أمل الكردفاني - دول من الخطر معاقبتها

تمارس أمريكا دور المؤدب للدول عبر نفوذها الاقتصادي، وبالتالي تعمد إلى فرض عقوبات اقتصادية وتكنولوجية على الدول الأخرى التي تريد أن تستقل بإراداتها عن الهيمنة الغربية. لقد نجحت أمريكا في تدمير العراق من خلال الحصار الاقتصادي وبرنامج التجويع او النفط، وكذلك كوبا وفنزويلا والصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران والسودان..والقائمة طويلة تستغرق مئات الصفحات على موقع الأوفاك.
غير أن هناك دولاً تؤدي معاقبتها إلى نتائج عكسية فأمريكا التي تحظر نقل التكنولوجيا وأشباه الموصلات وغير ذلك على دول كالصين وروسيا، ستؤدي إلى نتائج عكسية، فهذه الدول ستعمل على تطوير وتأهيل نفسها لتجاوز التكنولوجيا الأمريكية، وهي دول لديها البنية التحتية الجاهزة لفعل ذلك.في السابق مُنعت إسرائيل من تصدير الطائرات بدون طيار لتركيا، الآن اصبحت تركيا رائدة في انتاج الطائرات بدون طيار. حدث هذا مع إيران أيضاً، رغم أن إيران وتركيا من الدول المتوسطة. ويبدو أن هذه الدول ستجعل أمريكا تخسر ريادتها التكنولوجية عما قريب. الهند إحدى الدول التي قطعت اشواطاً في الاكتفاء الذاتي من خلال التكنولوجيا والصناعات الخفيفة والثقيلة. والصين قبلها أصبحت تهدد اقتصاد أوروبا بالتصنيع قليل التكلفة وبالتالي القدرة الفائقة على المنافسة. ولذلك فإن إصرار امريكا على حظر التكنولوجيا قد يؤدي إلى نتائج عكسية في المستقبل القريب، أي خلال عشر سنوات فقط. ستحل الصين وروسيا مشاكلها التكنولوجية بسرعة وتفقد أمريكا سوقها، كما بدأت تفقد سوق السلاح وهيمنة الدولار في الآونة الأخيرة، ولذلك يجدر بها أن تراجع سياساتها الدولية.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى