يوم السباحة

أصبح الفيل الصغير فريدي، وحيدا بعدما تخلى عنه أصدقاؤه، وذلك في اليوم المخصص لسباحة، حيث أن صغار الحيوانات، كانوا ينتظرون بشوق ولهفة، أن تمطر السماء بعد عام من الجفاف، وتملأ ببركتها البركة الصغيرة، الكائنة وسط الغابة، كي يتسنى لهم السباحة واللهو واللعب.

وفي ذلك اليوم الجميل، سطعت شمس زاهية وألقت بنورها ودفئها على كل الكائنات، فأصبح العشب نضرا والورود متفتحة، تشرع ذراعيها لزوارها من النحل والفراشات، والعديد من الحشرات التي تتخذها ملجأ لها.

أفاق أرنوب بعدما سمع زقزقة العصافير، ثم خرج من جحره ليصطدم بشعاع الشمس، الذي كان يصب بالنور على البركة، فرك عينيه بقوائم يديه، ثم ألقى نظرة متأملة صوب البركة، فاذا ببريقها يسلب الوجدان، ويحرك في النفس الرغبة في كسر صفحة مائها الزلال، فقرر أن يخبر رفاقه بما خالجه من شعور، وركض بسرعته المعهودة، فطاف عليهم واحدا واحدا ثم دعاهم الى الاستجمام والسباحة في البركة.

كان فريدي يغط في نوم عميق كالعادة، فهو كسول بطبعه وأكول، لدرجة أنه لا ينتهي من الطعام، وبسبب وزنه الزائد كان رفاقه يلقبونه "بفريدي السمين" وبطبيعة الحال لم يذهب إليه أرنوب، ولم يخبره حتى عن أمر البركة، لكنه عندما أفاق صعد كعادته الى الثلة، حيث كان يرى الجهة الغربية من الغابة كاملة، فلمح بدوره ذلك البريق، ثم رأى من بعدها ثلاثة من أصدقائه، ينسلون من بين الأشجار، ويتجهون نحو البركة، فترجل من أعلى الثلة بسرعة، ولحق بهم خفية، الى أن وصلوا اليها، وكان حينها صغار الحيوانات مجتمعين، يلعبوا بالماء ويستمتعوا بوقتهم.

فلما رأى فريدي الماء يحتجم البركة، لم يستطع كبح رغبته في السباحة، وانطلق مسرعا يسابق الريح، الى أن دنى منها، ثم قفز الى أعلى مغمضا عينيه، وسقط بكامل ثقله في منتصف البركة كقنبلة حتى انفجر الماء وصار أشلاء في الهواء، وما بقي منه كان قد استحال الى وحل لا يغني ولا يشبع نهم السباحة.

تصلب الصغار في أماكنهم، وكأن صاعقة حطت عليهم، كيف لا وأملهم الذي كانوا ينشدوه طوال عام مضى، قد أصبح في خبر كان...

عرف فريدي انه كان أنانيا بفعله ومتسرعا أيضا، بعدما رأى في وجوه أصدقائه نظرة الغضب واللوم، فطلب منهم أن يسامحوه على فعلته، لكنهم أبوا ولم يعذروه، ثم اتفقوا على أن يقاطعوه نهائيا، فأصبح وحيدا من ذلك اليوم، يؤنب نفسه ويلوم وزنه الذي كان سببا في تخلي أصدقائه عنه.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى