إلى كل من يتابع أو لايتابع مباريات كرة القدم في مونديال قطر ٢٠٢٢.
لاشك أن الكثير منا يتابع بحماس شديد، وانفعال وتشجيع، يكاد أن يصل أحيانا الى حد التطرف، وأيضا، وكي ننظر الى الموضوع بحيادية ومنطق، يوجد الكثير ممن لايتابع كرة القدم، سواء من النساء أو الأطفال أو غير المهتمين بكرة صغيرة يلاحقها اثنان وعشرون لاعبا في الملعب.
ولكن السؤال الذي تبادر الى ذهني، وأنا أتابع الأخبار فقط التي انتشرت على جانب المباريات على وسائل التواصل الاجتماعي بكل اشكاله.
وهو: هل الرياضة بعيدة عن الصراعات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية بين المجتمعات؟
وهنا سوف نستعرض بعضها، وحتى تاريخه، ولكم القرار.
أولا: استبعاد روسيا من المونديال القطري، رفضاً للعدوان الغاشم على أوكرانيا.
ثانيا: نشر الكتيبات بكل اللغات لنشر الاسلام بين مرتادين المباريات وبالمجان.
ثالثا: منع كل الرموز(اللوغو) التي تحث على المثلية الجنسية من قبل الحكومة القطرية، وفي نفس الوقت اصرار بعض الفرق والرموز السياسية بحمل هذه الرموز واظهارها علنا، إلى حد أن الفريق الالماني لم يردد النشيد الوطني، واكتفى بوضع أياديهم على أفواههم، كإشارة إلى تكميم الأفواه، وعدم وجود حرية التعبير عن أراءهم حول حرية ممارسة المثلية الجنسية.
رابعا: ارتداء ملابس الصليبين من قبل بعض الشباب المشجعين، والدخول بها الى الملاعب، مع العلم أن الحروب الصليبية كانت أول هجمة من قبل أوروبا مجتمعة على الدول الإسلامية بغية انتزاع القدس من أيدي المسلمين، وهذا كان المعلن على الملأ، وفي الخفية كانت الأنظار كلها تتجه الى ملأ خزائن أوروبا بكنوز الشرق.
خامسا: تطبيق قرارات الفيفا (اتحاد الكرة العالمي) بتغيير زي الحكام في الملاعب عوضا عن اللون الاسود إلى ألوان اخرى، وأنه لم يعد رمزاً للحاكم الديكتاتور، صاحب الرأي النهائي دون نقاش، وأصبح يشاركه القرار آخرون من المشرفين خارج الملعب، ومتابعين لما يحدث من خلال الكاميرات والتسجيل المباشر (الفار)، حتى أنه قد يصل أحياناً إلى تغيير الحكم لقراره والعودة عنه، في حال ثبت العكس وبإجماع الآراء.
أيضا أصبح يمكن أن يكون الحكم أمراءه، وأيضا هي مثل الحكم الرجل، تركض على طول الملعب وعرضه تتابع وتلاحق الكرة، دون أن تلعب بها، تصفر عند حدوث خطأ، تتذمر من سلوك أحدهم، أو ترفع في وجهه الكارت الأصفر في حال الانذار، والكارت الأحمر في حال الطرد من الملعب.
هي/ هو الوحيد في الملعب، الذي يكرهه كل من اللاعبين والمتابعين، وأيضاً حكام الراية، الواقفين على جانب الملعب دون أن يتخطوا حدوده إلى الداخل.
ولكن، كل هذا تغير الآن، وأصبح الحُكم المطلق جريمة، والديكتاتورية مرفوضة، ومفسدة، والحُكم الأخير للأصوات وبكل ديمقراطية، والدليل هنا هو: الفار (التسجيل المباشر).
سادسا: أول مرة اتحاد العرب سواء في التاريخ الحديث أو المعاصر، عند فوز السعودية على الارجنتين، والفرحة التي غمرت البلدان جميعها من المحيط الى الخليج، ومشاركة كل الشعوب دون استثناء.
سابعاً: الفريق الايراني يمتنع عن ترديد النشيد الوطني الايراني، احتجاجاً على الأحداث الداخلية في ايران، وتضامناً مع الشعب الايراني ضد الحكومة والمظاهرات التي عمت البلاد في الآونة الأخيرة ومازالت.
وأيضا، استنكار حكومة وشعب المحتل على صفحات الجرائد ووسائل التواصل الاجتماعي من الشعوب العربية، متمثلة في رفض الكثيرين من التحدث معهم، او اجراء أية حوارات أو الادلاء بتعليقات على المباريات وذلك عبر الكاميرات وخلال البث المباشر، بل التنديد بأفعالهم الشائنة وبطشهم في حق الشعب الفلسطيني، والتأكيد على كلمة فلسطين وليس ا س ر ا ئ ي ل.
ثامناً: فريق كرة القدم الياباني، قام بتنظيف وترتيب غرف ملابس اللاعبين، ومغادرتهم لها وكأنها لم تستعمل من قبلهم لعدة ساعات، وأيضا، لن ننسى الجمهور الياباني، الذي قام بتنظيف المدرجات وازالة آثار الفوضى وبواقي الشراب والطعام الذي خلفه آخرون في المباراة التي لعب فيها فريقهم.
تاسعاً: .160 مليار دولار الآن، يدورون في العالم حول المونديال، بين تصنيع كرات وملابس اللاعبين والحكام، وأيضا تيشرتات التي يرتديها المشجعين، وأحذية اللاعبين، والاعلانات بين الأشواط وقبلها وبعدها على قنوات البث المباشر، والمراهنات التي تكون قبل المباريات، ولن ننسى بالطبع أسعار اللاعبين، والذي يتم بيعهم أو تأجيرهم، أو اعارتهم بين الفرق، هؤلاء اللاعبين الذين أتى بعضهم من دول فقيرة أو بيئات فقيرة أو من دول ديكتاتورية، أو غنية، لا فرق. فهم أي اللاعبون مجرد بضاعة لها ثمن يدفعه صاحب رأس المال من أجل الربح.
عاشرا: قام أحدهم بطعن صديقه حتى الموت، عندما كانا يتناقشان في نتائج مباراة حدثت بين فريقين( لا أذكر أيهما) . ولكن لاشك، أنه لم يكن ( نقاشا) عاديا.
وأخيرا، وقريبا جدا، الكل ينتظر على أحر من الجمر، المباراة الأكثر حماساً، التي ستكون مليئة برسائل مباشرة، وليست خفية بين منتخبي ايران وأميركا..
أجل ... كرة القدم ومونديال قطر لم يعد رياضة فقط للمتعة عند المتابعين، ورياضة للاعبين. بل أصبحت هي نفسها، وداخل هذه التي تسمى الساحرة البيضاء، مصالح اقتصادية، وأراء سياسية، وحركات اجتماعية، وأفكار فلسفية دينية.
أنا وانت فقط من علينا قراءتها بشكل حقيقي، بعيد عن مستطيل الملاعب.
لاشك أن الكثير منا يتابع بحماس شديد، وانفعال وتشجيع، يكاد أن يصل أحيانا الى حد التطرف، وأيضا، وكي ننظر الى الموضوع بحيادية ومنطق، يوجد الكثير ممن لايتابع كرة القدم، سواء من النساء أو الأطفال أو غير المهتمين بكرة صغيرة يلاحقها اثنان وعشرون لاعبا في الملعب.
ولكن السؤال الذي تبادر الى ذهني، وأنا أتابع الأخبار فقط التي انتشرت على جانب المباريات على وسائل التواصل الاجتماعي بكل اشكاله.
وهو: هل الرياضة بعيدة عن الصراعات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية بين المجتمعات؟
وهنا سوف نستعرض بعضها، وحتى تاريخه، ولكم القرار.
أولا: استبعاد روسيا من المونديال القطري، رفضاً للعدوان الغاشم على أوكرانيا.
ثانيا: نشر الكتيبات بكل اللغات لنشر الاسلام بين مرتادين المباريات وبالمجان.
ثالثا: منع كل الرموز(اللوغو) التي تحث على المثلية الجنسية من قبل الحكومة القطرية، وفي نفس الوقت اصرار بعض الفرق والرموز السياسية بحمل هذه الرموز واظهارها علنا، إلى حد أن الفريق الالماني لم يردد النشيد الوطني، واكتفى بوضع أياديهم على أفواههم، كإشارة إلى تكميم الأفواه، وعدم وجود حرية التعبير عن أراءهم حول حرية ممارسة المثلية الجنسية.
رابعا: ارتداء ملابس الصليبين من قبل بعض الشباب المشجعين، والدخول بها الى الملاعب، مع العلم أن الحروب الصليبية كانت أول هجمة من قبل أوروبا مجتمعة على الدول الإسلامية بغية انتزاع القدس من أيدي المسلمين، وهذا كان المعلن على الملأ، وفي الخفية كانت الأنظار كلها تتجه الى ملأ خزائن أوروبا بكنوز الشرق.
خامسا: تطبيق قرارات الفيفا (اتحاد الكرة العالمي) بتغيير زي الحكام في الملاعب عوضا عن اللون الاسود إلى ألوان اخرى، وأنه لم يعد رمزاً للحاكم الديكتاتور، صاحب الرأي النهائي دون نقاش، وأصبح يشاركه القرار آخرون من المشرفين خارج الملعب، ومتابعين لما يحدث من خلال الكاميرات والتسجيل المباشر (الفار)، حتى أنه قد يصل أحياناً إلى تغيير الحكم لقراره والعودة عنه، في حال ثبت العكس وبإجماع الآراء.
أيضا أصبح يمكن أن يكون الحكم أمراءه، وأيضا هي مثل الحكم الرجل، تركض على طول الملعب وعرضه تتابع وتلاحق الكرة، دون أن تلعب بها، تصفر عند حدوث خطأ، تتذمر من سلوك أحدهم، أو ترفع في وجهه الكارت الأصفر في حال الانذار، والكارت الأحمر في حال الطرد من الملعب.
هي/ هو الوحيد في الملعب، الذي يكرهه كل من اللاعبين والمتابعين، وأيضاً حكام الراية، الواقفين على جانب الملعب دون أن يتخطوا حدوده إلى الداخل.
ولكن، كل هذا تغير الآن، وأصبح الحُكم المطلق جريمة، والديكتاتورية مرفوضة، ومفسدة، والحُكم الأخير للأصوات وبكل ديمقراطية، والدليل هنا هو: الفار (التسجيل المباشر).
سادسا: أول مرة اتحاد العرب سواء في التاريخ الحديث أو المعاصر، عند فوز السعودية على الارجنتين، والفرحة التي غمرت البلدان جميعها من المحيط الى الخليج، ومشاركة كل الشعوب دون استثناء.
سابعاً: الفريق الايراني يمتنع عن ترديد النشيد الوطني الايراني، احتجاجاً على الأحداث الداخلية في ايران، وتضامناً مع الشعب الايراني ضد الحكومة والمظاهرات التي عمت البلاد في الآونة الأخيرة ومازالت.
وأيضا، استنكار حكومة وشعب المحتل على صفحات الجرائد ووسائل التواصل الاجتماعي من الشعوب العربية، متمثلة في رفض الكثيرين من التحدث معهم، او اجراء أية حوارات أو الادلاء بتعليقات على المباريات وذلك عبر الكاميرات وخلال البث المباشر، بل التنديد بأفعالهم الشائنة وبطشهم في حق الشعب الفلسطيني، والتأكيد على كلمة فلسطين وليس ا س ر ا ئ ي ل.
ثامناً: فريق كرة القدم الياباني، قام بتنظيف وترتيب غرف ملابس اللاعبين، ومغادرتهم لها وكأنها لم تستعمل من قبلهم لعدة ساعات، وأيضا، لن ننسى الجمهور الياباني، الذي قام بتنظيف المدرجات وازالة آثار الفوضى وبواقي الشراب والطعام الذي خلفه آخرون في المباراة التي لعب فيها فريقهم.
تاسعاً: .160 مليار دولار الآن، يدورون في العالم حول المونديال، بين تصنيع كرات وملابس اللاعبين والحكام، وأيضا تيشرتات التي يرتديها المشجعين، وأحذية اللاعبين، والاعلانات بين الأشواط وقبلها وبعدها على قنوات البث المباشر، والمراهنات التي تكون قبل المباريات، ولن ننسى بالطبع أسعار اللاعبين، والذي يتم بيعهم أو تأجيرهم، أو اعارتهم بين الفرق، هؤلاء اللاعبين الذين أتى بعضهم من دول فقيرة أو بيئات فقيرة أو من دول ديكتاتورية، أو غنية، لا فرق. فهم أي اللاعبون مجرد بضاعة لها ثمن يدفعه صاحب رأس المال من أجل الربح.
عاشرا: قام أحدهم بطعن صديقه حتى الموت، عندما كانا يتناقشان في نتائج مباراة حدثت بين فريقين( لا أذكر أيهما) . ولكن لاشك، أنه لم يكن ( نقاشا) عاديا.
وأخيرا، وقريبا جدا، الكل ينتظر على أحر من الجمر، المباراة الأكثر حماساً، التي ستكون مليئة برسائل مباشرة، وليست خفية بين منتخبي ايران وأميركا..
أجل ... كرة القدم ومونديال قطر لم يعد رياضة فقط للمتعة عند المتابعين، ورياضة للاعبين. بل أصبحت هي نفسها، وداخل هذه التي تسمى الساحرة البيضاء، مصالح اقتصادية، وأراء سياسية، وحركات اجتماعية، وأفكار فلسفية دينية.
أنا وانت فقط من علينا قراءتها بشكل حقيقي، بعيد عن مستطيل الملاعب.