رايفين فرجاني - إتجاهات الفكر العربي المعاصر

لا عجب وكوني عربي مسلم,فإن شاغلي الأكبر قد يكون العناية بالفكر العربي – الإسلامي في شقيه العربي والإسلامي (ولهذا يمكن تقسيم مفكرينا إلى مفكر عربي (علماني أو قومي) ومفكر إسلامي (سلفي أو حداثي) وغيرها من التفريعات المشابهة),وفي مقارنته الدائمة مع غريمه,والتحديد المستمر للكشف عن الفوارق بين الفكر العربي والغربي. خاصة وأنها فوارق تزداد إتساعا كلما قاربنا من فترتنا المعاصرة. لهذا يلزم قبيل التعمق في تاريخ الفكر العربي,إدراج إشارة سريعة إلى (إتجاهات الفكر العربي المعاصر).

يحدد عبد الله العروي ثلاثة نماذج رئيسية للمفكر العربي؛هي الشيخ (محمد عبده نموذجا) والليبرالي (سلامة موسى نموذجا) والتقني (العروي نفسه نموذجا). وأنا برأيي المتواضع, أرى أن هذا أفضل تقسيم للنماذج العربية من المفكرين العرب. هذا تقريبا يظل الشاغل الرئيسي للفكر الإنساني. فماذا قد يشغل فكر الإنسان,سوى تحسين أوضاع معيشة الإنسان. هذا يأخذ دوما ثلاث إتجاهات رئيسية للأيديولوجيا؛إما دينية أو سياسية أو فلسفية.

بشكل لا مراء فيه يظهر لنا أن هناك سمتين أساسيتين في الفلسفة العربية الإسلامية؛الأولى أنها فلسفة ناطقة بالعربية ومنطوقة من لدى العرب,والثانية أنها فلسفة تعمل في إطار أيديولوجية إسلامية. وإقتران النص الأول في الديانة الإسلامية (القرآن) باللغة العربية متنا لمحتواه,وإقترانه بمحمد العربي وأمته شعبا مختارا لنزول الوحي عليهم,رسخ الإندماج بين العقلية / الثقافة العربية والإسلامية بشكل لا فكاك بينهما.

القاعدة الثانية إذا ما تجاهلنا التقسيم المدون أعلاه,فإن أول قاعدة لأي تقسيم لإتجاهات ومذاهب الفكر العربي,لا تنطلق من اللغة بقدر ما تنبع من الدين نفسه. وهي ظاهرة قد تكون الوحيدة في مزجها بين العرق العربي واللسان العربي والدين العربي / العقل العربي الإسلامي. حاول اليهود تكرارها في مجتمعهم ولكن لم ينجحوا,وربما لا يظهر لنا مثال آخر قريب سوى الديانة الهندوسية واللغة الهندية والشعوب الهندية. علما أن الشعوب العربية تتخللها أيضا عرقيات مختلفة من آسيا وأوروبا (إيران وتركيا مثالان بارزان). ويحاول سعد زايد في مقاربته الفكرية (التلفزيونية) [إتجاهات الفكر العربي المعاصر,د. أحمد سعد زايد,قناة الفينيق
] أن يصنف الفكر الإسلامي بمجمله تحت ثلاثة عناوين رئيسية.

[1] الإسلام التقليدي السني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ونسى أو أغفل ذكر الإسلام التقليدي الشيعي,والإسلام التقليدي السني عنده يتوزع أو يتشظى على ثلاثة تيارات رئيسية هي

1-الوهابية السلفية متمثلة في الغزالي وأبو حنيفة وابن تيمية والماتريدي ومالك بن أنس

2-الكلامية متمثلة في الأشعري

3-الصوفية والعرفانية متمثلة في ابن عربي,وربما في العقلانية الأشعرية

[2] الإسلام السياسي المؤدلج
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
متمثلا بشكل أساسي في محمد عبده وحسن البنا ورشيد رضا

ثم

-عمرو خالد

-مصطفى حسني

-علي طنطاوي

-محمد الغزالي

-يوسف القرضاوي

-أبو محمد المقدس

-الظواهري

-بن لادن

وينتمي إلى هذا التيار جماعات مثل

-الدعوة والتبليغ

-التحرير

-الإخوان

-داعش

[3] الإسلام الحداثي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
متمثلا بشكل أساسي في محمد عبده (مرة أخرى),والعقاد,ومصطفى محمود.

ثم محمد أحمد خلف الله,وأمين الخولي,وجمال البنا.

ومنه خرج تيار فرعي يدعو للقطيعة مع التراث الإسلامي في إتجاهان متفاوتان في القوة والإسلوب لهذا القطع. فهي إما

-قطيعة ناعمة يقودها جلال العظم وحسن حنفي

-وإما قطيعة خشنة متمثلة في

-أدونيس

-القاسمي

-الرازي صاحب الحاوي

-المعري

-الراوندي

-حسين مروة

-مهدي عامل

-الجابري

-الطيب التيزيني

يقول ابن الجوزي أن ملاحدة الإسلام ثلاث؛ابن الراوندي,وأبو حيان التوحيدي,وأبو علاء المعري. ويعتبرهم سعد زايد خير ممثلي للتيار الإسلامي الإنساني المنفصل عن التيار الإسلامي السلفي. وربما يضيف إليهم صاحب مذهب الأنسنة ابن مسكويه.

القاعدة الثانية تنبثق من الإطار اللغوي,مولدة النزعة (القومية),بإعتبار أن لا لساننا لسانهم, ولا ديننا -المكتوب بلغتنا- دينهم,ولا نحن هم. هذا ولد تحديدا تياران رئيسان هما القومية على المحور الإجتماعي,والإشتراكية على المحور الإقتصادي. يواجهها نزعتان مقابلتان هما العلمانية والليبرالية على المحور الإجتماعي,والرأسمالية على الصعيد الإقتصادي.

القاعدة الثالثة لا تهتم بـ من نحن في الدين أو اللغة,بقدر ما تحاول الإجابة عن سبب (تخلف جماعتنا ومجتمعنا)؟ بإعتبارنا وطنا وأمة واحدة.

والسبب يقودنا -أيا يكن بمقتضى الوضع- إلى النتيجة,وحتمية التغيير,هذا التغيير الذي يقع -عادة- وفق أحد خيارين

الأول مقترحات لتبني إحدى التيارات الرئيسية الكبرى لدى الغرب,مثل

-الحداثية

-العلمانية

-التحررية (الليبرالية)

-الرأسمالية

-التغريبية

في محاولة ثالثة لتقسيم إتجاهات الفكر العربي,بإعتبار أنها تتجاوز رفاهية الفكر والنقد,إلى المحاولة العاجلة -وفي هذا السلوك خطأ فادح- لإيجاد حلول للأزمات الراهنة. نجد أن الأزمات الأكثر إلحاحا هي بالطبع أزمتين

1-التقدم (النهضة العربية الثالثة)

2-التحرر (التي تقودها التيارات الحداثية والعلمانية والتحررية والرأسمالية)

هذا بشكل عام,ولكن وبالتركيز على الفيلسوف التقني الأكثر تخصصا,نجد أنها يمكن أن يحدث نوع من التقدم عبر تطوير إمكانات كل مجال يعمل فيه كل فيلسوف بحسب تخصصه.

فإذا كان فيلسوفا يشتغل إنطلاقا من تخصص ميتافيزيقي,لم يخرج تخصصه عن ثلاث مباحث أو أربع هي

-الوجودي

-الإكسيولوجي / الأخلاقي

-الإبستمولوجي / المعرفي

-الجمالي

هذا إذا آثرنا التقسيم الميتافيزيقي. وإذا اخترنا تقسيمات أخرى,أكثر تعميما بين العلوم الإنساني نجد أن هناك

-المفكر السياسي

-المفكر القانوني

-المفكر التاريخي

-المفكر الإجتماعي

-المفكر الرياضي

-المفكر اللغوي

-المفكر النفسي

وغيره من التقسيمات الأخرى التي لا غنى عنها وعن الخوض فيها. وفي العموم نجد تقسيمات مشابهة لذلك في تلك المحاضرة

-هل هناك فلسفة عربية؟ / هشام غصيب / قناة الفينيق على اليوتيوب


وللإزادة (أو بالأحرى لتنمية الشغف) يرجى الإطلاع على مقال

ألا توجد فلسفة عربية أو أفريقية أو آسيوية صحيفة العرب

كل هذا أيضا قبل التعمق (ولا أحسب أن فينا شيء من العمق) في قضايا هامة,ومن ضمنها

-الدين والدولة

-الفلسفة الحديثة والمعاصرة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى