مغالطة للبرد

١- لا ترجح الكفة يا صاحب ليس في كل رواية الشر يهيمن، المساء أنهار وجبال، نحن نحقن هذا النهر في عروقنا ونقدس عواء الجبال، الحرية عواء ونقيضها تغيير الموجة، هذه المدينة حافظت على حشرجة صوتها، صحيح أنه دميم ولكنه نال التثنية منّا، لا أعرف شيئًا أهم من أن يستبسل المرء لأجل صوته وقلبه، الصوت عليه اغواء المحبة، القلب رهين الأنبياء ، لقد كنا هوساء بشعراء وفرسان أكثر درايةً بالمساء منّا، مات الفرسان، تقهقر الشعراء، إنثنى الظهر، أتى اللين في المركز الأول راميًا سراجه بحفاوة، لذلك استسلم الكل : النهر والعواء والأخوة، الاستسلام أن تمد عنقك الأعتذار وكزةٌ عليه، الكبرياء تغرير كبير، ونحن مجرد ثمن للحقائق.


٢- أحاوط هذا الدفء وأعرف أن الدنيا إذا استهلّت خباياها ستهزمني، ولذلك أحفظ بعض القصائد، وذكرى الأصحاب المزمنة، اضمّد نتوءات الجسد، بالنسبة لي الجرح مثل النوافذ، يجب إغلاقها عندما يخمد النهار، لأنك لن تعرف كم ستكون الملهيات جارفة، ولن تخمن أي غزارة ستشيعك.



٣- النصوص لا تبدأ بما أحببت، ولا بما يوافق الوقائع، لها غموض ونغزة في القلب، تقليد الشعراء لا يجدي، أما الاقتباسات مجرد علاج إشعاعي لضمور الكلام، لا أريد أن أكون صاغرًا، عندما تنفجر حبالي الصوتية.



٤- هب أننا حظينا بأهواء مدينة مثل فاس، أو سيرة كاملة في شوارع إشبيلية، وكان لنا من الصيت ما تُزلزل به الأفئدة، ومن الوجاهة ما تلين له الأيمان، لقد دخلنا الليل سارقين، طلّابين للهوى، القسوة متمركزة بين الترقوة والفاه، نعاسنا يلمح التوبة، ودموعنا غارقة في التبريرات، لم نعد في مقدمة المجالس، ولا حتى تعقيب الانتصارات، كل التأويلات غنيةٌ عن الاستشهاد بنا، لماذا تم توطين هذا النسيان في الخاطر؟

٥- اليد التي تغالط البرد لأجلك، الساعة التي لا تحين، الوجه المستتر بمآسيه العربية، الرائحة المحشورة في أطراف القميص، الموت المعطاء،الدموع التي منعت أمي من النبوءة، انبهاري أن أخواتي تشفّين من الليل، بينما أنا استأذنته السماح لي بالهذيان جوارهن.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى