حسين الرشيدي

هناك ذرائع كثيرة للأخوة، أو على الأقل من باب التودد أنا وأنت من عنفوان الطفولة تحت سقف واحد، بيني وبينك مخادنة التسامر، أو صراحةً لئلا تتحامل الأيام خمسة أعوام وقارة وبحر مأهول قديمًا بالخردة والجثث، لاتخف حتى هذا البحر تغير الآن : إنه صاخب وشاهدته يحتضر عندما تعفّر امرأة جسدها به، إذًا سقف واحد...
تمنيت ألا يحول بيننا الجرح، قلبي جرح ويدي امتداد له، والفراق بيني وبين الأشياء الجراح، إذا انتفى عن مصائري الجرح، ما أنا فاعل؟ الكتابة؟ يحيى يفعل ذلك أفضل مني، أما أنا لقد سبقته خطوة في الدموع. ولهوت قليلًا، عبثت مع السهر، وعرفت أن هناك مقاه ومخيلة تحضنني، وسمعت إلى أخوتي قليلًا لئلا يتقاسمهم...
هناك مهابة في تأمل الصحراء، لا أستطيع تحليل الأمر ولكنني استمتع بالشتاء بعيدًا عن ضوضاء الكونكريت، "الصحراء والقميص" لوكنت مُخرجًا سيكون ذلك أول عمل لي، الدم والصهيل اسم رواية اختلقتها وأنا متضور أن تمس شرارة الحطب يدي، أضحك من التصور الغربي أن الصحراء لغم، ربما هي في صراعنا معهم كذلك، لكن نفس...
١-رأيتك عرضةً للماضي تاركةً جسدي للحنين أزهقني المساء لأؤجل نعاسي للغد الأصحاب أُسقط بهم الوسواس زلزال والثقة تهتز مثلك أتضور لدرء الحال وضيافة الأخوة الغفلة طاردتني الغربة اعترفت لي بالوداد نلت نصيبي من إخلاف الوعد كي أجسد حواس التعود كلانا يفتقد للمشورة ونضارة الأهل تعممت...
١- لا ترجح الكفة يا صاحب ليس في كل رواية الشر يهيمن، المساء أنهار وجبال، نحن نحقن هذا النهر في عروقنا ونقدس عواء الجبال، الحرية عواء ونقيضها تغيير الموجة، هذه المدينة حافظت على حشرجة صوتها، صحيح أنه دميم ولكنه نال التثنية منّا، لا أعرف شيئًا أهم من أن يستبسل المرء لأجل صوته وقلبه، الصوت عليه...
١- العائدون بأوسمة وروائح المسكنات، محبتهم كانت في الحجرة الرابعة للقلب، تبادلوا الشائعات والسجائر، العاصمة وثبة، والقلب غشاء يحول بينهما. وأيّما امرأة تستطيع ثقبهما، ذلك نذير خطر أو ميثاق عمر. ٢- تحمي قلبك لسنوات من نفس الكلمات، ثم تستوعب أنه لا حصانة من الكلمة، الكل سواسية أمام القول، ولا...
نشبه بعضنا ونتكئ على الأخوة ونربي هذا الهدوء للأمهات، عثرت علي أمي في منتصف الليل قانطًا وابنًا لا يقول لا، وربما تمنت لو أن لديها نسخ كربونية مني لتستبدل بها أولادها كلهم، صقلت وجهي كثيرًا من أجل أمي، وأعرف كيف كانت العاطفة تورطك في ذات الشيء مع أمك، ما هي هموم المراهقة ؟ ألا يكون لنا نفس أوزار...
وأنت تقرأ أمجد ناصر ، لا يمكنك الانحياز إلا إلى فلسطين، تساقط القمصان، وأصالة البداوة، هذه الرحلة التي ابتدت "بمديح لمقهى آخر"،و تفرّدت بخفتها عند "رعاة العزلة" ، فأسهبت في النشوة بين "مرتقى الأنفاس"، ثم تعالت نبرتها في ملاحم غرناطة" أبو عبد الله الصغير" واختتمت كل هذا "بمملكة آدم"، كأن أمجد هو...
١- لم تهدرنا هذه المدينة بل قالت سأتركهم للنعاس، لولا النعاس لأصبحت المنازل حصن تغادره بانتهاء المعركة، الحياة ليست ملحمة واحدة بل سلسلة، والمنازل ليست قيد بل متسع، ولذلك غامرت وتخلّيت، لدي مكان للنوم، ماذا سأقترف بعد ؟ ٢- الليل ليس بحاجة أحد، إنه لا يترافع، ولا يتسامر حول بني الأحمر، هو مثل سر...
لم اتخيل أن حياتي ستهدر بين عاصمتين، الآن أنوء بنفسي في مدينة ساحلية حيث يتهافت الجميع على البن والسخرية، لقد ساعدتني هذه المدينة على الضحك، وتضميد جراح العاصمتين. أختي الصغيرة أحبت الغناء وأحبتني، صوتي ليس مقطوعة وحباله ليست ممشى للنجاة، أصلي ألا تكون نجاتك متعلقة بأحد، وأن يغنيك الليل عن...
لا تنفد الذرائع ولكنها تمنحنا وقت أكثر، لنأخذ التقاطة ليومنا، العين هي من تعاتب وتتعب، أما الأيام في كساد، القوام هو من يتقهقر أما السقف يعقد تحته الرجال بيعتهم، الأخوّة هي من تتصدع أما المنازل فضفاضة ولا تقع في شبهة التعود، اعتدت منزلنا الجديد كما لو أنني سفير من منزلنا القديم لأُكمل مهامي به،...
١- ترآى لي الحب وهمّت نفسي بالمآب أنا والأخوة الذين ابتاعوا أحلك الاكتئاب صاح أحدنا : الموت على نقطة الصفر من الاشتباك ما بال هذه الأم تُرغم الشفاء ؟ وتتآخى للضياء الشال : آية الرياح والأضلع تصيّرت للعناق الصوت شدو للمنام اليد عاكفة على كل الجبهات لدينا أنتِ و صيت ذائع في أم الكتاب ولقد كافأتنا...
١- مسنودًا على الوقت أو أخوتي من تمتمة الأسحار بين هيمان الرائحة متبعًا أميرًا واحدًا بحشد من المدائح واستطاعة الحب جاء اسمي تنويهًا على الشعر وأوجست في نفسي قليلًا أعيدوني أريد أن أعتنق المنزل أريد أن أعتنقك. ٢- لم نتورّع عن المزاح ولم نتوارث شراسة الجد بعد انتحرنا في الشعر فأذهلتنا نبوءة...
١- تُراك ابتعدتي شفقةً على الاكتراث موهنةً للحيرة مثل عبقٍ قديم تؤبنك الرياح اسمك له رونق الانتشاء نرجسيتك نرجسك أساورك أقحوان أعيادك فلذة أحزانك صيت خلخالك رعشة جفنك أهلّتك شالك طلائع وجهك عرفتي العطف كنايةً عنّا أخذتي نضارة الحناء وشايةً بنا شققتي عن حزنك توبيخًا لنا لئلا يخيل إلينا أنها...
مُتعب، لست متأكدًا إذا كنت قادرًا على قطع وعود للمنزل، الشعر، الأخرين، فقط أسلّم ذخائري لسياق الحياة و مجرياتها، على حد علمي ليس لدي مشاكل مع يانصيب الحظوظ، متعب لأن هذه المدينة أطاحت بي أما الأماكن فقد خلعتني من كل شيء إلا تابعية الحنين لها، لست متأكدًا سوى أنني أزاحم الوقت على السهر، أملك قطة...

هذا الملف

نصوص
15
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى