مراد وريد - الذبابة المزعجة

لم يكن في الشرفة غير "توبي" جرو صغير، كان نائمًا على الأرض بعدما أرهقته سوسن الصغيرة، ذات الخمس سنوات بكثرة الشد والمد، ظنا منها أنه كدبدوبها تيدي، الذي تحتضنه عندما تخلد الى النوم.
وكان توبي مسرفًا في النوم، حتى إن الشمس نثرت أشعتها فوق جسمه، ولم يلقي لها بال، لكن ذبابة مزعجة لا تفقه في الأدب شيئا، حطت فوق أنفه ولدغته،

هشها بذراعه في المرة الأولى وفي الثانية والعاشرة لكنها أبت الا أن تزعجه وتقض نومه وتعكر صفوه ومزاجه.
قام غاضبا ونبح في وجهها لينهرها فل تكثرت له ثم حاول أن يفتك بها فبدأ يقفز ويقفز وهي في كل مرة تتجنبه، كأنها كانت قاصدة أن تخرجه عن طوره وتفور دمه بحركاتها.
مازالت الذبابة تؤلب مشاعر الغضب في نفس توبي المسكين حتى حطت على سور الشرفة وبقيت هنالك بضعا من الوقت فظن أنها اللحظة المناسبة لكي ينقض عليها ويمسك بها يحاسبها على إغضابه وازعاجه، وثب بسرعة حتى يباغتها وإذا بها تطير عاليا وتبتعد لكن المسكين توبي عندما وثب لم يقدر المسافة الفاصلة بين الأرضية وسور الشرفة فتجاوزها ببضع سنتمترات ليجد نفسه ساقطا على الأرض.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى