حسين الرشيدي - سفر

نشبه بعضنا ونتكئ على الأخوة ونربي هذا الهدوء للأمهات، عثرت علي أمي في منتصف الليل قانطًا وابنًا لا يقول لا، وربما تمنت لو أن لديها نسخ كربونية مني لتستبدل بها أولادها كلهم، صقلت وجهي كثيرًا من أجل أمي، وأعرف كيف كانت العاطفة تورطك في ذات الشيء مع أمك، ما هي هموم المراهقة ؟ ألا يكون لنا نفس أوزار الآباء، حتى سقطاتنا نريدها مبتدعة وجديدة وأي خطأ اقترفه أبي وأبيك سنقوم بالشطب عليه، أبكيك وأقدس لحظات طفولتنا وأسمح لطيش الذاكرة أن يسافر معك، تعلمت منك كيف يُسفك الحزن، وكيف أقدم للجراح دهاء المنتصر، أبكيك وأسخر من تعجرف الماضي علينا واتغالظ على رأيك السياسي وارتعاد يدك ، ولكنك تسامحني، نواياك ليست مثل يدك إنها كاظمة للغيظ وقلبك حليم إن قرر الوشاية بي، أناب، قلت لك بعد الخامسة والعشرين لابد لنا الفرار من هذا السياج، سيكون لنا وراء الأشرعة اتباع أقل، وبراءة من السهر، السهر فخ ونحن وقعنا به، ليس هناك حرية مطلقة ولا تطرف صارم أتذكر ؟ اتفقنا على ذلك ونحن بين نيران إثبات النفس وشظايا الاسم، الحرية أن تقصم أغلال الظروف، لا تسأل لماذا تدحرج الليل علينا ؟ السهر صبغة تصوّر الأعضاء، الوجود تشخيص يحتاج للمشورة، أنا لست طبيبك، لست فارس مصابك، إخلاصي لا يتجاوز الضرورات، أنا لست ينابيعك، ولقد قسمتنا جهات السفر الأربعة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى