حسين عبروس - "سعيد بن زرقة"...والكتابة الساخرة

هذه وقفة فنية أردت تسجيلها في حضرة الكتابة الساخرة التي نراها نجما آفلا في عالم الكتابة المعاصرة في وطننا العربي ، فالكتابة الساخرة .هي وليدة اللحظة التي تختلج في نفسية الكاتب والإعلامي ، وهي الكتابة التي تنبع من براكين الغضب ضد الانظمة المستبدة ، وضد الحاكم المتواطئ مع الفاسدين في الداخل ، أو مع الأنظمة المعادية للوطن.
ولقد عرفت تجارب الكتابة الساخرة طريقها عبر العديد من الكتاب الوطن العربي وكتاباتهم
-كراسي – يوسف معاطي ، كرسي في الكلوب: عجايب – يوسف عوف، وأخبار سارة هجرس ومذكرات نورا المذعورة – إسعاد يونس، فانتازيا فرعونية – محمد عفيفي، وأول مكرر – هيثم دبور،وداعا للطواجن – محمود السعدني، وألبومات عمر طاهر الساخرة – عمر طاهر، وضحك مجروح – بلال فضل، و مصر على كف عفريت – جلال عامر، وكلام فارغ – أحمد رجب وغيرها من الاعمال الساخرة التي امتعت القارئ والمشاهد العربي.
-وهذا الكاتب الجزائري سعيد بن زرقة يخوض تجربة الكتابة الساخرة في عدة عناوين، ويحاول أن يقف في محطة الممثل الساخر "بوبقرة" ليكشف عن مواجع ومعاناة ساكن الريف، وتجربة المدينة «بوبقرة، الميلاد بعد الرحيل» الصادر عن المؤسسة الوطنية للاتصال النشر والإشهار. ويؤكّد بن زرقة أنّ فكرة الكتاب جاءت بعد سلسلة من المقالات التي نشرها في عدة جرائد يومية، وعددها 25 موضوعا عن حياة الفقيد، واجتهد في جمع شهادات مهمة مثل ترجمة شهادة رويشد ورابح بيطاط وبوعلام بسايح، واستعان أكثر بالأرشيف والصور التي تحتفظ به العائلة، ويتعمق الكاتب سعيد بن زرقة في الحديث وعن شخصية «حسن بن شيخ» (وهو اسم حسن الحسني الحقيقي)، أشار بن زرقة إلى أنّها شخصية متداخلة العناوين فهو ثوري ومسرحي وسينمائي وسوسيولوجي وسيميولوجي من خلال لباسه التقليدي ولساني، حيث لم يستغن عن لهجته البدوية ، ولكن ما يحزّ في نفس الكاتب هو غياب تلك الاعمال المسرحية الساخرة في الفن المسرحي، وغياب تلك النصوص الساخرة التي تنقد واقعنا السياسي، والإجتماعي ، وترسم البسمة الساخرة على الوجوه .
لقد كان الفنان " بوبقرة أو حسن الحسني من أكبر الشخصيات الفنية التي أسعدت المستمع والمشاهد الجزائري في عقود ماضية، وهو من مواليد 21 أفريل 1916 بمنطقة بوغار بولاية المدية، هذه الشخصية التي يعود الفصل لها في لفت انتباه الكاتب سعيد بن زرقة،وهو يراها
السخرية النابضة والنابعة من قلب الريف الجزائري.، فالصديق سعيد بن زرقة ظاهرة فنية تتحرك في كل مكان، هو إذا حدث أطرب ففي طريقة سرده للحادثة العادية يصنع لها منافذ للسخرية الضاحكة ، بروح الدعابة، وهو الرجل الطيب القلب، والمثقف الموسوعي ، وخاصة إذا تعلّق الأمر بفن الركح، وبتفاصيله..ولذا فهو حبيب الجميع، وخاصة من هم أقرب إليه مجلسا من طلبته في الجامعة ومن الأصدقاء أيضا، فسافر مع سعيد بن زرقة فلن تندم أبدا.. تحيتي لك صديقي سعيد..


.
Peut être une image de 2 personnes, personnes debout et intérieur

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى