .
حنظلة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى