الإخراج الموسيقي: القائد الضرورة نفسه، صدام حسين، بطل الحفرة الذي خرج من تحتها كما تخرج الفطريات السامة بعد المطر
الفرقة الموسيقية الرسمية:
العود في يد علي كيمياوي، يعزف أوتاره كما كان يختبر غازاته، نفس الأصابع التي خلطت بين الموسيقى والموت
الدنابك فمع داوود القيسي، يقرعها كما يقرع رؤوس المساكين، منتشيا كمن يعزف على جثث وطن في حفلة.
القانون تركوه لـ أحمد حسن البكر؛ لأنه لم يعرف في حياته قانونا غير قانون الغابة “من لا يصفق يُؤكل”
وفي زاوية المسرح يقف خير الله طلفاح، يكنس الأرض بمكنسته القديمة، وهو يظن أنه يكنس التاريخ نفسه من ذاكرة الناس كما كنس بغداد من ملكيتها
أما الأكورديون فيحمله عزيز صالح النومان، يفتح ويغلقه بإيقاع الانهيار الوطني، كأن الوطن نفسه رئة تُضغط وتُفرّغ من الهواء.
الطبل كان من نصيب فلاح حسن لكنه سُحب منه واستُبدل بعزوز أبو الثلج، المعروف رسميا باسم عزّت إبراهيم الدوري (القندرة قبقلي)
طبلٌ مصنوع من جليكان مي، لا يحتاج إلى خيط تماما مثله؛ لا يربطه خيطُ عقلٍ ولا خيطُ ضمير
ففي هذا العرض، الإيقاع أهمّ من المعنى والطاعة أبلغ من النغمة
أما الناي ففي فم طه ياسين رمضان، ينفخ فيه بكل ما تبقى من وطن في رئتيه فيصدر صوتا يشبه بكاء بعير تائه في صحراء الشعارات
يعزف سوناتا مفردة عنوانها الأخير "هرجبه كوردستان بيرم بگن" لحنٌ لا يُطرب أحدا سوى صدى الخيبة، يُعزف بنفس أثقل من التاريخ وأخف من الكرامة
أما طارق عزيز (ابن ميخو) فقد ترك السياسة لبرهة قصيرة ليؤدّي رقصة "شَدّه يا ورد"، متمايلا بخطوات ثقيلة بين أصداء التصفيق الإجباري
رافقته في الرقصة سجودة وبناتها، ومعهن الكاولية الرسمية للحزب برعاية كريمة من الرفيقة أم عروبة ( منال الألوسي) وجمع من نسوة اتحاد نساء العراق اللواتي تم استدعاؤهن بمذكرة رسمية مختومة بختم الجمهورية ومصدقة بختم العار
النغمة الافتتاحية للمسرحية : "أنت العزيز الغالي... يا بو خَرا!"ويرد الكورس في الخلف بأصواتٍ رخيمة مهيبة، كجوقة من المنافقين في قداس رسمي"يا بو خَرا... يا بو خَرا..."
على الخشبة:
فلاح عسكر، ذاك الذي قُصّ لسانه بعدما أكثر من الـ"گلكة" للقائد حتى صار الصدى يسخر منه
وإلى جواره هادي عكاشة،صاحب الرَدّة الأشهر في التاريخ العراقي الحديث:
"دجاج العرب... ما غزر ولا فاد! قالها ثم اختفى بين جناحين مكسورين من الخوف
يدخل عبد الغني عبد الغفور بخطواتٍ موزونة كما يُوزن الكذب في الاجتماعات الحزبية
أما مزبان خضر هادي فيأتي متأخرا كعادته، يحمل في جيبه نصا عن البطولة وفي قلبه ملاحظات عن كيفية النجاة من تصفيق ناقص
الفصل الثاني: سيمفونية الخراب الوطني
يُرفع الستار على جوقة جديدة من الأصوات الخشنة، كلٌّ منها يحمل رائحة الموت والعقيدة والخوف وغباء الولاء الاعمى
محمد حمزة الزبيدي، القاتل الذي بدأ عرضه بقتل ابنته لأنها تجرّأت على شتم القائد ثم خرج ليكمل لحنه في شوارع الانتفاضة، يعزف على طبول القمع ويمشي فوق جثث الناس كما يمشي القائد فوق التصفيق
إلى جانبه يقف هشام محمد علي البايسكلچي، ذاك الأب الذي أطلق النار على ابنه لأنه هرب من العسكر فالوطن في منطقهم لا يُبنى بالحب بل بالرصاص الموجّه إلى الأبناء
في الخلف، عباس جيجان، شاعر القنادر الرسمي للبعث، يلوّح ببيت شعر من جلد وبصوت من مطاط، يهتف بما لا يُفهم، فقط ليُسمَع
أما الأصوات النسائية فهي حصرا:
إقبال فليح ومديحة معارج كأنّ الغناء عندهن واجب وطني لا يُسمح فيه بالخروج عن اللحن ولا عن الطاعة
أما الانضباط الموسيقي فبيد سمير الشيخلي، رجل لا يعرف معنى الموسيقى لكنه يعرف كيف يجعل الجميع يعزفون في توقيت الخوف تماما
وفي الزاوية الخلفية يقف الثلاثي المرح:
سبعاوي، برزان، وطبان، يلمّون الكيت فهم “نهيبية” الفرقة، لا يبدأ العرض قبل أن يسرقوا شيئا من الجمهور
بين المقاعد، يتقدّم يونس الأحمد حاملاً المشروبات الروحية المخمّرة من بول البعير، يوزّعها بابتسامة رسمية على الرفاق. عبد الباقي السعدون (الأعور الكلب)، تايه عبد الكريم، يحيى عبد الله العبودي، وسعدون حمادي، الذين يحتسونها كما يحتسون الأكاذيب اليومية.
المشهد الثالث – عيد ميلاد قائد الضرورة في قاعة التعساء
بينما تتناوب على الغناء النسائي وحيدة خليل وصديقة الملاية، تنساب أصواتهن كدموعٍ ثقيلة على أوتار الخراب، تلتف حول المسرح وتدخل في مسامع الجمهور الجياع والتائهين.
على الربابة يعزف جبار عگّار بنغمة متهالكة، بجواره سعدون جابر الذي يغني بأصواتٍ خشنة:
"الي يريد ذهب بسوگ الذهب يلكاه..."
ويتأمل الأرضية بعين متربصة، ينتظر حتى انتهاء الحفل ليجمع الكيبلات والآلات المهملة بعد رحيل الجميع
المشهد العام:
الجمهور مكتظ في قاعة التعساء، جياع تائهون، عيونهم تتسلل خلف شمعة عيد ميلاد قائد الضرورة.
الشمعة تومض والأنفاس متوترة، فكل واحد ينتظر اللحظة الحاسمة لإطلاق هجوم تكتيكي على قطعة الكيكة
الكيكة ملفوفة بخبزة شعير، كأنها كنز من العصر السومري، بينما تنتشر رائحة الخبز المموّهة على الهواء كأنها إعلان عن مأساة وطنية مُقدرة سلفا
المشهد الرابع – بث مباشر للأوبرا الوطنية في قاعة التعساء
كاميرا البث المباشر، المعروفة رسميا بـ الابريج تنقل العرض حصريا بالأبيض والأسود مع وعود من شركة سوني بإضافة الألوان في الأعياد الوطنية القادمة
المصورون يرتدون بجامة وقميص بازة، وأحذيتهم البلاستيكية تصدر أصواتا متكررة: فيط… فيط… فيط أثناء السير، لتضيف إيقاعا ثانويا على الموسيقى الوطنية وسر هذا الصوت هو أنهم لا يرتدون جوارب، كأن الوطن لا يحتاج تدفئة لأقدام العاملين فيه
الجمهور في كامل أناقته:
أحدهم فصل بطانية من بيت أهله وحولها إلى قمصلة ثورية واندفر من قبل الأب، قائلا بفخر:حتى لو نمت بالشارع مو مشكلة، المهم دفيان.
أما النساء، فقد انقلب لون تنانيرهن من الأسود إلى البني المائل للرماد، فأعدن خياطتها على الوجه الداخلي، لأن الوطن يستحق قلب البطانة
كل متفرج أحضر معه خبزة شعير احتياطية، تحسبا لانقطاع المؤن أو لاندلاع تصفيق جماعي طويل، كأن صراع البقاء أصبح جزءا من الاحتفال الرسمي، يُعزف على وقع الأصوات، الفيط والربابة
المشهد الخامس – قائد الحفرة وحديقة الأمة
قائد الحفرة يرتدي بزة زيتونية، يمشي على خشبة المسرح كما لو أنه يخطو على رقاب الجماهير وفي گرابه لا يحمل مسدسا بل "فچ مال باچة صخل"
كلما أخطأ أحد العازفين نغمة، يضربه القائد على رأسه بالفچ، وهو يصيح"جيبه كلب ابن كلب!".
الغجريات، الملح الحقيقي للعرض الغنائي، يهتفن يصدر من الأنف عال :
"صادق يا صدام يال... مينام!"
يُعزف من أجلهن ويغرقن الجمهور في سحر فوضوي لا يُقاوم بينما المسرحية تُعرض في حديقة الأمة، نفس المكان الذي بدأ منه القائد مشواره حين كان يعمل سكن. فرخ إنجليز، تذكارا من بدايات السلطة وفوضى الولاء
ديكور المسرح: تحفة فنية من هياكل المنازل الشعبية، متراكمة على بعضها كما لو أن الخراب أصبح زخرفة رسمية
الحضور: المشاركة إلزامية، ضمن المجهود الحربي الثقافي، لا تذاكر ولا مقاعد، يقف الجميع مثل تريلات من الغنم مجتمعة على أمل متابعة البث المباشر الحصري فقط لأهل العوجة
ملاحظات تقنية:
المشاهدون من أهل العوجة يجلسون قرب حظيرة الهوش، حيث تُقدم لهم بوب كورن العوجي المصنوع من روث مجفف بعناية؛ ليصبح كل قرمشة جزءًا من سيمفونية الفوضى الوطنية، وسط أصوات الفيط والربابة والهتافات الغجرية في مسرحٍ لا يُنسى من العبثية والسخرية السوداء
الفرقة الموسيقية الرسمية:
العود في يد علي كيمياوي، يعزف أوتاره كما كان يختبر غازاته، نفس الأصابع التي خلطت بين الموسيقى والموت
الدنابك فمع داوود القيسي، يقرعها كما يقرع رؤوس المساكين، منتشيا كمن يعزف على جثث وطن في حفلة.
القانون تركوه لـ أحمد حسن البكر؛ لأنه لم يعرف في حياته قانونا غير قانون الغابة “من لا يصفق يُؤكل”
وفي زاوية المسرح يقف خير الله طلفاح، يكنس الأرض بمكنسته القديمة، وهو يظن أنه يكنس التاريخ نفسه من ذاكرة الناس كما كنس بغداد من ملكيتها
أما الأكورديون فيحمله عزيز صالح النومان، يفتح ويغلقه بإيقاع الانهيار الوطني، كأن الوطن نفسه رئة تُضغط وتُفرّغ من الهواء.
الطبل كان من نصيب فلاح حسن لكنه سُحب منه واستُبدل بعزوز أبو الثلج، المعروف رسميا باسم عزّت إبراهيم الدوري (القندرة قبقلي)
طبلٌ مصنوع من جليكان مي، لا يحتاج إلى خيط تماما مثله؛ لا يربطه خيطُ عقلٍ ولا خيطُ ضمير
ففي هذا العرض، الإيقاع أهمّ من المعنى والطاعة أبلغ من النغمة
أما الناي ففي فم طه ياسين رمضان، ينفخ فيه بكل ما تبقى من وطن في رئتيه فيصدر صوتا يشبه بكاء بعير تائه في صحراء الشعارات
يعزف سوناتا مفردة عنوانها الأخير "هرجبه كوردستان بيرم بگن" لحنٌ لا يُطرب أحدا سوى صدى الخيبة، يُعزف بنفس أثقل من التاريخ وأخف من الكرامة
أما طارق عزيز (ابن ميخو) فقد ترك السياسة لبرهة قصيرة ليؤدّي رقصة "شَدّه يا ورد"، متمايلا بخطوات ثقيلة بين أصداء التصفيق الإجباري
رافقته في الرقصة سجودة وبناتها، ومعهن الكاولية الرسمية للحزب برعاية كريمة من الرفيقة أم عروبة ( منال الألوسي) وجمع من نسوة اتحاد نساء العراق اللواتي تم استدعاؤهن بمذكرة رسمية مختومة بختم الجمهورية ومصدقة بختم العار
النغمة الافتتاحية للمسرحية : "أنت العزيز الغالي... يا بو خَرا!"ويرد الكورس في الخلف بأصواتٍ رخيمة مهيبة، كجوقة من المنافقين في قداس رسمي"يا بو خَرا... يا بو خَرا..."
على الخشبة:
فلاح عسكر، ذاك الذي قُصّ لسانه بعدما أكثر من الـ"گلكة" للقائد حتى صار الصدى يسخر منه
وإلى جواره هادي عكاشة،صاحب الرَدّة الأشهر في التاريخ العراقي الحديث:
"دجاج العرب... ما غزر ولا فاد! قالها ثم اختفى بين جناحين مكسورين من الخوف
يدخل عبد الغني عبد الغفور بخطواتٍ موزونة كما يُوزن الكذب في الاجتماعات الحزبية
أما مزبان خضر هادي فيأتي متأخرا كعادته، يحمل في جيبه نصا عن البطولة وفي قلبه ملاحظات عن كيفية النجاة من تصفيق ناقص
الفصل الثاني: سيمفونية الخراب الوطني
يُرفع الستار على جوقة جديدة من الأصوات الخشنة، كلٌّ منها يحمل رائحة الموت والعقيدة والخوف وغباء الولاء الاعمى
محمد حمزة الزبيدي، القاتل الذي بدأ عرضه بقتل ابنته لأنها تجرّأت على شتم القائد ثم خرج ليكمل لحنه في شوارع الانتفاضة، يعزف على طبول القمع ويمشي فوق جثث الناس كما يمشي القائد فوق التصفيق
إلى جانبه يقف هشام محمد علي البايسكلچي، ذاك الأب الذي أطلق النار على ابنه لأنه هرب من العسكر فالوطن في منطقهم لا يُبنى بالحب بل بالرصاص الموجّه إلى الأبناء
في الخلف، عباس جيجان، شاعر القنادر الرسمي للبعث، يلوّح ببيت شعر من جلد وبصوت من مطاط، يهتف بما لا يُفهم، فقط ليُسمَع
أما الأصوات النسائية فهي حصرا:
إقبال فليح ومديحة معارج كأنّ الغناء عندهن واجب وطني لا يُسمح فيه بالخروج عن اللحن ولا عن الطاعة
أما الانضباط الموسيقي فبيد سمير الشيخلي، رجل لا يعرف معنى الموسيقى لكنه يعرف كيف يجعل الجميع يعزفون في توقيت الخوف تماما
وفي الزاوية الخلفية يقف الثلاثي المرح:
سبعاوي، برزان، وطبان، يلمّون الكيت فهم “نهيبية” الفرقة، لا يبدأ العرض قبل أن يسرقوا شيئا من الجمهور
بين المقاعد، يتقدّم يونس الأحمد حاملاً المشروبات الروحية المخمّرة من بول البعير، يوزّعها بابتسامة رسمية على الرفاق. عبد الباقي السعدون (الأعور الكلب)، تايه عبد الكريم، يحيى عبد الله العبودي، وسعدون حمادي، الذين يحتسونها كما يحتسون الأكاذيب اليومية.
المشهد الثالث – عيد ميلاد قائد الضرورة في قاعة التعساء
بينما تتناوب على الغناء النسائي وحيدة خليل وصديقة الملاية، تنساب أصواتهن كدموعٍ ثقيلة على أوتار الخراب، تلتف حول المسرح وتدخل في مسامع الجمهور الجياع والتائهين.
على الربابة يعزف جبار عگّار بنغمة متهالكة، بجواره سعدون جابر الذي يغني بأصواتٍ خشنة:
"الي يريد ذهب بسوگ الذهب يلكاه..."
ويتأمل الأرضية بعين متربصة، ينتظر حتى انتهاء الحفل ليجمع الكيبلات والآلات المهملة بعد رحيل الجميع
المشهد العام:
الجمهور مكتظ في قاعة التعساء، جياع تائهون، عيونهم تتسلل خلف شمعة عيد ميلاد قائد الضرورة.
الشمعة تومض والأنفاس متوترة، فكل واحد ينتظر اللحظة الحاسمة لإطلاق هجوم تكتيكي على قطعة الكيكة
الكيكة ملفوفة بخبزة شعير، كأنها كنز من العصر السومري، بينما تنتشر رائحة الخبز المموّهة على الهواء كأنها إعلان عن مأساة وطنية مُقدرة سلفا
المشهد الرابع – بث مباشر للأوبرا الوطنية في قاعة التعساء
كاميرا البث المباشر، المعروفة رسميا بـ الابريج تنقل العرض حصريا بالأبيض والأسود مع وعود من شركة سوني بإضافة الألوان في الأعياد الوطنية القادمة
المصورون يرتدون بجامة وقميص بازة، وأحذيتهم البلاستيكية تصدر أصواتا متكررة: فيط… فيط… فيط أثناء السير، لتضيف إيقاعا ثانويا على الموسيقى الوطنية وسر هذا الصوت هو أنهم لا يرتدون جوارب، كأن الوطن لا يحتاج تدفئة لأقدام العاملين فيه
الجمهور في كامل أناقته:
أحدهم فصل بطانية من بيت أهله وحولها إلى قمصلة ثورية واندفر من قبل الأب، قائلا بفخر:حتى لو نمت بالشارع مو مشكلة، المهم دفيان.
أما النساء، فقد انقلب لون تنانيرهن من الأسود إلى البني المائل للرماد، فأعدن خياطتها على الوجه الداخلي، لأن الوطن يستحق قلب البطانة
كل متفرج أحضر معه خبزة شعير احتياطية، تحسبا لانقطاع المؤن أو لاندلاع تصفيق جماعي طويل، كأن صراع البقاء أصبح جزءا من الاحتفال الرسمي، يُعزف على وقع الأصوات، الفيط والربابة
المشهد الخامس – قائد الحفرة وحديقة الأمة
قائد الحفرة يرتدي بزة زيتونية، يمشي على خشبة المسرح كما لو أنه يخطو على رقاب الجماهير وفي گرابه لا يحمل مسدسا بل "فچ مال باچة صخل"
كلما أخطأ أحد العازفين نغمة، يضربه القائد على رأسه بالفچ، وهو يصيح"جيبه كلب ابن كلب!".
الغجريات، الملح الحقيقي للعرض الغنائي، يهتفن يصدر من الأنف عال :
"صادق يا صدام يال... مينام!"
يُعزف من أجلهن ويغرقن الجمهور في سحر فوضوي لا يُقاوم بينما المسرحية تُعرض في حديقة الأمة، نفس المكان الذي بدأ منه القائد مشواره حين كان يعمل سكن. فرخ إنجليز، تذكارا من بدايات السلطة وفوضى الولاء
ديكور المسرح: تحفة فنية من هياكل المنازل الشعبية، متراكمة على بعضها كما لو أن الخراب أصبح زخرفة رسمية
الحضور: المشاركة إلزامية، ضمن المجهود الحربي الثقافي، لا تذاكر ولا مقاعد، يقف الجميع مثل تريلات من الغنم مجتمعة على أمل متابعة البث المباشر الحصري فقط لأهل العوجة
ملاحظات تقنية:
المشاهدون من أهل العوجة يجلسون قرب حظيرة الهوش، حيث تُقدم لهم بوب كورن العوجي المصنوع من روث مجفف بعناية؛ ليصبح كل قرمشة جزءًا من سيمفونية الفوضى الوطنية، وسط أصوات الفيط والربابة والهتافات الغجرية في مسرحٍ لا يُنسى من العبثية والسخرية السوداء