حسين الرشيدي - جرحك صويحب

١- لم تهدرنا هذه المدينة بل قالت سأتركهم للنعاس، لولا النعاس لأصبحت المنازل حصن تغادره بانتهاء المعركة، الحياة ليست ملحمة واحدة بل سلسلة، والمنازل ليست قيد بل متسع، ولذلك غامرت وتخلّيت، لدي مكان للنوم، ماذا سأقترف بعد ؟

٢- الليل ليس بحاجة أحد، إنه لا يترافع، ولا يتسامر حول بني الأحمر، هو مثل سر أو هوّة نجتمع عليها، الليل ليس له دموع أو ولع مبهم، والمنزل كذلك، ولذلك تجد القلب لا يكتسب عداوتهما، حفظت تشريح هذا القلب وعرفت أن مقتله بينهما، ليت كل الأشياء التي أحفظها تجلب نعاسي ،هذا القلب يقظ وسافر

٣- ونحن نتقلد السهر نسينا صداقات وأخطاء وآباء عليهم غبار الأدراج، قلت لك إذا وصل بنا الحال إلى الأربعين هكذا، بذات المنزلة والقوام لا ضير، وهذا هو عداد الحياة لا يتوقف، ولا تتورع أنفاسنا عن التجارب، قد ننام في مدينة ليس لنا بها مرسى ونضع تعقيب على الرأي السياسي، ولا شيء يكمم أفواهنا، نربي القطط ونتبنى قضايا تضع ضمائرنا على المحك، ونسخر، كأن كل مشورة لنا، وكأن الذي أشهر جسارته قبل ألف عام أرث لنا، الفقد أخرجنا سهارى، وأنت فعلت بي ذات الشيء، أخرجتني من منزلي، كان الأمر معك يستحق ، الصداقةترحال، أما النسيان مستقر، في يومٍ ما سنعرج له.

٤- فكرنا مليّاً وتنبهنا ماذا يمكن أن يحدث ؟ وأي شخص أي نزوة ستغامر بنا ؟ ولكننا نجونا من روائح الطوارئ، من أمسيات العائلة، الليل واقعة ونحن نهتف له بحماسة، من قال أن الرجال يفقهون بكل مدخل ؟ وأنه ليس هناك وعود تطيح بهم ؟

٥ - وعندما تنزع القداسة عن المنازل وعندما تحول بينها وبينك، تعي أن الليل نزهة،وأن ثمة أهلّة لا تعرفها، وأن الآراء تطوّق عنق صاحبها، لاتبايع الكلام، أفعله فقط، وسترى الليل منارة، وجرحك صويحب، وتقول لقد عشت نصف محطم، ونصف كالباسل، من قال أن الرجال لايتشظون؟ وأن الصروف لا تتقاسمهم؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى