مراد وريد

لم يكن في الشرفة غير "توبي" جرو صغير، كان نائمًا على الأرض بعدما أرهقته سوسن الصغيرة، ذات الخمس سنوات بكثرة الشد والمد، ظنا منها أنه كدبدوبها تيدي، الذي تحتضنه عندما تخلد الى النوم. وكان توبي مسرفًا في النوم، حتى إن الشمس نثرت أشعتها فوق جسمه، ولم يلقي لها بال، لكن ذبابة مزعجة لا تفقه في الأدب...
تمضي الأيام ومازالت ذكراك تلاحقني، تعبرني كنهرٍ جارفٍ بلا شطآن، يُحطم أسوارَ الصبر ويكسر أطواقَ النسيان.. عامان ما أبحرت في عينيك سُفُني، ولا عانقت ريحُ الهوى أشرعتي.. عامان أعَتِّقُ الحبَّ في قلبي، وأرسي ببحر الكآبة مَرساتي.. عامان وأنا أعَلّلُ في غيبتك نفسي وأُطعِمُ...
أصبح الفيل الصغير فريدي، وحيدا بعدما تخلى عنه أصدقاؤه، وذلك في اليوم المخصص لسباحة، حيث أن صغار الحيوانات، كانوا ينتظرون بشوق ولهفة، أن تمطر السماء بعد عام من الجفاف، وتملأ ببركتها البركة الصغيرة، الكائنة وسط الغابة، كي يتسنى لهم السباحة واللهو واللعب. وفي ذلك اليوم الجميل، سطعت شمس زاهية وألقت...
لا شيء يبدد الصمت غير شهقاتي وزفراتي وطرقات قلب لا يستجيب لها أحد سواي أنا الغارق في الوحدة أزاول الكآبة على مضض وأقرع على شرفات الذكرى جرس الحكاية أكل الصمت أصابعي فما عدت قادرا على الكلام ألآمي تهادنني مشاعري تخاتلني ورمادي لازال يكتنز جمر الغواية ولهيب الخيبات اه كم أشتهي الصراخ...
دائما ما أكلم نفسي وأسألها، ما الذي لا يعجبك بشخصيتي، فتجبني مستهزئة، لا شيء فيك يعجبني، طيبتك لا تعجبني، تساهلك مع الناس لا يعجبني، ضميرك الذي يؤنبني ويقض مضجعي لا يعجبني، صراحة سئمت منك ومن شعورك النبيل، ولو أني استطعت لاستبدلتك، كن غيرك يا هذا وحاول أن تتغير، فالناس كلهم يتغيرون. وبينما أنا...
عندما ينسكب الليل من عين السماء، أمد أصابعي الرعشاء لمحابر سواده وارسمُ لك على أفقه أجملَ قصيدة.. *** هكذا، بكل ما أوتيتُ من عناد أطرد عني جحافلَ النوم وأعلن أرقي الموسوم بالسهاد ليلة بيضاء ضدّاً على بياض كل ورقة عنيدة.. *** وكأي محارب لا يأبه بالحياة أنزع الخوفَ من صدري...

هذا الملف

نصوص
6
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى