عــــارة، جارة الوادي، تُكنّس الشوارع، وتزين الحواري والساحات، حتى تُطل الشمسُ من بين المطر على عناق يساوي أربعين عاما من الانتظار...
عــــــارة اليوم،تلبس عيون زرقاء اليمامة... تريد أن تدقق في الملامح التي غيبها الزمن الطويل لقد ذابت القسمات،وضاعت الملامح... ستخجلين من طلب بطاقة الهوية... لا عليك أيتها المرتبكة... فأنت ترتدين اليوم إحساس الام بإبنها.... أو الاب بابنه،هل رأيتم أو سمعتم عن لقاء النبيّ يعقوب عليه السلام بقرَّة عينه يوسف الصديق؟... كيف وقع الاثنان عن الجمل والحصان وزحفـــا لهفة وعشقا ليلتقيا ويدخل عظام صدر الاخر بالآخر؟
عـــــارة اليوم، تسكت عن الكلام، ستضع أنفها الشامخ على كتفه طويلا، وتشتم عميقا وعميقا رائحة الكبرياء والصبر والظلم من بين عظامه وما تبقى من دقات قلبه...
عارة اليوم تريد أن تنام وهي تغمض عينيها كمعشوقة رحلت إلى عالم الحلم بعد لقاء فارسها الذي غيبه فراق الاسر عقود مهولـــــــــــة...
يا وحينا...ما أطول عذاباتنا ... وما أمرَّ صبرنا... وما أظلم عدونا...وما أشد نكرانا لمن هم لهم حقٌ علينا... فاربعة عشر الف وستماية شمس عن وجهه القمحيّ...وأربع مئة وثمانون بدرا بحث عنه ليلا ليغطي أحلامه فلم يجده... ثمانون صيفا وزَعَّت النسائم فجراً فلم تجده.... ومثلها المطر الذي روى طريق بيته،وطرق نوافذ غرفته، وخرج سيلا ًهادراً يهتف لغيابه في لغة لم يفهما البشر، لكنها أدمعت عين الطير المنكمش برداً، وفلقت قلب الحجر...
مرٌّ صبرُنا،علقمٌ مصائبنا، ضجت بطعمه الخلائق في الارض والسماء،حتى أن سيدنا أيوب وضع يديه على تاجه خوفا من أن يُسبق...
ظالـــــمٌ عدونـــــــا،ظالـــمٌ، متجبــــرٌ، صلــــفٌ،ســــاديٌ، متكبــــرٌ،متعـــــالٍ، قاسٍ... وما كريم ُ إلا شاهد شمس ٍ على كل تلك النعوت...
ما أشد نكراننا لمن لهم حقٌ علينا...في عام 1983 إعتقل، ومنذ لك العام ولغاية اليوم كم عملية تبادل أسرى وإفراجات تمت سواء كانت مع الفلسطينيين أو غيرهم، في نفس العام الذي إعتقل فيه كانت عملية تبادل ستة جنود إسرائيليين أسرى كانوا في قبضة حركة فتح مقابل 4500 اسير فلسطيني ولبناني وعربي كانوا في معسكر انصار في جنوب لبنان و93 اسير في سجون الاحتلال، وكذلك عملية تبادل النورس في العام 1985 الذي قامت بها الجبهة الشعبية / القيادة العامة والتي كانت تأسر ثلاثة جنود إسرائيليين بدلتهم بنحو 1150 اسيرا ومعتقلا فلسطينيا وعربيا معظمهم من الاحكام العالية والمؤبدات،كما جرت عملية تبادل بين الجبهة الديمقراطية ودولة الاحتلال حيث سلمت الديمقراطية جثة الجندي الدرزي سمير أسعد مقابل اعادة قائد منها الى الوطن، وكذلك سلسلة الافراجات التي تمت بعد توقيع أوسلو في زمن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ومن بعده الدفعات الاربع في زمن الرئيس ابو مازن للأسرى قبل اوسلو، حتى التبادل الذي جرى بين حركة حماس واسرائيل، حيث أفرج عن 1019 أسيرا فلسطينيا كثير منهم من أحكام المؤبد مقابل اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط...
كل هذه المحطات، تجاوزت كريم يونس ولم تفلح في كسر قيده.أي نكران هذا وأي جحود ؟ ولم يتوقف الامر عند هذا الحد، فالبرغم من إنتخابه عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح،إلى أن تعبيره عن رأيه وتوضيح رؤيته في كثير من المسائل على الساحة الفلسطينية لم ترق للكثيرين من أصحاب الرأي المغاير، فإنعكس ذلك معاناة أضيفت لأوجاع الاربعين...
عــــارة ... يا جارة الوادي... عاد يوسف... فأكرمي مثواه...وجَمّليْ مَلْقَاه... وإتخذي له متكأً هادئا وادعاً وإحجبي عنه الناس... ولا تدخلي عليه إلا التاريخ والقلم والدواة... ففي جعبته حروف وكلمات لو فاضت منه على صفحات الايام لغطت مرج بن عامر...
ودينا نحن نعود لكريم يونس جديد... لماهر... لنائل... لرائد... لكل من بقوا خلف القضبان ينتظرون...
عــــــارة اليوم،تلبس عيون زرقاء اليمامة... تريد أن تدقق في الملامح التي غيبها الزمن الطويل لقد ذابت القسمات،وضاعت الملامح... ستخجلين من طلب بطاقة الهوية... لا عليك أيتها المرتبكة... فأنت ترتدين اليوم إحساس الام بإبنها.... أو الاب بابنه،هل رأيتم أو سمعتم عن لقاء النبيّ يعقوب عليه السلام بقرَّة عينه يوسف الصديق؟... كيف وقع الاثنان عن الجمل والحصان وزحفـــا لهفة وعشقا ليلتقيا ويدخل عظام صدر الاخر بالآخر؟
عـــــارة اليوم، تسكت عن الكلام، ستضع أنفها الشامخ على كتفه طويلا، وتشتم عميقا وعميقا رائحة الكبرياء والصبر والظلم من بين عظامه وما تبقى من دقات قلبه...
عارة اليوم تريد أن تنام وهي تغمض عينيها كمعشوقة رحلت إلى عالم الحلم بعد لقاء فارسها الذي غيبه فراق الاسر عقود مهولـــــــــــة...
يا وحينا...ما أطول عذاباتنا ... وما أمرَّ صبرنا... وما أظلم عدونا...وما أشد نكرانا لمن هم لهم حقٌ علينا... فاربعة عشر الف وستماية شمس عن وجهه القمحيّ...وأربع مئة وثمانون بدرا بحث عنه ليلا ليغطي أحلامه فلم يجده... ثمانون صيفا وزَعَّت النسائم فجراً فلم تجده.... ومثلها المطر الذي روى طريق بيته،وطرق نوافذ غرفته، وخرج سيلا ًهادراً يهتف لغيابه في لغة لم يفهما البشر، لكنها أدمعت عين الطير المنكمش برداً، وفلقت قلب الحجر...
مرٌّ صبرُنا،علقمٌ مصائبنا، ضجت بطعمه الخلائق في الارض والسماء،حتى أن سيدنا أيوب وضع يديه على تاجه خوفا من أن يُسبق...
ظالـــــمٌ عدونـــــــا،ظالـــمٌ، متجبــــرٌ، صلــــفٌ،ســــاديٌ، متكبــــرٌ،متعـــــالٍ، قاسٍ... وما كريم ُ إلا شاهد شمس ٍ على كل تلك النعوت...
ما أشد نكراننا لمن لهم حقٌ علينا...في عام 1983 إعتقل، ومنذ لك العام ولغاية اليوم كم عملية تبادل أسرى وإفراجات تمت سواء كانت مع الفلسطينيين أو غيرهم، في نفس العام الذي إعتقل فيه كانت عملية تبادل ستة جنود إسرائيليين أسرى كانوا في قبضة حركة فتح مقابل 4500 اسير فلسطيني ولبناني وعربي كانوا في معسكر انصار في جنوب لبنان و93 اسير في سجون الاحتلال، وكذلك عملية تبادل النورس في العام 1985 الذي قامت بها الجبهة الشعبية / القيادة العامة والتي كانت تأسر ثلاثة جنود إسرائيليين بدلتهم بنحو 1150 اسيرا ومعتقلا فلسطينيا وعربيا معظمهم من الاحكام العالية والمؤبدات،كما جرت عملية تبادل بين الجبهة الديمقراطية ودولة الاحتلال حيث سلمت الديمقراطية جثة الجندي الدرزي سمير أسعد مقابل اعادة قائد منها الى الوطن، وكذلك سلسلة الافراجات التي تمت بعد توقيع أوسلو في زمن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ومن بعده الدفعات الاربع في زمن الرئيس ابو مازن للأسرى قبل اوسلو، حتى التبادل الذي جرى بين حركة حماس واسرائيل، حيث أفرج عن 1019 أسيرا فلسطينيا كثير منهم من أحكام المؤبد مقابل اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط...
كل هذه المحطات، تجاوزت كريم يونس ولم تفلح في كسر قيده.أي نكران هذا وأي جحود ؟ ولم يتوقف الامر عند هذا الحد، فالبرغم من إنتخابه عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح،إلى أن تعبيره عن رأيه وتوضيح رؤيته في كثير من المسائل على الساحة الفلسطينية لم ترق للكثيرين من أصحاب الرأي المغاير، فإنعكس ذلك معاناة أضيفت لأوجاع الاربعين...
عــــارة ... يا جارة الوادي... عاد يوسف... فأكرمي مثواه...وجَمّليْ مَلْقَاه... وإتخذي له متكأً هادئا وادعاً وإحجبي عنه الناس... ولا تدخلي عليه إلا التاريخ والقلم والدواة... ففي جعبته حروف وكلمات لو فاضت منه على صفحات الايام لغطت مرج بن عامر...
ودينا نحن نعود لكريم يونس جديد... لماهر... لنائل... لرائد... لكل من بقوا خلف القضبان ينتظرون...