علجية عيش - الحوار وعلاقتنا مع الآخر

الحوار يقتضي العقلانية

من شروط الحوار وجود عقل متفتح، له قابلية للنقاش مع الآخر دون تعضب للفكر أو للراي أو للدين، بمعنى نستقبل كل قادم ( الآخر) بانفتاح، فندرسه و نمحصه، فلا ننبهر به حتى الذوبان و لا نستسلم له فنفقد هويتنا أو نفقد قيمتنا و خصوصياتنا، كما لا ينبغي ان نقاطعه و نمنعه من الكلام، أو نصدر عليه احكاما مسبقة دون أن نستمع لما يقول، هناك من يحتكر الكلام لنفسه ، فلا يفسح المجال للآخر للكلام أو إبداء رايه ، لأنه متسلط الفكر، و يرفض اي فكرة تخالف منهجه في أي مجال من مجالات الحياة، و أمام هذا التسلط يبقى أدب الحوار و أدب الإختلاف ناقص مبتور من كل المعاني و القيم.

الحوار البَنَّاء يقتضى وجود عقل منفتح قابل للأخذ و العطاء ، ليس مع اهل العلم و القلم فقط أو بين الحاكم و محيطه، بل حتى مع من سمّوهم بـ: "ارباب السيف"، في كل هذا و ذاك هناك من يريد إسكات و قمع صوت الرأي الآخر، الحديث عن المتعصبين الذين إن خالفتهم انقلبوا ضدك و الصقوا بك تهما باطلة و قد يصدرون فتاوي لتظهر أمام الناس بأنك فاسد ، مستهتر و مواطن غير صالح، في الوقت الذي يخفي هو عيوبه و سلوكاته التي لا ترقى إلى مستوى الإنسانية ، فكثير من يغرك شكله و لكن باطنه يعكس ما نراه.

عندما يبلغ المرء سنًّا معينة ( تجاوز الأربعين الخمسين مثلا ) لا شك أنه مرت عليه تجارب كثيرة و تعلم دروسا ممّن يكبرونه سنا، و قد تكون قد مرت عليه مشاكل و ظروف قاسية تجعله حذر ،متحفظ، ، ينظر إلى الآخر بنظرة الريبة، لأننا نعيش في محيط مليئ بالتناقضات، و هذا بسبب الأفكار السوداء ، الأفكار السلبية ، و قد تجده يتعامل معك بأسلوب قمعي، فعلي سبيل المثال هناك من يرى عبارة "التجربة" بمفهوم سلبي، فيظن أن التجربة هي علاقة بين رجل و امرأة ، في حين الحياة مليئة بالتجارب في كل المجالات ( الدراسة، العمل، النضال في الحزب و...و...و..الخ ، طبعا الأمثلة كثيرة و متعددة، إن هؤلاء بالنسبة لي ضيقي النظر، بل أفقهم ضيق، و هذه الفئة يصعب معها الحوار ، أو الإتفاق معها على فكرة أو مشروع، لأنها تصر على تعصبها و دكتاتوريتها ، و لأنها ترى الناس دكتاتوريين.، و لذا تجدنا في حياتنا اليومية نبحث عمّن يفهمنا و يبادلنا الاحترام، يعترف بوجودنا، يستمع إلى ما نقوله دون أن يقاطعنا، ينظر إلى الآخر بعين إنسانية

من هنا تكون المصالحة مع الذات ، مع الطبيعة، مع المجتمع و مع السلطة، أن ننظر إلى الآخر بعين الاحترام ، بمعنى أن لا نشك فيه ، هو مصالحة، و هذه المصالحة تجعلنا نتبنى سلوكات حضارية، فلا نشك فيه و لا نسيئ إليه أو نسيئ فهمه ، حتى لو خالنا فكرتنا، هذه السلوكات الحضارية تجعلنا نتصالح عمليا مع نظام الكون، فلا يكون للكراهية وجود و لا بغضاء و لا عداوة ، لا نعيش لذواتنا فقط بل نعيش للآخر و هذه قمة التضحيات

نحن من هذا الفضاء ننادي بالحب و المحبة لأن الله يحب ان يتعايش عباده في جو يسوده الحب و الوئام ، هذا هو الحب الذي نريده و هذا هو الحب الذي نقصده ، و ليس الحب الذي يفهمه البعض و هو علاقة تربط بين رجل و امرأة، إن قلنا هذه العلاقة تكون متينة عندما تبنى على التفاهم و تبادل الأفكار من أجل بناء وطننا بعيدا عن ألأحقاد و الممارسات الإرهابية،الحب أنواع: هناك حب الأب لأهله و أسرته و أبنائه و حب الأخ الأكبر لإخوته، حب المسلم (المؤمن) لأخيه المسلم، هناك الحب في الله ، الحب في الإنسانية، الحب الذي يجمع بين الأصدقاء الأوفياء للصداقة ، حب الخير ، حب الناس ، حب الوطن، فلماذا نحصر الحب في العلاقة بين الرجل و المرأة فقط؟ أما العلاقات الزوجية فشيء آخر و لا يحق لأيّ كان أن يتدخل في الخصوصيات، قد يفهم البعض كلامي خطأ و لكن الحقيقة وجب ان تقال و بلغة الصراحة
-----------------------------
شكرا لكل من يقرأ منشوري هذا و بدون خلفيات

علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى