الدكتورة سبأ جرار - مغرب العروبة... لكم السلام أُسود المغرب ...... شكــراً

اليوم، أكتب للمصارحة وليس للمجاملة، أصف الدلالات، ولن أتوه في النتائج والمسببات، فهذا شأن المحللين ولست منهم، إنما سأصف الانسان المتمثل في أُسود حرثوا المربع الأخضر بأقدام لم تدس الأرض للحظة، فهم عشاق الأرض وأبناؤها، صنعت منهم الحياة أُسودا وضمائر صاغتها تجاربهم و حكاياتهم، وتوشّموا بقيم وعقيدة لم تضعف، ولم تكن لغير الإسلام والعروبة إلا نوراً ونموذجا، فنحن أحرار الامة، وشباب العروبة، وحماة الماجدات، نحن الأســــــــــــود.

اليوم يا مغرب القارتيــــن، ومشرق العالم، لك السلام حيث عادت الشمس لمكانها، وداعبت سطح المحيط بتهاليل لا يتقنها سوى مغربيٌّ توضأ في محراب لقمة العيش وحب الوطن والصبر على الضنك والترحال والتلاطم بين الأمواج والثقافات، فأقام الصلاة ـــ غير عابئ ـــ كل يوم في أرضك يا مغــــــــــــــــرب .

اليوم يا مغرب لك السلام ... القيت بسواد الربيع العربي، وسقوط وبغداد، ومقاطعة الدوحة، ونسيان فلسطين في متاهة لم يعد للعروبة بها نصيب، وكتبت من خلال الرياضة صكا جديدا للغفران، وأقمت عشاءا عامرا للأخوة، وجمعت الملوك مع فقراء الأرض، ليهتفوا باسمك يا مغرب، وليحمدوا الله سجوداً على الفرح وعلى الحُـــــــزن .

اليوم يا مغرب لك منا الاعتذار، فقد غفل بعضنا عن عروبتك وعقيدتك وارتضينا للمسميات المستشرقة حواجز فصلت بيننا، فعدت لتحي بنا أمل وفرح وقومية تاهت بوصلتهـــــــا .

اليوم يا مغرب تواصلت أدعية الأطفال من كل حضن أم لم يرق لها النوم والتهليل قبل وصول المقاتلين، وتوزيع صكوك الاحلام، ليصبح الغد وكل هؤلاء من الحالمين المؤمنين بأنهم قادرين أن يكونوا مثل الأســــــــــــــــود .

اليوم يا مغرب نفرح للخسارة، لأنها كانت بشرف وبعزم رجال ما هانوا وما ضعفوا، اليوم نعتز بإنجاز صنع من التحضير والصبر والإيمان، فبلغ مبتغاة،وصنع لمغرب العروبة هوية دولية لن يُعرفوا الا بها، وهوية وطنية خطتها دموع رجال ما أبكاها سوى حب الأمهـــــــــــــــات .

اليوم يا مغرب تحتضنك الدوحة العملاقة بتمجيد كان لها الفضل في التحضير له، وكان لك الفضل في توثيقه بحكاية سيعجز أي مارق أو مشكك من المس بتفاصيلهـــــــــــــــــا .

اليوم مغرب الأسود تألق وعانق بيوسفَ سماء هي لكم، فقد قفز للمجد فحققه وتآزر مع الأسود فزمجروا بالأرض نحن الشباب لنا الغد ومجده المخلـــــــــــــد.

قُمْ يا مغرب، فقد حانَ موعد صلاةِ الفجر،حيث أشرقتْ شمسٌ لنْ تغيـــــــــــــب.

بقلم الدكتورة سبأ جرار / فلسطين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى