في الأنظمة التوتاليتارية، يصبح السؤال عن معنى الوطن سؤالا محرجا، كأنك تسأل عن حقيقة إعلان دعائي صدقناه لفرط تكراره. ما الوطن هناك؟ ليس أرضا ولا ذاكرة، بل فكرة مصممة بعناية في مكاتب السلطة، تُباع كمنتج سياسي مزوق بورق الشعار. تُدجّن الوطنية كما تُدجن الأغنام، وتُعلّب في خطب وأناشيد، وطن يُذاع في...
في زمن كانت فيه الشوارع مغبّرة حتى في فصل الشتاء، والسماء لا تمطر على ساكنيها سوى تراب، كان هناك معلمٌ للغة العربية في مدرسة اسمها الأبطال.
يصل إلى المدرسة كلَّ صباح بسيارته الخضراء من نوع lada ،المعروفة باسم فيات العراقية لأنها نسخة من fiat الإيطالية. الشكل المربع الكلاسيكي مع الأضواء الدائرية...
طفلان يتناولان فطورهما من الخبز والشاي، والماما تحثّ الولد الأصغر على تناول طعامه سريعا بدل التلكؤ الصباحي المعتاد للنهار المدرسي.
الأب غائب عن المنزل بشكل شبه دائم، فهو رجلٌ عسكري، وواجب الحدود الشرقية الحربية يناديه كل ثمانية وعشرين يوما.
تأخذ أطفالها الصغار إلى المدرسة الصباحية، توصلهما دون...
الإخراج الموسيقي: القائد الضرورة نفسه، صدام حسين، بطل الحفرة الذي خرج من تحتها كما تخرج الفطريات السامة بعد المطر
الفرقة الموسيقية الرسمية:
العود في يد علي كيمياوي، يعزف أوتاره كما كان يختبر غازاته، نفس الأصابع التي خلطت بين الموسيقى والموت
الدنابك فمع داوود القيسي، يقرعها كما يقرع رؤوس...
في إجازته القصيرة، وعلى الشارع العام، وقفت امرأة من ذلك النوع الذي إذا مرّ به جندي شدّ شواربه وفكّر بعضوه قبل عقله، خصوصا إذا رآها ترتدي عباءة سوداء ونعال "أبو الإصبع".كانت تطالعه كأنها خلاص مؤقت من رائحة العرق والغبار
هو نائب ضابط طبابة، يخدم في وحدة عسكرية قرب إحدى قرى الخالص. يرتدي بدلة...
عجوز أرملة، تعيش في بيت أختها الساكنة في حيّ العامل. جدة كهلة من ذلك الطراز الذي إن أراد شيئًا تحقق فورًا لا لشيء سوى أن الناس بحكم الفطرة، لا يعرفون كيف يرفضون لها طلبا. تقف على رأس ابن الأخت الكبير وليس على فمها غير "خذني إلى الكاظم، خذني إلى الإمام" يجيبها ابن الأخت الكبير "يابا، أم كلثوم...
الخيالُ كان عالمها لسبب بسيط؛ لأنها امتلكت مخيّلةً عظيمة. كانت تستلذُّ بالقراءة أكثر من المشاهدة حتى حين تُحوَّل الرواية إلى فيلم، فمخيّلة المخرج في ناظريها ضيقة، محدودة الجموح، بينما كانت ترى نفسها خيلًا أصيلًا خفيفًا يعدو ويُطربگ فوق ثقل الواقع وكان هذا طبيعيًّا لها؛ فمخيلتها تُضخّم الأشياء...