سعيد الشحات - الانتربول يخطر 97 دولة بالقبض على الجنرال محمد أوفقير وزير داخلية المغرب بطلب من فرنسا لاتهامه في اختطاف وقتل "المهدي بن بركة

ذات يوم.. 21 يناير 1966..
الانتربول يخطر 97 دولة بالقبض على الجنرال محمد أوفقير وزير داخلية المغرب بطلب من فرنسا لاتهامه في اختطاف وقتل "المهدي بن بركة"

1
تلقت السلطات المسؤولة فى 97 دولة أمرًا من البوليس الدولى فى 21 يناير، مثل هذا اليوم، 1966 بالقبض على الجنرال محمد أوفقير وزير داخلية المغرب الذى قاد انقلابا فيما بعد ضد الملك الحسن الثانى، وأعدم فيه يوم 16 أغسطس 1972.
كان أمر البوليس الدولى بناء على طلب من السلطات الفرنسية، حسبما تذكر الأهرام لاتهام «أوفقير» فى حادث اختطاف ومقتل المهدى بن بركة الزعيم المغربى المعارض، وفقًا للأهرام فى عددها 22 يناير 1966، ووقعت عملية الاختطاف ثم القتل يوم 29 أكتوبر 1966 فى باريس، وهزت الأوساط السياسية، ودوائر الرأى العام العالمية وقتئذ، فلم يكن «بن بركة» زعيما مغربيا ومن أبرز قيادات المقاومة ضد الاحتلال الفرنسى لاستقلال بلاده، وإنما كان مناضلا عالميا فى حركة «عدم الانحياز» و«منظمة الوحدة الأفريقية».
2
يذكر الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل فى مقاله «الحسن الثانى قرأ ماكيافيللى أميرا وطبق آراؤه ملكا، بمجلة وجهات نظر، نوفمبر 1999، أن الرئيس الفرنسى «ديجول» وجد أن اختطاف المهدى بن بركة من قلب باريس ثم استجوابه وتعذيبه وقتله بحضور واشتراك وزير الداخلية المغربى «محمد أوفقير» هو عدوان صارخ على هيبة الدولة فى فرنسا، وعلى القانون.
يضيف هيكل: «ثبت من التحقيقات أن «بن بركة» استُدرج أو أرغم على ركوب سيارة تابعة للبوليس الفرنسى تولى اثنان من الضباط فيها تقييد حركة أسيرهم داخلها، ثم تحركت السيارة ذاهبة إلى بيت فى ضواحى باريس، وهناك وجد فى انتظاره وزير داخلية المغرب الرهيب وعددًا من أعوانه المغاربة والفرنسيين، وكانت بين «بركة» و«أوفقير» مواجهة بالكلام انتهت طعنًا بحراب من حديد، ثم اختفت جثة المناضل القديم ولم يعثر لها على أثر».
3
كان رجل العصابات الفرنسى «جورج فيجون» ضالعا فى العملية، وطلب المثول أمام قاضى التحقيقات «القاضى زولينجر» مبديًا استعداده ليكون شاهد ملك يقول الحق، لكنه قتل بالرصاص فى منزله قبل أن يمثل أمام التحقيق، وتبين أن الرجل سجل شهادته سرًا، وتذكر «الأهرام» فى عددها يوم 21 يناير 1966 أن البوليس عثر مع جثته حوالات بريدية وشيكات تبلغ قيمتها 17 ألف فرنك «1700 جنيه إسترلينى»، ومسودة خطاب مكتوب بالشفرة، واستمع قاضى التحقيقات فى اغتياله إلى أشرطة التسجيل التى تحمل اعترافاته، وقال فيها: إن بن بركة كان يعتقد بعد استدراجه إلى سيارة «البوليس الوهمى» يوم 29 أكتوبر، أنه سيبعد من فرنسا لأن السيارة كانت تسير فى طريق مطار «أورلى»، فقال لمرافقيه إن علاقاته مع فرنسا طيبة جدًا، وأن ضميره مرتاح لأنه واثق أنه لم يرتكب أى خطأ ضد فرنسا، ورجا مرافقيه أن يبقى فى المطار بعض الوقت ليختار الطائرة التى يركبها.
وبعد قليل انحرفت السيارة، واتجهت إلى الريف حيث اقتيد إلى فيلا مريحة جدًا، وجلس بن بركة فى غرفة الصالون بالطابق الأرضى، وقيل لهم إنهم فى انتظار شخصية كبيرة فريدة للالتقاء به، وكان مقررًا أن يصل فى نفس اليوم الجنرال محمد أوفقير، يضيف «فيجون» فى شهادته، أن بن بركة طلب فنجانا من الشاى، ثم أخرج من حقيبته كتابا، وأخذ يقرأه، ولم يكن يبدو عليه طوال الوقت أى أثر للقلق الشديد، وطال الانتظار ولم يصل أحد، وفى المساء ذهب بن بركة إلى الفراش واتصلنا بالمغرب حيث تحدثنا إلى الكولونيل «الدليمى» مدير البوليس المغربى ثم الجنرال أوفقير.
4
يذكر «فيجون»، أنه فى اليوم التالى وصل الدليمى ومن بعده «أوفقير»، وتقرر تصفية بن بركة قبل أن ينتبه البوليس الفرنسى للحادث، وأعددنا له كوبا من الشاى مضافا إليه مخدر، وبعد ساعة صعدنا إليه فوجدنا يجلس فى مقعد يقرأ كتابه، فلما رآنا هب واقفا وهو يقول «ماذا تريدون، ما الذى يحدث هنا؟، وبدأت معركة عنيفة بيننا وبينه أبدى فيها مقاومة شجاعة، ولم نتغلب عليه إلا بعد أن أمسك دوباى «الساعد الأيمن لرجل العصابات القديم جو عطية» بفازة كبيرة وحطمها على رأسه، وانهارت مقاومته تمامًا، ولكنه كان على قيد الحياة، وألقيناه على أحد المقاعد والدماء تنزف منه، وفى هذه اللحظة وصل أوفقير إلى الطابق الأرضى، وقال لى: هل هو فوق؟.. ثم اتجه إلى السلك وعند أوله وجد خنجرا مغروسا فى غمده فاستله، وعندما رآه بن بركة بدأ يصيح فى وجهه: فأخذ أوفقير يقترب منه ويضغط على كلماته: أعرف جيدا كيف أسكتك، وأخذ يغز الخنجر فى رقبته وفى صدره، وكان يردد وهو يكرر الغز: انظروا هذا عظيم، ونقل بن بركة إلى قبر فى الفيلا حيث وضع بجانب مدفأة ليختنق، وفى المساء تم نقل جثته بسيارة دبلوماسية إلى المطار.
...............................................
#ذات_يوم_سعيد_الشحات_اليوم_السابع



1674303080599.png

1674303421392.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى