في لحظة من الزمن، وبعد أن دونتُ ملحوظة حول نظرية الانتصار، حيث تبدو نظرية تافهة مستقاة من صراع البشر من أجل البقاء، ولكنهم يتجاوزن -كبشر- البقاء لما بعد البقاء، ليكون الصراع هو صراع النصر. بعد لحظة خامرني ذلك الشعور الذي ينغزل مع كل آيدولوجيا فيمنحها نشوة الحقيقة المطلقة، لذلك طردته بسرعة، وبدأت مشاهدة مسلسل كوري قيل أنه رائع، لأفاجأ بأنه -في تلك اللحظة بالذات- يعبر عن نظرية النصر عبر تعرية الإنسان. إنه مسلسل غريب، وفيه إبداع، يتوافق والإنفاق المالي الضخم على ديكوراته، التي تبث من ذاتها روحاً للعمل الفني.
لعبة الحبار، لعبة الإنسان، لعبةٌ يخوض كل فرد منها منذ أن يولد صراع الحياة لينتصر فيبقى، ويحلم بأن يبقى منتصراً. وهذا هو المستحيل.
تبدأ قصة المسلسل بمئات من أولئك المفلسين الذين يعانون من مخاطر مختلفة جراء انهيارهم المالي لأسباب مختلفة، ولسبب ما كانوا تحت ملاحظة منظمة ما، لتتم دعوتهم لخوض لعبة الحبار.. اللعبة التي يتعرض فيها الخاسر للقتل المباشر وبكل دم مثلج.
باختيارهم استمروا في خوض اللعبة حلماً بالمليارات من النقود، ضحوا بقيمهم الاخلاقية ومشاعرهم الإنسانية من أجلها. وانتصر بطل المسلسل في الحلقة الأخيرة، ليعود ويبحث عن تلك المنظمة السرية التي تدير لعبة الحبار. إنها آخر أكذوبة اخلاقية يمكن أن يدعيها البطل الذي قبِل الاستمرار في اللعبة. أي لعبة الحياة. اللعبة التي نلعبها، حيث يتمحور فيها الإنسان حول ذاته رغم ما يبثه في عقلَه من شعارات وأكاذيب. فالنقود أو المليارات، ليست إلا مجازاً لمعنى غامض يحاول به الإنسان تعزيز رغبته في البقاء، البقاء كإنسان، وليس ككائن موجود، وهذا فرق كبير. أن تحيا وأن تكون موجوداً في الحياة فقط.
في مسلسل لعبة الحبار تساقطت القشور الأخلاقية منذ أول لعبة من الألعاب الطفوليةالتي انتهت بقتل المئات من الخاسرين، حين قرر سبعة وتسعون في المائة من اللاعبين الأحياء العودة إلى اللعبة، بإرادتهم الحرة، رغم أنهم يعلمون بأنها تعرضهم للقتل. فالخاسرون يُقتلون بلا رحمة، وهكذا وصلت اللعبة إلى خيانة الكثيرين لبعضهم وقلة هي التي آثرت على نفسها مضحية من أجل الآخرين. وكأن المسلسل يقول: لا تثق بأحد. ولا تضحي بفرصتك في النجاة من كارثة الوجود.
لذلك فالمسلسل، المليئ بالدماء والحركة والإثارة والتشويق، كان مسلسلاً أعمق من كل تشويقه، بل كان يخترق كل الأسطح لينفذ إلى الحقيقة، حيث لا مكان للحكمة بعدها.
ولكن..
هل هذه هي الحياة حقاً؟
نعم إنها هي، بلا رتوش.. الحياة المؤلمة.. والتي يفهمها الكثيرون لكن عجزهم يفضي بهم إلى إنكارها.. مع ذلك فهذا الإنكار، هو ما أنتج الغيبيات، والحب، وحتى هذا المسلسل. لأن الحياة بلا مساحيق، زنزانة رطبة وعطنة وكئيبة أعدت لتعذيب من يدخلها.
لعبة الحبار، لعبة الإنسان، لعبةٌ يخوض كل فرد منها منذ أن يولد صراع الحياة لينتصر فيبقى، ويحلم بأن يبقى منتصراً. وهذا هو المستحيل.
تبدأ قصة المسلسل بمئات من أولئك المفلسين الذين يعانون من مخاطر مختلفة جراء انهيارهم المالي لأسباب مختلفة، ولسبب ما كانوا تحت ملاحظة منظمة ما، لتتم دعوتهم لخوض لعبة الحبار.. اللعبة التي يتعرض فيها الخاسر للقتل المباشر وبكل دم مثلج.
باختيارهم استمروا في خوض اللعبة حلماً بالمليارات من النقود، ضحوا بقيمهم الاخلاقية ومشاعرهم الإنسانية من أجلها. وانتصر بطل المسلسل في الحلقة الأخيرة، ليعود ويبحث عن تلك المنظمة السرية التي تدير لعبة الحبار. إنها آخر أكذوبة اخلاقية يمكن أن يدعيها البطل الذي قبِل الاستمرار في اللعبة. أي لعبة الحياة. اللعبة التي نلعبها، حيث يتمحور فيها الإنسان حول ذاته رغم ما يبثه في عقلَه من شعارات وأكاذيب. فالنقود أو المليارات، ليست إلا مجازاً لمعنى غامض يحاول به الإنسان تعزيز رغبته في البقاء، البقاء كإنسان، وليس ككائن موجود، وهذا فرق كبير. أن تحيا وأن تكون موجوداً في الحياة فقط.
في مسلسل لعبة الحبار تساقطت القشور الأخلاقية منذ أول لعبة من الألعاب الطفوليةالتي انتهت بقتل المئات من الخاسرين، حين قرر سبعة وتسعون في المائة من اللاعبين الأحياء العودة إلى اللعبة، بإرادتهم الحرة، رغم أنهم يعلمون بأنها تعرضهم للقتل. فالخاسرون يُقتلون بلا رحمة، وهكذا وصلت اللعبة إلى خيانة الكثيرين لبعضهم وقلة هي التي آثرت على نفسها مضحية من أجل الآخرين. وكأن المسلسل يقول: لا تثق بأحد. ولا تضحي بفرصتك في النجاة من كارثة الوجود.
لذلك فالمسلسل، المليئ بالدماء والحركة والإثارة والتشويق، كان مسلسلاً أعمق من كل تشويقه، بل كان يخترق كل الأسطح لينفذ إلى الحقيقة، حيث لا مكان للحكمة بعدها.
ولكن..
هل هذه هي الحياة حقاً؟
نعم إنها هي، بلا رتوش.. الحياة المؤلمة.. والتي يفهمها الكثيرون لكن عجزهم يفضي بهم إلى إنكارها.. مع ذلك فهذا الإنكار، هو ما أنتج الغيبيات، والحب، وحتى هذا المسلسل. لأن الحياة بلا مساحيق، زنزانة رطبة وعطنة وكئيبة أعدت لتعذيب من يدخلها.