ثقب في القلب

١-
العائدون بأوسمة وروائح المسكنات، محبتهم كانت في الحجرة الرابعة للقلب، تبادلوا الشائعات والسجائر، العاصمة وثبة، والقلب غشاء يحول بينهما. وأيّما امرأة تستطيع ثقبهما، ذلك نذير خطر أو ميثاق عمر.

٢-
تحمي قلبك لسنوات من نفس الكلمات، ثم تستوعب أنه لا حصانة من الكلمة، الكل سواسية أمام القول، ولا فرق إن كنت صاغرًا أو بطلًا على حواسك، الجرح كلمة والتأويل تابع، وأنت أسير صمتك.

٣-
مدينة تقاسم الهوايات، السهر والولع ولمعان الصداقة في شارع الجامعة، البكاء خلسة كذلك، لا العواء كلمة مناسبة أكثر، هذه المدينةاستهلكت ذكرياتنا بما يكفي، وسخرتنا للتعود.

٤-
تذكر أنه لم يرتبك لنا جبل ولم تأتِ المسرات مصادفة، بل أننا ضحكنا جهارًا على مرأى الليل، وجراحنا مستريحة في الجوار، تكبر ،تلتهب، تتعرض للذكريات، وأن يدي لا زالت تحرسك منها، وأن أضلعك
كانت بمثابة سياج لها، علّ الجراح تضمر، والأيام تهاب.

٥-
عندما غادرت منزلنا، بكيت، العالم سفك كبير، وأنت يقظة، مرهفة الحواس، يدك عليمة بالندوب والبرد، اقتربي بيديك، لن أكون امتداد غربتك، لدي ثأر ووطن يحاز معهما.

٦-
أردت أن أفعل كل شيء معك للمرة الأخيرة، أن نقرأ للمرة للأخيرة أن نتطوح ونضحك ونكترث للمرة الأخيرة، وأن تصبح يدي عونك الأخير ،وأن نقتل الندوب للمرة الأخيرة، أنتِ نهايتي وأنا أتيت للمطالبة بها.
لست أهلًا لما سلف ولست رسولًا للبدايات، إنني رجل يثأر قلبه للنهايات، أحفظ سقوط غرناطة، أفهم رحيل فلسطين، ولا أعوان لي، واحدًا ،لكنه لم يترك مصيره إلى الليل، وتلك هي المحبة إغلاق للصفحات، أو تخليد للخواتيم، الآن يتذكرني السهر بفضلك.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى