‎د. دينا الجميلي‎ - نبذة عن الدكتور السيد الجميلى الرائد الأول فى الإعجازات القرآنية

الدكتور السيد الجميلى، رائد من رواد الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، ويعد من أوّل الأوائل الذين يعرضون الكلام المعجز من كتاب الله تعالى ومن أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان أول مؤلفاته "الاعجاز الطبي فى القرآن" الذى عكف على تأليفه فى أوائل السبعينيات سنة 1973م - بعد تخرجه من كلية الطب مباشرة - وكان آنذاك فى الخامسة والعشرين من عمره .. كان رحمه الله عبقرية مبكرة .. ونُشر "الاعجاز الطبى فى القرآن" فى عام 1976 م ولاقى إعجاباً وتقديراً من العديد من رموز المجتمع.
يقول قُرَاؤه ومحبوه لقد جاءنا الدكتور -السيد الجميلى- الطبيب العالم ، في وقت كنا نحتاج فيه إلى مثله ، يعرض لإعجاز كتاب الله وسنة رسول الله ومن حيث نعلم أو لا نعلم .. كان يبعث فينا الأمل وينزع منا اليأس ويعيدنا إلى حقل الثقافة والايمان والتمسك بالكتاب القويم والسنة المطهرة .. كنا نتابعه يومًا بيوم ونلاحق محاضراته من قاعة إلى قاعة .. وكان لا بد له دائمًا من فقرة جديدة تُبهر العقول وتُطمئن القلوب.
لم يكن أحد سبق أبى فى ذلك الوقت إلى هذا الموضوع ، ولم يدر بخلد إنسان ، ولا سنح فى فكر ، ولا جال فى خاطر أن هناك "إعجاز طبى فى القرآن الكريم" .. بل كان قصاراه موضوعات ومسائل بسيطة سطحية هامشية أكثرها ظنى ، وكانت تنظوى تحت مسمى التفسير العلمى أو الإعجاز القرآنى ، ولم يسبق أبى أحد -والحمد لله- إلى عنوان "الاعجاز الطبى فى القرآن" وهذا شرف لى ووسام على صدرى .. والتاريخ خير شاهد على ذلك إذ أن أقدم كتاب حمل هذا الموضوع هو كتابنا ، وكل ما جاء بعد ذلك من بحوث ، ودراسات ، ورسائل جامعية ، ومؤتمرات عالمية فى "الإعجاز الطبى فى القرآن" إنما هو مقتبس من محاولات أبى الأولى الجريئة المتأنية المتمكنة ، وبحوثه ، ودراساته فى "الاعجاز الطبى فى القرآن" .
لقد عمد أبى إلى دراسة هذا الموضوع دراسة علمية متأنية وكان والحمد لله هو أول الكتب الذى صنفها .. أى أول مؤلف له على الإطلاق ، وقد حظى بتقدير جميع الأوساط العلمية والأدبية ، وطبع مرات ومرات ومرات فى داخل مصر ، وفى لبنان ، وسوريا وغيرها من أقطار المعمورة .. كما تُرجِم للغات أجنبية كثيرة ، وقد زُوِر من دور نشر عديدة ومن مؤلفين كُثُرْ لا يتحرون النزاهة والأمانة .. فى البحث والتدقيق .. وكان أحرى بهم الرجوع إلى المصدر الحقيقى وهو كتابنا "الاعجاز الطبى فى القرآن".
ولقد نوقشت رسائل جامعية عديدة فى الماجستير والدكتوراه فى موضوع "الإعجاز الطبى فى القرآن" فى مختلف الجامعات ، وكان عمدة هذه البحوث والرسائل هو كتابنا -والحمد لله- وأذكر فى هذا المقام رسالة الماجستير التى قدمتها زوجة الدكتور الحسينى أبو فرحة عميد كلية الدراسات الإسلامية للبنات بجامعة الأزهر ، وقد نوقشت سنة 1980م وكانت فى موضوع -عناية القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بالصحة البدنية للإنسان- وكان كتابنا هو عمدة المصادر التى عولت عليها الباحثة الدكتورة كاملة الأنوار ، وقد حضر زوجى مناقشة الرسالة بجامعة الأزهر مع الحاضرين بدعوة من صاحبة الرسالة ، وأثلج صدره براعة البحث ، وأدرك أن الله تعالى قيَّضه لخدمة كتابه الكريم وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- بما يرضى الله ورسوله.
-------------------------------------------------------------------
ملحوظة :
رحلة أبى الدكتور -السيد الجميلى- فى تأليف وابتكار علوم الإعجاز القرآنى تزيد عن الأربعين سنة .. وساعده فى ذلك إلمامه بعلوم القرآن الكريم ، وعلوم السنة النبوية الشريفة ، وعلوم الفقه والتفسير إلى جانب ، علوم الطب فكانت ابتكاراته ومؤلفاته فى الإعجاز القرآنى تحفة نادرة لا يستطيع الغوص فيها إلا فضيلته.
وللأسف نسمع بعد ذلك عن أسماء كثيرين ينقلون من الموسوعة الكبرى للإعجاز القرآنى الذى قام أبى الدكتور السيد الجميلى -رحمه الله- بإعدادها دون الإشارة إليه وهذا ليس من نزاهة البحث العلمى.
*** أهم الشروط التى ينبغى أن تتوفر فى الباحث فى الإعجاز العلمى فى القرآن والسنة؟
- أن يكون عالما موسوعيا .. أى أن يكون عالما فى العلوم الإنسانية ، والعلوم التجربية على مستوى تخصصى رفيع ، وأن يكون دارسا لعلوم القرآن الكريم وعلوم السنة المطهرة ، ودارسا لأمهات كتب تفسير القرآن الكريم ، وأمهات كتب الحديث الشريف.
ولأن القرآن الكريم والأحاديث النبوية المشرفة أوحى الله تعالى بها إلى رسوله بأسلوب بلاغى رفيع ومعجز فوجب لذلك أن يكون الباحث دارسا للغة العربية وأساليبها البلاغية الرفيعة ، حتى يدرك دلالات الكلمة القرآنية ، والكلمة فى الحديث النبوى.
والذين تتوفر فيهم هذه الشروط قليلون ، ولذلك نجد أن الذين يحسنون الحديث فى الإعجاز العلمى فى القرآن والسنة يعدون على أصابع اليدين ، والغالبية العظمى .. من المتحدثين ليسوا على المستوى المطلوب ، وأحرى بهم أن يتركوا الحديث فى الإعجاز العلمى فى القرآن لمن يحسن البحث فيه.
ووجدنا عند تتبعنا -للسيرة الذاتية- لهؤلاء أنهم مجرد ناقلين من الموسوعة الكبرى للإعجاز القرآنى للدكتور السيد الجميلى -رحمه الله- ولا تتوفر فيهم هذه الشروط التى ينبغى أن تتوفر فى الباحث فى الإعجاز العلمى فى القرآن والسنة .. وللأسف الشديد مفتوحة لهم القنوات الفضائية على مصرعيها .. ولهم معجبين كثيرن مخدوعين فيهم .. حقا إنه عصر الروبضة!!!
رحم الله أبى الدكتور -السيد الجميلى- الطبيب العالم ، والرائد في مضمار الإعجاز القرآنى الكريم وإعجازالسنة النبوية الشريفة .. وجزاه الله عن قرائه ومحبيه الفردوس الأعلى من الجنة بجوار نبينا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحبه أجمعين.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى