د. محمد عباس محمد عرابي - المعلم في خطب أئمة الحرم المكي (نماذج مختارة).. إعداد

تناول العلماء الأفاضل أئمة الحرم المكي المعلم في خطبهم المنبرية (خطبة الجمعة)، وفيما يلي يذكر المقال بعض المقتطفات عن المعلم في خطب أئمة الحرم المكي يتم عرضها من خلال بعض النماذج المختارة من هذه الخطب المباركة؛ فقد بين معالي الأستاذ الدكتور عبد الرحمن السديس أن المعلم قطب الرحى في العملية التعليمية والتربوية، وحث فضيلة الإمام الدكتور عبد الله الجهني المعلمين الاقتداء بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
، قد تحدث فضيلة الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي عن مواصفات المعلم الناجح، كما تحدث فضيلته أيضًا عن بعض الأمور التربوية التي يجب على المعلم اتباعها لينجح في عمله ،وفيما يلي عرض لما قالوه (حفظهم الله )في ذلك :
*المعلم وقطب الرحى في العملية التعليمية والتربوية:
بين معالي الدكتور عبد الرحمن السديس أن المعلم قطب الرحى في العملية التعليمية والتربوية، ووجه عدة نصائح للمعلمين لينجحوا في أداء الرسالة السامية المكلفين بها حيث يقول:
أمة العلوم والمعارف: وقطب الرحى في العملية التعليمية والتربوية هم العلماء والمعلمون، النجوم الساطعة والكواكب اللامعة في سماء العلوم والمعارف النافعة، هم المصابيح المتلألئة والشموع الوضاءة التي تحترق لتضيء الطريق للأجيال الصاعدة والناشئة الواعدة، هم حملة مشكاة النبوة والمؤتمنون على ميراث الرسالة في التربية والتعليم، فيا أيها العلماء النبلاء والمعلمون الفضلاء: يا من شرفتم بأعظم مهمة وأشرف وظيفة، هنيئاً لكم شرف الرسالة ونُبل المهمة، ولكن مع عظم التشريف يعظم التكليف، فالله الله في أداء الأمانة، والاضطلاع بالرسالة، فلقد ائتمنتكم الأمة على أعز ما تملك على عقول فلذات أكبادها وأفكار ثمرات فؤادها، ربّوا الأجيال على منهج الوسطية والاعتدال فلا غلو ولا جفاء، علموهم قيم التسامح والرفق واليسر ورفع الحرج، حذروهم من الأفكار المنحرفة والمسالك الضالة والتيارات المنحرفة سواء في جانب الغلو في الدين أو التحلل من القيم والثوابت والانسياق وراء عولمة الفكر وتغريب الثقافة، فكلا طرفي قصد الأمور ذميم وأجزم أنه عند تحقيق ذلك كله أن الأمة ستعد بمن الله بجيل لا الأجيال فريد من نوعه عقيدة ومنهجاً وسلوكاً، وواجب الأمة رعاية مكانتكم وحفظ منزلتكم والذب عن أعراضكم والإشادة بدوركم، فبوركت جهودكم، وسُدِّدت أقوالكم وأعمالكم، ولا حرمكم الله ثواب بذلكم وعطائكم، فكم تعلمت الأجيال منكم منهجاً متميزاً وفكراً نيراً وإبداعاً متألقاً؛ سيكون بإذن الله رصيداً لهم في دنياهم وذخراً في أخراهم، وبعد أمة التربية والتعليم تلك شذرات وتوجيهات بين يدي العام الدراسي الجديد، علّها تكون مهمة في إيجاد جيل ناجح ونشء صالح تقر به أعين الأسرة والمجتمع والأمة، (وما ذلك على الله بعزيز)، وكان الله في عون العاملين لخدمة دينهم وصلاح مجتمعهم وأمتهم إنه خير مسؤول وأكرم مأمول(1)
على المعلمين الاقتداء بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
حث فضيلة الإمام الدكتور عبد الله الجهني المعلمين الاقتداء بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث يقول:
" ورسالتي إليك أيها المعلم وأيتها المعلمة أن تتقوا الله تعالى فيمن تحت أيديكم من الطلاب والطالبات وعليكم الاقتداء بأول معلم لهذه الأمة وهو النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد كان بأبي هو وأمي خير معلم، كان حليما رحيمًا رفيقا رقيقا ييسر ولا يعسر يبشر ولا ينفر طليق الوجه دايم البشر والسرور، فتأسوا به ، فلقد شرفتم برسالة الأنبياء والرسل مما يوجب عليكم القيام بمسؤولياتكم التعليمية وواجباتكم التربوية ،اسأل الله لي ولكم الهدى والسداد "(2)
عظم عمل المعلم:
بين الشيخ الدكتورماهر المعيقلي عظم عمل المعلم حيث خاطب المعلم بقوله:
" أَيُهَا المُعَلِمُ الفَاضِلُ، مَهْمَا كَانَ اخْتِصَاصُكَ، وَمَهْمَا كَانَ عَطَاؤُكَ، في العلومِ الشرعيةِ أو التجريبية، فأنتَ تَعْمَلُ عَمَلاً جَليلاً، وتَقومُ مَقاماً نبيلاً، إذ تتأسى برسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، في هدايةِ الخلقِ إلى الحق، فَمهنَتُكَ من أشرَفِ المهن، وأجْرُهَا من أعظمِ الأجور، فَهنيئاً لكَ بهذا الأجرِ العظيم، وهنيئاً لكَ بذكرِ اللهِ لك، وَثَنَائِهِ عَليْكَ في الملإِ الأعلى، فَكُلُ عِلْمٍ نَافِعٍ للبَشَرية، فَصَاحِبُهُ من مُعَلِمِيْ الناسَ الخَيْر، وَهُوَ مما حَثَ الإسلامُ على تَعَلُمِهِ والعَمَلِ بِه، وهذا رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم)، يَنْسِبُ كُلَ عِلْمٍ إلى أَهْلِه، ففي سُنَنِ ابِنِ مَاجَة، بسندٍ صحيح، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللَّهُ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَقْضَاهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ)).
*مواصفات المعلم الناجح :
بين الشيخ الدكتورماهر المعيقلي مواصفات المعلم الناجح حيث يقول :"
إن المُربِّيَ الناجِحَ هو الذي يُوظِّفُ جميعَ الطاقات، فيُربِّي الأبناءَ والبناتِ على تحمُّل الأعباء والقِيام بالمسؤوليَّات، ويبُثُّ فيهم رُوحَ المُشارَكة والعطاء، والتشييد والبِناء؛ ليكُونُوا لبِنةً صالِحةً في أوطانِهم، فليس هناك فِئةٌ مُهمَلَةٌ في المُجتمعات المُسلِمة، حتى الضُّعفاءُ والمساكِينُ بِهم تُنصَرُ الأمة"
وبين فضيلته في إحدى خطبه عن المعلم أن المعلم لا بد وأن يكون قدوة لطلابه، وحث على ضرورة تواضع المعلمين للطلاب
المعلم قدوة لطلابه :
حيث يقول الدكتور ماهر المعيقلي :"وَلْنَعْلَمْ مَعَاشِرَ المُرَبِّينَ وَالْمُرَبِّيَاتِ، أَنَّ لِلْقُدْوَةِ آثَاراً جَلِيلَةً فِي نُفُوْسِ الْمُتَعَلِّمِينَ، وَكُلَّمَا كَانَ الْمُعَلِّمُ مُتَأَسِّيًا بِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وَقُدْوَةً حَسَنَةً فِي الْخَيْرِ، كَانَ أَعْظَمَ أَثَرًا فِي تَلاَمِيذِهِ، وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ: ((مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ)). (3)
*تواضع المعلمين للطلاب:
حث الدكتور ماهر المعيقلي المعلمين بأن يتواضعوا للطلاب حيث يقول :
مَعَاشِرَ الْمُعَلِّمِينَ وَالْمُعَلِّمَاتِ: لَيْسَ هُنَاكَ أَعْظَمُ مَكَانَةً مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فَهُوَ سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، وَخَلِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَمُشَفَّعٍ، وَأَوَّلُ مَنْ تُفْتَحُ لَهُ أَبْوَابُ الْجِنَانِ، وَهُوَ صَاحِبُ الْحَوْضِ المَوْرُوْدِ وَالْمَقَامِ الْمَحْمُودِ، وَمَعَ ذَلِكَ كُلِّهِ، لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَكْثَرَ تَوَاضُعًا مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ((لَمْ يَكُنْ شَخْصٌ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانُوا إِذَا رَأَوْهُ، لَمْ يَقُومُوا، لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ كَرَاهِيَتِهِ لِذَلِكَ))، وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ، أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ )قَالَ: ((وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ)). (4)
*استخدام الْحِوَارُ وَالْمُنَاقَشَةُ، وَالسُّؤَالُ وَالْمُرَاجَعَةُ فِي التَّرْبِيَةِ وَالتَّعْلِيمِ:
وقد حث الدكتور ماهر المعيقلي المعلمين بأن يقتدوا بالرسول (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ) فِي التَّرْبِيَةِ وَالتَّعْلِيمِ باستخدام استخدام الْحِوَارُ وَالْمُنَاقَشَةُ، وَالسُّؤَالُ وَالْمُرَاجَعَةُ حيث يقول :
"وَكَانَ الْحِوَارُ وَالْمُنَاقَشَةُ، وَالسُّؤَالُ وَالْمُرَاجَعَةُ، مِنْ مَنْهَجِهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ )فِي التَّرْبِيَةِ وَالتَّعْلِيمِ، فَفِي سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ )قَالَ: أَتَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ، فقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي، مَنْ يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِصَلاَتِهِ وَصِيَامِهِ وَزَكَاتِهِ، وَيَأْتِي، قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيَقْعُدُ، فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْتَصّ مَا عَلَيْهِ مِنَ الخَطَايَا، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ)). (5)
*التعامل مع الطلاب وفقًا لفروقهم الفردية :
وقد حث الدكتور ماهر المعيقلي المعلمين بضرورة التعامل مع الطلاب وفقًا لفروقهم الفردية حيث يقول :
"وَالْمُعَلِّمُ النَّاجِحُ، وَالمُرَبِّي الْحَاذِقُ، مَنْ يُرَاعِي فِي تَعَامُلِهِ مَعَ تَلاَمِيذِهِ، اخْتِلَافَ أَحْوَالِهِمْ، فَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، يُرَاعِي أَحْوَالَ أَصْحَابِهِ، فَيُوصِي كُلَّ إِنْسانٍ بِمَا يُنَاسِبُهُ، فَهَذَا يُوصِيهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنِ الْخُلُقِ، وَآخَرُ بِعَدَمِ الْغَضَبِ، وَثَالِثٌ بِأَلَا يَتَوَلَّى أَمْرَ اْثْنَيْنِ، بِطَرِيقَةٍ لَطِيفَةٍ رَقِيقَةٍ، وَرَابِعٌ يَقُولُ لَهُ: ((لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ)).
وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ، رَأَىْ (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ )خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ ، فِي يَدِ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَنَزَعَهُ فَطَرَحَهُ، وَقَالَ: ((يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلَى جَمْرَةٍ مِنْ نَارٍ، فَيَجْعَلُهَا فِي يَدِهِ))، فَقِيلَ لِلرَّجُلِ بَعْدَ مَا ذَهَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُذْ خَاتَمَكَ، انْتَفِعْ بِهِ، قَالَ: لَا وَاللهِ، لَا آخُذُهُ أَبَدًا، وَقَدْ طَرَحَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَهَكَذَا كَانَ بِأَبِي هُوَ وَأُمَّي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، يُعَامِلُ النَّاسَ بِمَا يُنَاسِبُهُمْ، وَيُرَاعِي الْفُرُوقَ الْفَرْدِيَّةَ بَيْنَهُمْ.. وَالْمُعَلِّمُ اللَّبِيْبُ وَالمُرَبِّي الْحَكِيْمُ، هُوَ الَّذِي يُفِيْدُ مِنْ أَحْدَاثِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، فِي التَّوْجِيْهِ وَالتَّعْلِيْمِ، فَاغْتِنَامُ مُنَاسَبَةٍ طَارِئَةٍ، أَوْ مَوْقِفٍ عَارِضٍ، قَدْ يُؤَثِّرُ تَأْثِيراً عَمِيقاً فِي قُلُوبِ الْمُتَعَلِّمِينَ، فَفِي الصَّحِيحَيْنِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ )بِسَبْيٍ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ تَبْتَغِي - أَيْ تَبْحَثُ عَنْ شَيْءٍ -، إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ، أَخَذَتْهُ، فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَتَرَوْنَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟))، قُلْنَا: لَا وَاللهِ وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَلَا تَطْرَحَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ، مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا)). (6)
*اتباع منهج الرسول(صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ) في معالجة الأخطاء :
حث الدكتور ماهر المعيقلي المعلمين بضرورة اتباع منهج الرسول (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ) في معالجة الأخطاء حيث يقول:
مَعَاشِرَ المُرَبِّينَ وَالْمُرَبِّيَاتِ: لَقَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ) فِي مُعَالَجَةِ الْأَخْطَاءِ، مَنْهَجٌ فَرِيدٌ، يُبَيِّنُ مَوَاضِعَ الزَّلَلِ، وَيَحْفَظُ كَرَامَةَ النَّاسِ دُوْنَ تَشْهِيْرٍ أَوْ تَعْنِيْفٍ، فَيَقُوْلُ: مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَفْعَلُوْنَ كَذَا وَكَذَا. وَلَمْ يَضْرِبْ (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ )بِيَدِهِ أَحَدًا قَطُّ، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَا انْتَقَمَ (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ )لِنَفْسِهِ، إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ مَحَارِمُ اللَّهِ، فَيَنْتَقِمُ للهِ عَزَّ وَجَلَّ.
*مواصفات المعلم الناجح :
بين الدكتور ماهر المعيقلي المعلمين مواصفات المعلم الناجح حيث يقول :
وَإِنَّ المُرَبِّيَ النَّاجِحَ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُوْنَ، هُوَ الَّذِيْ يُوَظِّفُ جَمِيْعَ الطَّاقَاتِ، فَيُرَبِّي الْأَبْنَاءَ وَالْبَنَاتِ، عَلَى تَحَمُّلِ الْأَعْبَاءِ وَالْقِيَامِ بِالْمَسْؤُولِيَّاتِ، وَيَبُثُّ فِيهِمْ رُوْحَ الْمُشَارَكَةِ وَالْعَطَاءِ، وَالتَّشْيِيْدِ وَالْبِنَاءِ، لِيَكُونُوْا لَبِنَةً صَالِحَةً فِي أَوْطَانِهِمْ، فَلَيْسَ هُنَاكَ فِئَةٌ مُهْمَلَةٌ فِي الْمُجْتَمَعَاتِ الْمُسْلِمَةِ، حَتَّى الضُّعَفَاءُ وَالْمسَاكِيْنُ، بِهِمْ تُنْصَرُ الْأُمَّةُ، فَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ، أَنَّ سَعْدًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ، رَأَىْ أَنَّ لَهُ فَضْلًا عَلَى مَنْ دُونَهُ، بِسَبَبِ مَنْزِلَتِهِ وَشَجَاعَتِهِ وَغِنَاهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ)). (7)
وختامًا نقول :إن المعلم حقًا جدير بكل احترام وتقدير ،وله مكانته السامية في النفوس ،ودوره المحمود في المجتمع ،وأمام ما ذكره العلماء الأفاضل أئمة الحرم المكي الأفذاذ والقراء المشاهير ،نقول لهم - باسمي واسم معلمي المعمورة- بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرًا .



(1) ينظر: خطبة معالي الدكتور عبد الرحمن السديس في الحرم المكي 20/10/1430هـ عن التعليم
(2) ينظر : خطبة فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله الجهني الجمعة 03 أيلول/سبتمبر 2021
(3) ينظر خطبة الدكتور ماهر المعيقلي عن المعلم في صحيفة سبق المنشورة بتاريخ 13 أكتوبر 2017
(4)نفسه
(5)نفسه
(6)نفسه
(7) نفسه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى