عصري فياض - ثورتنا...والزمن

الانطلاق كان من صفر الوجع... كتبوا على الرمال خطا وعهدا.. ومضوا في صحراء الامة القاحلة يزرعون حياة ويقتلعون موتا...إختاروا فارسهم.. وتظللوا تحت رايته ومضوا.. يرتولون آيات الصباح .. وصراخ الاطفال الذين يصطفون في طابور المدرسة صباحا...ويرددون أماما ... نحو الوطن ...عاليا... يرتقى الشهداء... اسفل يسقط المحتلون...
مضوا،ومضوا، لكنهم لم ينجزوا بالرغم من جبال التضحيات،وامام قوة الريح،وعواصف السنين.. مالت بهم الامواج... وغمَّت عليهم الزوابع..فابتعدوا عن خارطة الرمل الاولى ...خارطة العهد والقسم..والتي كانت خيمة مرفوعة بعمد بندقية.. اليوم وصلوا الى اختزال التاريخ... نريد دولة..بحجم ملعب مباراة أطفال.. بعد ان كانت بحجم حلم كل اطفال فلسطين...
لقد مضى البعض منهم...غدرا وإغتيالا.... لكن لم يحدثوا زلزلا كما هو متوقع، بل اصبح هذا الفعل حديث الصحف...وأياما للمناسبات...والاحتفالات...
وبقي الاخرون..... يستحلفون الشعب... سنأتيكم ببعض أحلامكم لكن بحبر اسود ... دون حاجة للحبر الاحمر... اشتموهم بالسر... لكن اياكم ان تخرجوا الى الطرقات وتلعنوهم.. او تغضبوا.. فالغضب بعد خمسين عاما على خارطة الرمال تقادم...لم يعد مستبحا... وفاعله مخالف للجماعة خارج عن النص...خارج عن الصف...
بدأت ثورتنا عملاقة،ولدت من رحم النكبة الاعظم... لكنها عكس كل ثورات الامم والشعوب التي تكبر مع مرور الزمن وتتعاظم... عندنا تتقزم...فكيف لي ان ابادلها شعور فرحها وأحزانها وأنا اراها تشرب كل هذا الدم وتضمحل..؟؟
عصري فياض

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى