علجية عيش - التوارق و صراع الأقليات

مجموعة "باهانغا" قرب الحدود الجزائرية من أنشط المجموعات المسلحة

منذ سنوات كشفت أرقام أن عدد التوارق الإجمالي يناهز 04 مليون، لكن اليوم قد يكون العدد قد ارتفع ، و التوارق موزعين بنسب متفاوتة بين خمسة دول إفريقية ، الغالبية تتموقع في النيجر والبقية بين الجزائر وليبيا ، كانت الجزائر الراعي الأساسي لأيّ اتفاق سلام في المنطقة وأخرها اتفاق السلام الذي تم التوقيع عليه في 2007 بتمنراست بعد الثورة الثالثة للطوارق

15740928_1227111927377163_4895471470498465231_n.jpg

وتشكل نسبة تواجد الطوارق في مالي والنيجر أعلى نسبة في أفريقيا ، فالتوارق ينقسمون إلى توارق الصحراء ويوجدون في الجنوب الجزائري ومنطقة "فزان" في ليبيا، وأهم قبائلهم الهقار، وكذلك في مدينة غدامس الليبية في الحدود مع كل من تونس والجزائر، وطوارق الساحل يمتدون من "كل يلمدن" بمنطقة غاوة بالنيجر، ثم "كل غزاف" في منطقة "أزواد"، و"أدرار أيفوغاس" بجمهورية مالي، إلى بوركينا فاسو، كما أن توتر الأوضاع و إن كان تاريخه يمتد إلى الصراع مع الاستعمار، و منع التجارب النووية في الصحراء، و لكن السياسة الاستعمارية الفرنسية فشلت مع الطوارق الذين انتشروا في الصحراء و قاطعوا كل ما هو استعماري، ما جعل التعامل مع الطوارق معقد للغاية، و لولا التقسيم الاستعماري من خلال الحدود لكانوا الأقوى، كما أن السياسة مزقت أوصالهم و جعلتهم أقلية ، بسبب اختلاف الجبهات فيما بينها من مواقف تجاه التعامل مع الحكومة في مالي ، و الذي زاد من فجوة الصراع و عمق معاناتهم، و لم تساعد الروابط الموجود بين الدول المجاورة على تجاوز محنة التوارق، خاصة ما يحدث في ليبيا الآن ، حيث جندت الكثير منهم واستعملتهم كدروع واقية في حربها مع تشاد، و نفس الشيء ما يحدث بين موريتانيا و حكومة مالي، ما أجبر التوارق على تنظيم أنفسهم من جديد وحمل السلاح في وجه حكومات لا تعرف سوى لغة السلاح.

وبالنظر إلى الطوارق اليوم في دولتي مالي والنيجر حسب المحللين، فهم يشتكون من ضعف التمثيل في المؤسسات الحكومية وقوات الجيش في البلدين الذين يسيطر عليهما أفارقة ذوو بشرة داكنة ينحدرون من جنوب منطقة الساحل ، كما أنهم يعانون التهميش والفقر المدقع بعد أن فشلت الحكومات المتعاقبة في تحسين أوضاعهم المعيشية، و يسعى التوارق اليوم إلى تغيير الواقع، و رفع عنهم الظلم، فكان الحل عندهم هو الاندماج في التدريبات العسكرية في البلدان التي هاجروا إليها، و تهريب الأسلحة إلى الصحراء، فكانت هذه المنطقة مرتعا كبيرا للعديد من الحركات الإرهابية، خاصة في ليبيا التي كانت أول وجهة اختاروها، رغم العقوبات المفروضة عليها ، أما المدنيين فلم يجدوا سبيلا للنجاة سوى الهجرة والنزوح إلى الجوار مرة أخرى، وتعتبر مجموعة "باهانغا" قرب الحدود الجزائرية الأنشط المجموعات المسلحة من ثوار الطوارق الماليين، وقد حاولت الجزائر حل النزاع مرة أخرى وجمع الأطراف على أراضيها مجددا ، لكن جهودها فشلت في ظل الوجود الأميركي في المنطقة، حيث تقدم القوات الأميركية الموجودة في الصحراء دعما لوجيستيا للجيش المالي الذي يحاول القضاء على الطوارق، تقول بعض المصادر أن عدد النازحين إلى دول الجوار وصل إلى 200 ألف نازح في مدة قصيرة جدا، منهم 150 ألف لاجئ في الجزائر و ذلك هروبا من القتل من قبل الجيش المالى أو الميليشيا المسلحة.
علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى