عصري فياض - هل ما جرى في الجزائر سيتكرر في مصر؟؟

الجزائر التي حررت أرضها من الاستعمار الفرنسي الغاشم بالدم،ودفعت ثمن الحرية دما غزيرا تجاوز المليون ونصف شهيد،تسلم الحكم فيها " وطنيون" من 32 حزبا وحركة مقاومة وسياسية،لكنهم وبعد توالي الحكومات الوطنية واستشراء الفساد،خرج الشعب الجزائري الذي تملك بلاده ثلاث ثروات كبيرة وهي الغاز والمعادن والبترول والعنب،خرج بوضع اقتصادي سيء جدا،افرز ثلة من اصحاب الملايين ومئات الملايين والناهبين قدر عددهم بسبعة الالف ملياردير ومليونير او "مالتي" مليونير بينما غالبية الشعب يعاني الفقر والعوز قياسا مع مقدرات الدولة،حتى ان الحكومة كانت تريد رهن آبار حاسي مسعود الموجودة في جنوب البلاد لفرنسا مقابل أن تقوم فرنسا بسداد ديون الجزائر التي بلغت 28 مليار دولار حينها،يعني ما حرره الشعب بالدم يراد له ان يعاد الاستعمار مرة ثانية عبر بوابة الفساد،فثار الشعب الجزائري في بداية التسعينيات واضطر الحكم ان يتجه للانتخابات ففاز الاسلاميون في الجولة الاولى لكن قيادة العكسر الجزائري والمتطرفون الاسلاميون من جماعة" التوحيد والجهاد " وجماعة " عنتر الزوابري" هدموا الانجاز كل بوسيلته
اليوم مصر تسير في نفس الاتجاه،السيسي وبعد عشر سنوات من الحكم ،توجهه لتحويل مقدرات مصر من الانتاج والصناعة بالدرجة الاولى،ذهب لبناء المدن " القاهرة الجديدة " والتي كلفت 59 مليار دولار والشوراع والطرق والكباري، ومشاريع بناء الريف والبلدات ومراكز الايارف والقرى،وخلق الصناديق المنفصلة عن ميزانية الدولة والتي تقدر بسبعة الاف صندوق بالإضافة لبناءه القصور وشراء طيارة خاصة له بقيمة 300 مليون دولار وقيل نصف مليار دولار
السيسي استلم الحكم في العام 2013 ومصر مديونة ب 20 مليار اليوم ديون مصر 160 مليار... كل شيء في مصر تراجع ... قيمة الجنيه كانت في زمن مرسي 6 جنيهات اليوم قاربت الثلاثين جنيها والجنيه مهدد بان يتجاوز الاربعين جنيها... وهذا يعني ان القيمة الشرائية للجنيه انخفضت الى 75% من قيمتها ،فراتب الموظف الذي كان يتقاضى عشرة الاف جنيه الان قيمة الراتب لا تتجاوز 2500 جنيه في الوقت الذي بلغ كليو اللحمة 220 جنيه !!!
السيسي يعتمد في الموازنة العامة على الضرائب التي تشكل 75% من عوائد الموازنات،وهذه الموازنة مهدد في ظل صعوبة الوضع الاقتصادي،حتى قناة السويس التي بلغت العام الفائت 2022 ايراداتها 8 مليارات دولار سن قانون بأن تكون هذه الايرادات ضمن صندوق خاص،بعد ان كانت هيئة قناة السويس تخصم منصرفاتها وتطويرها وتقدم الباقي لصندوق الموازنة، ومصر التي استدانت مؤخرا 3 مليار دولار على شكل اربع دفعات من صندوق النقد الدولي ملزمة دفع ديون خارجية بقيمة 50 مليار دولار، وكذلك محتاجة لـ8 مليار دولار للافراج عن البضائع المكدسة في الموانيء بتدخل السوق المصري
مصر امام تلك الديون وأمام الوضع الاقتصادي الذي ينذر بالانفجار تحتاج لعشرات المليارات من الدولارات لكبح جماح ارتفاع الدولار وتوقف نزيف الاسعار واسناد الاقتصاد،فذهبت لبيع اصول كثير من المقدرات المصرية ،فمثلا تحاول الان بيع اصول قناة السويس للحصول على مبلغ 50 او 60 مليار دولار لإسناد اقتصادها... وبيع اصول شركة مصر للحفر والتنقيب التي تضم 99 حفارا عن البترول والغاز وهي من اعلى الشركات التي تدر على الاقتصاد المصري الكثير....كذلك الامارات اشترت اصول موقع اثار القعلة (قلعة محمد علي) في القاهرة ،فالمواطن الذي كان يخرج للقلعة مع اولادة ويدفع 5 حنيه على كل فرد الان مطلوب منه ان يدفع 60 جنيها عن كل فرد.... حتى الثورة الحيوانية في مصر الان لا تتجاوز 4 مليون من رؤوس الماشية بعد ان كانت في العام 2010 أحدى عشر مليون رأس
ان رهن أصول قناة السويس المنتظر كارثة اقتصادية ووطنية..هذه القناة التي أممها عبد الناصر بالدم قبل العدوان الثلاثي وأثناء حربي حزيران واكتوبر الان السيسي بفساد حكمة يريد ان يرهنها للاجنبي ولا تعرف من هو الاجنبي هل هو امريكي ام بريطاني او حتى إسرائيلي
كما ان حكومة مصر اقرت قانون احقية الاستثمار في مصر وامتلاك الارض والعقارات ما دام سيدفع بالدولار،ناهيك عن عدم حسم مصر لملف سد النهضة الذي يضرب شريان مصر الزراعي والمائي وهو نهر النيل بتقليل كمية المياه،وتقليص مساحة المشاريع الزراعية
الحالة بين الجزائر بداية التسعينيات ومصر الان متشابهة،لكن كيمياء الثورة لدى الجزائريين هل ستكون عند المصريين ايضا ، هذا ما ستبينه الاسابيع والاشهر القادمة؟؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى