عصري فياض - مقابلتين وكتاب رسمي

خلال الاربعة والعشرين ساعة الفائتة،ظهر على سطح الاعلام الفلسطيني ثلاثة أمور لافته،الاول مقابلة الرئيس محمود عباس مع قناة القاهرة الفضائية،والثانية مقابلة الصحفي الدكتور ناصر اللحام مع عضو مركز فتح ورئيس لجنة التحقيق في استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات،اللواء توفيق الطيراوي،والثالثة الكتاب الرسمي المهرب والصادر عن سفارة فلسطين في قطر والذي يشمل الوفد الرسمي الذي سيمثل فلسطين في حفل افتتاح كأس العالم القادم.
أما عن المقابلة الاولى،فقد استمعت اليها كلها بإمعان وتدقيق،وقد خرجت باستنتاجات وتحليلات أكدها الرئيس أبو مازن خلال المقابلة التي لم يجري مثلها منذ خمس سنوات،والذي أكد فيها على الحقائق ألتالية :-
• تحتاج القيادة الفلسطينية للنفس الطويل الطويل في التعامل مع الاجراءات والممارسات الإسرائيلية والمقاومة تكون سياسية أولا ،وفي الميدان شعبية سلمية ثانيا،وسياسة القيادة الفلسطينية في التعامل مع هذه الامور هي تراكمي بمعنى كل انجاز نحققه على المستوى الدولي ينتظر الانجاز التالي ليتراكم عليه لعله يحصل تطور يصب في مصلحة شعب فلسطين،ويحقق شيئا من الحقوق المشروعة.
• المصالحة الفلسطينية شرطيّها حسب الرئيس محمود عباس ليس الالتقاء على الحد الادنى من مواجهة الاحتلال كما كان في مؤتمر رام الله بيروت في العام الفائت،لا شرطا المصالحة هما :- الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ــ دون ان يتطرق لشرط اصلاحها ـــ ،واعتراف حماس بالشرعية الدولية.بما يعني الاعتراف بإسرائيل.
• الامر الثالث الذي علق فيه على نتائج الانتخابات الاسرائيلية قال :- نتنياهو ليس معنيا بالسلام،ولكننا لسنا نحن الذين انتخبناه،وسنتعامل معه كرئيس منتخب للاسرائيليين الذين يحتلون ارضنا.

الخلاصة هنا تقول :- باقون على نفس الوضع الحالي والتصرف،والاعتماد على النفس السياسي الطويل والطويل جدا،وشرط المصالحة وانهاء الانقسام هو شرط سياسي مفاده إجبار حماس على الاعتراف بالشرعية الدولية التي تقر وتعترف باسرائيل،وسنتعامل مع حكومة الاحتلال القادمة بغض النظر عن تصرفاتها بأمر واقع.
المقابلة الثانية مع اللواء توفيق الطيراوي حول ما آلت اليه الامور في قضية التحقيق في تسميم الرئيس الراحل ياسر عرفات بعد اثني عشر عاما من العمل هو التالي:-
• لا اتهام لأي سياسي كان حول الرئيس عرفات في تسميمه.
• التسريبات التي حصلت لمحاضر الشهادات كانت بإختراق جهاز حاسوبة الخاص بالقضية،ولغاية الان لم تقم الاجهزة الامنية بأية تحقيقات حول هذا الاختراق او التسريب.
• الوصول لنتيجة من دس السم لعرفات لم تأتي بعد.
• فتح غير جاهزة للانتخابات الان.

الخلاصة :- إن اثني عشر عاما لا تكفي لكشف من دس السم لعرفات بتوجيهات من الاحتلال،ولا يوجد سقف زمني محدد للوصول لنتيجة،والتسريبات لمحاضر الشهادات ضرب ثقة المستهدفين في تقديم الشهادات ووجه ضربة للجنة مما يؤشر لحاجتها لوقت طويل لتعود لعملها من جديد بعد اجراء تحقيق في التسريب،بمنى ان الملف مفتوح،وقد يتوفى معظم او كل هؤلاء قبل الخروج بنتيجة تشير الى اليد التي قتلت مع الاحتلال زعيم الشعب الفلسطيني.وحول الانتخابات قال الطيراوي فتح غير جاهزة الان للانتخابات مما قد يلمح إلى أن الغاء أو تأجيل الانتخابات كانت له اسباب اخرى غير موقف الاحتلال من إجراء الانتخابات في القدس الشرقية.

المسألة الثالثة : وهي الكتاب المسرب من السفارة الفلسطينية في قطر حول الوفد الرسمي الفلسطيني لحضور حفل افتتاح مباريات كأس العالم القادمة بعد ايام في العاصمة القطرية الدوحة،إذا ما صدق ذلك الكتاب،فإن الرئيس وثلاثة عشر من افراد عائلته الخاصة هم ضمن العشرين شخصا المذكورين في الكتاب كوفد،والثلاثة عشر هم عقيلة وابناء وأحفاد وكريمات ابناء الرئيس،بالإضافة اربعة مسئولين فلسطينيين ومرافقين .
الملاحظة هنا ليست بذهاب الرئيس وعقيلته والوفد الرسمي والمرافقين،بل بقائمة الابناء والأحفاد والكريمات،ما هو مبرره خاصة وأن كونه وفد سيكون مغطى ماليا،وإذا كان مجال لإرسال كل هذا العدد، الملاحظة في من يكون الاولى في الذهاب،كان يجب أن يتضمن أهل الاختصاص في الحالة الرياضية الفلسطينية مثل اعضاء كبار في المجلس الاعلى للشباب والرياضة واتحاد كرة القدم واللجنة الاولمبية الفلسطينية أو طاقم تدريب المنتخب الفلسطيني،ولا مبرر لاصطحاب كل هذا العدد من احفاد وأبناء الرئيس،ومثل هكذا تصرف يكون عادة في الانظمة الملكية،ولا يكون في الانظمة الرئاسية خاصة إذا ما كان على نفقة الدولة،ونحن في فلسطين لنا استثناء لا يقربنا الى تلك المظاهر لاننا ما زلنا شعب تحت الاحتلال.
في الخلاصات الثلاث،نصل لنتيجة مفادها أن أحوالنا السياسية،ومستقبلنا السياسي مترهل،وسلحفائي،وفاشل،ولا رجاء منه أن يعلوا ليكون على مستوى التضحيات الفلسطينية التي تتجلى كل يوم بل كل ساعة،وان هذه القيادات التي تأخذ على عاتقها قيادة آخر شعب تحت الاحتلال،تعمل على تجذير وترسيخ مفاهيم أقرب ما تكون الى الامبراطورية والملكية،غير آبة بأي قيم ومطالب لنبض الشعب الذي يصارع المحتل في كل الميادين،وأن تصفية الزعيم عرفات لا تعني لهم شيئا سوى ملف يسير كباقي الملفات سير السلحفاة،فلو كانت مركزية فتح حريصة على كشف قاتل عرفات حقيقة لسألت لجنة التحقيق وتابعتها،ووضعت له سقفا زمنيا للوصول الى نتائج او التوقف عن أخذ هذا الملف للسنوات أو العقود القادمة.

بقلم / عصري فياض
كاتب فلسطيني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى