حسين الرشيدي - وداعًا أمجد

وأنت تقرأ أمجد ناصر ، لا يمكنك الانحياز إلا إلى فلسطين، تساقط القمصان، وأصالة البداوة، هذه الرحلة التي ابتدت "بمديح لمقهى آخر"،و تفرّدت بخفتها عند "رعاة العزلة" ، فأسهبت في النشوة بين "مرتقى الأنفاس"، ثم تعالت نبرتها في ملاحم غرناطة" أبو عبد الله الصغير" واختتمت كل هذا "بمملكة آدم"، كأن أمجد هو الأمير الذي تهتف له القصيدة بسدَّة حكم أخرى، ساطيًا في مدرسة الشعر ونصرة الضعفاء، لا حاجة له في الضغائن و ليس له أعداء شخصيون كما رثى نفسه، للأسف أن الورم كان له رأي مغاير معك يا أمجد، ليت هناك طلقة تتكفل بالأورام وتبقيك هنا بيننا، قليل من هو مثل أمجد مستعد لوضع قصائده على المحك من أجل المبادئ، و جميل هذا البدوي في الإحسان للموروث والتمسك بالخيمة، كما أنه ليس بمعزل عن حوجة العيش وجوائح وطنه، لا شك أن المقاعد شاغرة من بعدك يا أمجد، وعمّان التي رشحتها لسباق الوضاءة بين المدن تفتقدك، كما هو الحال كذلك في بيروت ولندن، لن يتعاقب عليك النسيان، على الأقل عندي أنا تحديدًا، يا أمجد بثيابك المدشنة للغربة ،لو أنك بقيت هنا لما استساغ شيء الدموع، وداعًا.



على هونك أيتها البلاد

على رُسل الكلمة

لم يفرغ الرجل بعد من غزواته

كأن الفزع محتوم عليه

وليس المرة الأولى التي يُشاغل بها العواصم

ويد الموت فوق يديه

على هونك

لا إكراه في الكلمات

لكن هذا البدوي كان في طليعة القصائد

وتصطف حوله أحشاد من الأحزان

من يعرف كم أولج الرعاة في القمصان ؟

وكم من مرة غررت بهم الشامة ؟

ما صخب

وطاب من الهيل والضحكة

ليس سردًا خيالي

أو من وحي الاشتباه

أو نجمةً رقيبةً على الخيمة

على هونك هذا الصاحب يرتجف

واختزل الزوجة بين أضلعه

على هونك أيتها الصحراء ؛

ليس أنا، ولا أنتِ من كان في جبهات البأس

بل أمجد.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى