منذ ان عزمت نشر روايتي و الغربان المعدنية تلاحقني حتى في احلامي
هل تخشى الحقيقية ؟ام انها تريد اظهارها ؟
صارت علاقتي بصديقي الظل البريء مشوشة٬ لأني لا اخرج من المنزل إلا نادرا بسبب تركيزي على إتمام الرواية٬ وحين خرجت و جدته غاضبا مني ...فشرحت له الموقف٬ ثم وجهني للبحث عن موضوع جديد يمس فئة الشباب ...فكرت مليا ثم عقدت العزم على كتابة شيء عن آفة المخدرات التي أحدثت أضرارا و خيمة بعقولهم و صحتهم٬ كما دفعت بهم للإجرام و المتاجرة بالممنوعات لضمان المزيد من المادة السامة .
يمكن التعرف على المدمن من خلال زوال نضارة الوجه و تحولها لاصفرار و شحوب ،كما يتعرض الجسم للنحول و يهمل العناية بنظافته و هندامه٬ كما تجده يتكلم بصعوبة أو يكثر من الكلام من دون سبب .
حاولت التقرب منهم فكان لزاما علي أن العب دور المدمن كي افهم سر تدمير حياتهم بهذه الطريقة٬ في البداية احترسوا مني ثم بدؤوا يثقون بي ٬فعلمت من خلال حديثهم أن الفراغ و البطالة من أهم المسببات للإدمان تليها المشاكل الاجتماعية و غياب رقابة الأهل٬ و خاصة في سن المراهقة التي تعتبر فيصلا حاسما في تحديد مستقبل الفردلان شخصيته تتبلور بالموازاة مع نموه الجسدي .
يعتبر كثير من الأولياء أن المراهق حر في تصرفاته٬ فهو رجل و لا تعيبه أخطائه ليجد كامل حريته في معاشرة رفقاء السوء٬ و تجريب السجائر و المخدرات و الجنس٬ فيخاطر بحياته و يقع فريسة لتجار المخدرات و المجرمين٬ و حين يزج في السجن يقولون: السجن للرجال٬ فيزوروه و يحضرون له ما طاب من أكل٬ و يحتفلون يوم خروجه كأنه عاد من البقاع المقدسة٬ عكس الفتاة التي تسلط عليها الأضواء٬ و تحاسب حسابا عسيرا عن أدنى خطا ترتكبه.
يجب أن نغير من هذه الأفكار الرجعية ونعامل أبنائنا بالعدل٬ فنربي كلا الجنسين تربية حسنة ٬لا نضيق الخناق ولا نترك لهم كامل الحرية٬ خصوصا في سن المراهقة٬ هذا لا يمنع من احترام التقاليد الإسلامية السامية للفتاة٬ كالاحتشام و اللباس الساتر٬ و هو بعيد كل البعد عن التميز كما يدعي البعض بل احترام لخصوصية المرأة و تكريمها صونا لها كجوهرة غالية و أم مستقبلية تعلم الأجيال و تربيهم أحسن تربية.
تحصلت على عنوان احد أهم المروجين في المنطقة٬ فزعمت أني أريد شراء بعض الحشيش لكنه صدني صدا شديدا معتقدا أني مخبر٬ فطلب معاونيه من هاتفه المحمول٬ شعرت أن الوضعية تتأزم أكثر فأكثر.
أرجوك أن تسمعني...لست كما تظن٬ أريد فقط الحديث معك عن ما تخلف بضاعتك من دمار لشباب الحي.
إن لم ترحل الآن سيحطم رجالي راسك ....أفهمت؟
امنحني فرصة٬ اسمع... اعرف شخصا سلك نفس طريقك و كان مدمنا٬ لقد قتل والده٬ توفيت أمه من فرط الحسرة.
لقد تأثرت كثيرا بفيلمك الدرامي.... قلت لك اغرب عن وجهي .....هيا
تلقيت خبر مقتل المروج بعد مواجهة بينه و بين رجال الشرطة .... للأسف هناك المئات من أمثاله يجب أن نتجه نحو التوعية.
إن العمل الجواري للتعريف بمخاطر المخدرات في المدارس و الاكماليات و الثانويات يلعب دورا هاما للحد من الظاهرة٬ رفع عقوبة المتاجرة بالمخدرات سيردعهم٬ أو لنقل سيجعلهم اقل اندفاعا للمتاجرة بها.
اقترحت على مدير الثانوية تشكيل فرقة مسرحية لعرض مسرحيات هادفة تعمل على نشر الوعي في صفوف التلاميذ٬ تلقيت الضوء الأخضر٬ حضر حصص التدريب الكثير من التلاميذ و التلميذات شرعنا في التدرب على مسرحية تتناول آفة المخدرات٬ و قد تم عرضها و لقيت نجاحا منقطع النظير لأنها جمعت بين الفكاهة و الدراما الاجتماعية ٬فتم إيصال الأفكار بسهولة .
تم تأسيس فرقة مسرحية للثانوية على اثر نجاح المسرحية٬ ووعدت التلاميذ بكتابة مسرحيات أخرى٬ مع تشجيعهم على محاولة الكتابة بأنفسهم في مواضيع تعكس انشغالاتهم .
لاحظت وجود الغربان معدنيةعلى الاشجار تراقبني أثناء تحركاتي٬ و تتبعني في كل مكان٬ راحت تنعق بشدة فركضت مسرعا ...ما الذي يريدونه مني ؟
وصلت لحقل قمح يحرسه رجل خشبي٬ فجلست بالقرب منه كي احتمي من شرهم .
ها قد جئت أيها الكاتب ...لا تقلق لن بمسك احد بسوء مادمت معي ...إن الغربان المعدنية تخشاني٬ أنا هنا لحماية الحقل من الأشرار٬ لقد ألبسني مالك الحقل قبعة تحميني من الشمس و المطر٬ و معطفا يقيني من البرد إني من خشب لكني لا اخدع أحدا٬ و أدافع عن الحق .
ما الذي يجعلهم يهاجموني ؟
إنهم لا يحبون الشعراء و الكتاب ...هم سبعة رمز للؤم والنفاق والغيرة لو الجبن و الشر و التخلفو الجهل
أنا لا استطيع صدهم .
بلى ...لك ذلك إن أتممت كتابة روايتك.
الليل يخيم على الحي الجميع يتابع مباراة نهائيات كاس العالم ...المقهى مكتظ بالشباب٬ بعضهم يدخن الحشيش٬ كلهم يتابعون أطوار المباراة٬ دخلت المقهى٬ توجهت نحو التلفاز لأوقف تشغيله تحت اندهاش الشباب٬ و فجأة سمعت نعيق الغربان المعدنية٬ دخلت من النافذة و حاولت أن تهاجمني٬ تذكرت لحظتها الحروب والجهل ....تذكرت الأطفال وهم يجوبون الشوارع ليلا ... المخدرات ...الظلم٬ فحطمتها واحدا تلو الآخر .
و جدت أن عد أصابع يدي شيء مميز ...لا تظنوا أني جننت٬ بل هو افتخار باني صاحب يد تكتب و تقطف إزهارا لامي التي تحبني هي امرأة و وطن ..امرأة كافحت لتحرير الوطن وأعطت أبنائها فداء له و فقدتهم في عشرية دموية ....لكنها لا زالت واقفة وستنجب المزيد من الرجال و النساء الذين سيحمون هذا الوطن .
عجوز تتوسل من المارة أن يعطوها ثمن الدواء .....تفقدت جيوبي وجدتها خالية فرحت أقهقه و اصرخ
لا ....لا املك نقودا ....سيدتي هل تريدين حبة حلوى ...أو أن اغني لك أنشودة جميلة للأطفال ....ها ها ها ....لا لست مجنونا ....أنا كاتب ....
تجمع المارة من حولي وأنا اجري في كل ناحية ٬سيارة الإسعاف تعلن عن قدومها....سقطت مغشيا علي من التعب .....
القاعة مضاءة٬ فتحت عيناي٬ وجه قبيح يحملق٬ يبتسم بمكر واستهزاء .
(غير الجبال لي مايتلاقاوش) ....مرحبا بك في مصحة الأمراض العقلية ...لكن هذه المرة للأبد
هل تخشى الحقيقية ؟ام انها تريد اظهارها ؟
صارت علاقتي بصديقي الظل البريء مشوشة٬ لأني لا اخرج من المنزل إلا نادرا بسبب تركيزي على إتمام الرواية٬ وحين خرجت و جدته غاضبا مني ...فشرحت له الموقف٬ ثم وجهني للبحث عن موضوع جديد يمس فئة الشباب ...فكرت مليا ثم عقدت العزم على كتابة شيء عن آفة المخدرات التي أحدثت أضرارا و خيمة بعقولهم و صحتهم٬ كما دفعت بهم للإجرام و المتاجرة بالممنوعات لضمان المزيد من المادة السامة .
يمكن التعرف على المدمن من خلال زوال نضارة الوجه و تحولها لاصفرار و شحوب ،كما يتعرض الجسم للنحول و يهمل العناية بنظافته و هندامه٬ كما تجده يتكلم بصعوبة أو يكثر من الكلام من دون سبب .
حاولت التقرب منهم فكان لزاما علي أن العب دور المدمن كي افهم سر تدمير حياتهم بهذه الطريقة٬ في البداية احترسوا مني ثم بدؤوا يثقون بي ٬فعلمت من خلال حديثهم أن الفراغ و البطالة من أهم المسببات للإدمان تليها المشاكل الاجتماعية و غياب رقابة الأهل٬ و خاصة في سن المراهقة التي تعتبر فيصلا حاسما في تحديد مستقبل الفردلان شخصيته تتبلور بالموازاة مع نموه الجسدي .
يعتبر كثير من الأولياء أن المراهق حر في تصرفاته٬ فهو رجل و لا تعيبه أخطائه ليجد كامل حريته في معاشرة رفقاء السوء٬ و تجريب السجائر و المخدرات و الجنس٬ فيخاطر بحياته و يقع فريسة لتجار المخدرات و المجرمين٬ و حين يزج في السجن يقولون: السجن للرجال٬ فيزوروه و يحضرون له ما طاب من أكل٬ و يحتفلون يوم خروجه كأنه عاد من البقاع المقدسة٬ عكس الفتاة التي تسلط عليها الأضواء٬ و تحاسب حسابا عسيرا عن أدنى خطا ترتكبه.
يجب أن نغير من هذه الأفكار الرجعية ونعامل أبنائنا بالعدل٬ فنربي كلا الجنسين تربية حسنة ٬لا نضيق الخناق ولا نترك لهم كامل الحرية٬ خصوصا في سن المراهقة٬ هذا لا يمنع من احترام التقاليد الإسلامية السامية للفتاة٬ كالاحتشام و اللباس الساتر٬ و هو بعيد كل البعد عن التميز كما يدعي البعض بل احترام لخصوصية المرأة و تكريمها صونا لها كجوهرة غالية و أم مستقبلية تعلم الأجيال و تربيهم أحسن تربية.
تحصلت على عنوان احد أهم المروجين في المنطقة٬ فزعمت أني أريد شراء بعض الحشيش لكنه صدني صدا شديدا معتقدا أني مخبر٬ فطلب معاونيه من هاتفه المحمول٬ شعرت أن الوضعية تتأزم أكثر فأكثر.
أرجوك أن تسمعني...لست كما تظن٬ أريد فقط الحديث معك عن ما تخلف بضاعتك من دمار لشباب الحي.
إن لم ترحل الآن سيحطم رجالي راسك ....أفهمت؟
امنحني فرصة٬ اسمع... اعرف شخصا سلك نفس طريقك و كان مدمنا٬ لقد قتل والده٬ توفيت أمه من فرط الحسرة.
لقد تأثرت كثيرا بفيلمك الدرامي.... قلت لك اغرب عن وجهي .....هيا
تلقيت خبر مقتل المروج بعد مواجهة بينه و بين رجال الشرطة .... للأسف هناك المئات من أمثاله يجب أن نتجه نحو التوعية.
إن العمل الجواري للتعريف بمخاطر المخدرات في المدارس و الاكماليات و الثانويات يلعب دورا هاما للحد من الظاهرة٬ رفع عقوبة المتاجرة بالمخدرات سيردعهم٬ أو لنقل سيجعلهم اقل اندفاعا للمتاجرة بها.
اقترحت على مدير الثانوية تشكيل فرقة مسرحية لعرض مسرحيات هادفة تعمل على نشر الوعي في صفوف التلاميذ٬ تلقيت الضوء الأخضر٬ حضر حصص التدريب الكثير من التلاميذ و التلميذات شرعنا في التدرب على مسرحية تتناول آفة المخدرات٬ و قد تم عرضها و لقيت نجاحا منقطع النظير لأنها جمعت بين الفكاهة و الدراما الاجتماعية ٬فتم إيصال الأفكار بسهولة .
تم تأسيس فرقة مسرحية للثانوية على اثر نجاح المسرحية٬ ووعدت التلاميذ بكتابة مسرحيات أخرى٬ مع تشجيعهم على محاولة الكتابة بأنفسهم في مواضيع تعكس انشغالاتهم .
لاحظت وجود الغربان معدنيةعلى الاشجار تراقبني أثناء تحركاتي٬ و تتبعني في كل مكان٬ راحت تنعق بشدة فركضت مسرعا ...ما الذي يريدونه مني ؟
وصلت لحقل قمح يحرسه رجل خشبي٬ فجلست بالقرب منه كي احتمي من شرهم .
ها قد جئت أيها الكاتب ...لا تقلق لن بمسك احد بسوء مادمت معي ...إن الغربان المعدنية تخشاني٬ أنا هنا لحماية الحقل من الأشرار٬ لقد ألبسني مالك الحقل قبعة تحميني من الشمس و المطر٬ و معطفا يقيني من البرد إني من خشب لكني لا اخدع أحدا٬ و أدافع عن الحق .
ما الذي يجعلهم يهاجموني ؟
إنهم لا يحبون الشعراء و الكتاب ...هم سبعة رمز للؤم والنفاق والغيرة لو الجبن و الشر و التخلفو الجهل
أنا لا استطيع صدهم .
بلى ...لك ذلك إن أتممت كتابة روايتك.
الليل يخيم على الحي الجميع يتابع مباراة نهائيات كاس العالم ...المقهى مكتظ بالشباب٬ بعضهم يدخن الحشيش٬ كلهم يتابعون أطوار المباراة٬ دخلت المقهى٬ توجهت نحو التلفاز لأوقف تشغيله تحت اندهاش الشباب٬ و فجأة سمعت نعيق الغربان المعدنية٬ دخلت من النافذة و حاولت أن تهاجمني٬ تذكرت لحظتها الحروب والجهل ....تذكرت الأطفال وهم يجوبون الشوارع ليلا ... المخدرات ...الظلم٬ فحطمتها واحدا تلو الآخر .
و جدت أن عد أصابع يدي شيء مميز ...لا تظنوا أني جننت٬ بل هو افتخار باني صاحب يد تكتب و تقطف إزهارا لامي التي تحبني هي امرأة و وطن ..امرأة كافحت لتحرير الوطن وأعطت أبنائها فداء له و فقدتهم في عشرية دموية ....لكنها لا زالت واقفة وستنجب المزيد من الرجال و النساء الذين سيحمون هذا الوطن .
عجوز تتوسل من المارة أن يعطوها ثمن الدواء .....تفقدت جيوبي وجدتها خالية فرحت أقهقه و اصرخ
لا ....لا املك نقودا ....سيدتي هل تريدين حبة حلوى ...أو أن اغني لك أنشودة جميلة للأطفال ....ها ها ها ....لا لست مجنونا ....أنا كاتب ....
تجمع المارة من حولي وأنا اجري في كل ناحية ٬سيارة الإسعاف تعلن عن قدومها....سقطت مغشيا علي من التعب .....
القاعة مضاءة٬ فتحت عيناي٬ وجه قبيح يحملق٬ يبتسم بمكر واستهزاء .
(غير الجبال لي مايتلاقاوش) ....مرحبا بك في مصحة الأمراض العقلية ...لكن هذه المرة للأبد