بنيامين يوخنا دانيال - البصمة الكربونية للسياحة

يأتي مصطلح ( بصمة الكربون ) أو ( البصمة الكربونية ) للإشارة إلى أحد مكونات البصمة البيئية , و يمثل مجمل انبعاثات الغازات الدفيئة ( غازات الاحتباس الحراري ) المتأتية من قطاع أو نشاط أو فعالية أو برنامج أو حدث أو عملية إنتاجية , أو مؤسسة أو شركة أو منشأة أو مرفق أو معمل أو ورشة أو مشغل أو ماكنة أو آلة , أو بلد أو اقليم أو مدينة أو منطقة أو بلدة أو مجموعة أشخاص أو شخص , أو سلعة أو خدمة . و في مقدمة هذه الغازات غاز ثاني أكسيد الكربون ( الانبعاثات الكربونية ) , الأشد وطأة , و أحد المسببات الرئيسية لظاهرة الاحتباس الحراري و التغير المناخي التي القت بظلالها الثقيلة الواسعة على مختلف مناحي الحياة على كوكبنا . و وفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة فان الغاز المذكور , و على نحو غير مسبوق , قد وصل تركيزه في الغلاف الجوي في عام 2015 إلى ( 400 ) جزء من المليون , مسجلا زيادة في عام 2016 بسبب ظاهرة ( النينو ) . أما ( البصمة الكربونية للسياحة ) فهي مجمل ما يخلفه القطاع السياحي أو صناعة السياحة من هذه الانبعاثات في بلد ما , و بخاصة الانبعاثات الكربونية , و استنادا إلى عدة عوامل و منها , أولا : حجم السياحة الواردة ( الوافدة ) . ثانيا : بعد أو قرب البلد ( المستقبل – المضيف ) كمقصد سياحي بالنسبة للسياح الوافدين . ثالثا : حجم السياحة الداخلية . رابعا : مستوى الوعي البيئي بأهمية البيئة لدى السياح , و مدى اهتمامهم بقضايا البيئة الراهنة , و ادراكهم لخطورة الغازات الكربونية و بقية الغازات الدفيئة بالنسبة لحالة المناخ على كوكبنا , و النتائج السلبية المترتبة على ذلك . خامسا : حجم السياحة الصادرة . سادسا : حجم القطاع السياحي في البلد أو حجم صناعة السياحة الوطنية . سابعا : السياسة البيئية الرسمية المتبعة في البلاد من حيث إدارة الموارد و معالجة المشاكل المحلية , و موقفها من القضايا البيئية الدولية , و بخاصة موضوع الاحتباس الحراري و تغير المناخ . ثامنا : الكيفيات التي يتم بها إدارة و تشغيل و صيانة المشاريع السياحية , و آليات و طرق تسويق منتجاتها , و مدى التزامها بشروط و قواعد الاستدامة البيئية المعروفة , و غيرها من العوامل . كما للسياحة الداخلية بصمتها الكربونية , و أيضا السياحة الأجنبية الوافدة . و أيضا لكل مقصد سياحي أو وجهة سياحية بصمتها الكربونية , و أيضا للمنشآت و المرافق السياحية من منتجعات و قرى و فنادق و مطاعم و منتزهات ترويحية و استراحات و كازينوهات و مراكز غوص و مدن ملاهي ... الخ بصماتها الكربونية الخاصة بها , و أيضا رحلات التخييم و رحلات السفن و القوارب و رحلات التنزه , و مختلف البرامج و النشاطات و الفعاليات السياحية , مثل المهرجانات و المعارض و المسابقات , و للمنتجات السياحية و الخدمات و السياحية و الخدمات التكميلية المرتبطة بها , و السفن و اليخوت و العوامات و المراكب و الزوارق و الطوافات و العبارات السياحية . و كذلك الامر بالنسبة للزوار و السياح أنفسهم , فكل واحد منهم يخلف بصمة كربون معينة بجزئين ( البصمة الرئيسية و البصمة الثانوية ) . و تكون هذه البصمات متباينة و مختلفة الاحجام , و بحسب كمية الانبعاثات الكربونية التي يسببون بها في زياراتهم و أسفارهم لغرض السياحة , و يتم احتسابها بموجب برنامج و أدوات و مقاييس دولية قد أعدت خصيصا لقياس حجم هذه الانبعاثات , و على أساس الطن المتري من مكافىء ثاني أكسيد الكربون ( وحدة قياس الغازات الدفيئة ) . و من أدوات احتباس بصمة الكربون للفنادق و بقية أنواع منشآت الايواء في قطاع السياحة و السفر أداة وضعتها ( الشراكة الدولية للسياحة ) بالاشتراك مع المجلس العالمي للسفر و السياحة ( دبليو تي تي سي ) و ( 23 ) من رواد شركات الضيافة العالمية , و أطلقتها في عام 2011 تحت مسمى : مبادرة قياس كربون الفنادق ( اج ام سي اس ) .



1671522605272.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى