ناصر فولي - الخلاف بين مصطفي الرافعي وطه حسين، في قوله أن الشعر الجاهلي منحول، والرد عليه من مصطفي صادق الرافعي معجزه الأدب العربي في العصر الحديث .

التعريف بالرافعي
الملقب بمعجزة الأدب

العربي،

مصطفي صادق الرافعي ولد في قرية بهتيم بمحافظة القليوبية عام 1880 ،وعاش حياته في طنطا ينتمي إلي مدرسه الشعراء المحافظين، التابعة للشعر الكلاسيكي ، لقب بمعجزة الادب العربي ،عمل كاتبا مقدرا ماليا لرسوم القضايا والعقود في محكمه طلخا، له عدد من المؤلفات
منها ديوان الرافعي ثلاثة أجزاء وديوان النظرات شعر وملكة الانشاد ، وتاريخ آداب العرب وإعجاز القران وحديث القمر والمساكين ورسائل الرافعي ووحي القلم وغيرها كثير، يعد من أمراء النثر وشاعر من أهم الشعراء المدافعين عن الفصحي توفي عام 1937،
وقام الرافعي بالرد دفاعا عن الشعر الجاهلي في كتابه تاريخ آداب العرب في باب النحل والوضع في الشعر الجاهلي ،وكان الرافعي اول من تطرق للبحث في هذا الموضوع في كتابه تاريخ أداب العرب، وصدر في 1911 وقد خص الرواية والرواة باب كامل من الجزاء الاول نيفت صفحاته علي مائة وخمسين جمع فيه من المادة، مالا يجتمع مثله من قبله ولا من بعده حتي يومنا هذا، في صعيد واحد من كتاب جمع فيه شتات الموضوع، من أطرافه كلها واستقصاه استقصاء، غير أنه كأنه يحكي لنا ما أورده المؤلفون والقدماء، والشعر هو عمود الرواية عليها مدارها وبه اعتبارها وقد كانت منزلته من العرب ماهي، اذكان يتعلق بأنسابهم واحسابهم وتاريخهم ومايجري مع ذلك حتي كأنه الحياة المعنوية لأولئك القوم المعنويين ، فلم يكن عجا أن يدور فيهم مع الشمس والرياح أن تصخر له ألسنتهم فينصرفوا الي قوله وروايته ، حتي بلغ منهم مبلغه، ولم يكن من سبب في جاهلية العرب يبعثهم علي وضع الشعر ونحلته. غير قائله وإرساله في الرواية علي هذا الوجه لأن شعراءهم متوافرون، ولأنهم لا يطلبون بالشعر الا المحاميد والمعاير، وقصاري ما يكون من ذلك أن بتزيد شاعرهم في المعني ويكذب فيه إذا هو حاول غرضا واراغ معني ما تلك سبيله ، وعلي أن ذلك لا يكون الا في الاخبار التي تلحق بالتاريخ لأن الشاعر موضع الثقة، وهو مصدر رواية في العرب فإن ارسل القول ارسل معه التاريخ فيجريان معا ،وهكذا يتضح رأي الرافعي في أن الشعر الجاهلي بعيدا كل البعد عن الانتحال او الكذب هذا الرد يوضح أن الشعر الجاهلي خالي تماما من هذه العيوب او التشكيك فيه، اما بعد ظهور الإسلام واهتمام المسلمون بالقرآن الكريم، وانصرفوا عن الشعر فظهر بعض من وضع في الشعر، وذكر عده ادله منها أدت إلي الوضع في الشعر في هذا العصر وتراجع دور الشعر والشعراء،
الوضع في الشعر البواعث علي وضع الشعر في الاسلام وهي ،1 - تكثر القبائل لتعتاض ما فقدته بعد أن راجعت الرواية ، وخاصه القبائل التي قلت وقائعها واشعارها وكانت أولها قبيلة قريش ، فقد وضعت علي حسان اشعار كثيرة، علي نحو ما ذكره ابن سلام في طبقاته في الفصل الثاني، 2-شعر الشواهد وهو النوع الذي يدخل فيه أكثر الموضوع، لحاجه العلماء الي الشواهد في تفسير الغريب ومسائل النحو، والكوفيون أكثر الناس وضعا للأشعار التي يستشهد بها، لضعف مذاهبهم وتعليقهم علي الشواذ، واعتبارهم منها اصلا عليها 3 - الشواهد التي كان بعض المعتزلة والمتكلمين يولدونها للاستشهاد بها علي مذاهبهم 4-الشواهد علي الأخبار فلما كثر القصاصون وأهل الاخبار، اضطروا من أجل ذلك أن يضعوا لما يلفقونه من الأساطير، حتي يلائموا بين رقعتي الكلام وليحدروا تلك الأساطير من أقرب الطرق الي أفئدة العوام، فوضعوا من الشعر علي ادم فمن دونه من الأنبياء وأولادهم واقوامهم، واول من افرط في ذلك محمد ابن إسحاق5-الأتساع في الرواية وهو سبب من اسباب الوضع يقصد به فحول الرواة أن يتسعوا في رواياتهم فيستأثروا بما لا يحسنه غيرهم من أبوابها ، ولذا يضعون علي فحول الشعراء قصائد لم يقولها ، ويزيدون في قصائدهم تعرف لهم ويدخلون من الشعر الرجل في شعر غيره، وهكذا نري أن الرافعي دار مع القدماء في فلكهم وسرد ما رووه من اخبار، وحصر الموضوع في الدائرة نفسها التي حصره فيها القدماء. لم يحمل نصا أكثر مما يحتمل ولم يجعل من الخبر الواحد قاعده عامة ولا من الحالات الفردية نظرية شاملة.
طه حسين ولد في عزبة الكيلو بمحافظة المنيا عام 1889 درس بالأزهر الشريف ثم التحق بالجامعة الأهلية، وحصل علي الدكتوراه عام 1914 ثم بعث الي فرنسا لإكمال دراسته، ثم عاد إلي مصر ليعمل استاذ للتاريخ ثم استاذ للغة العربية، وعمل عميدا للكلية الآداب ثم وزيرا للمعارف ولقب بعميد الادب العربي، مؤلفاته منها الايام والشيخان والفتنة الكبرى وعلي هامش السيرة وغيرها الكثير توفي عام 1973 . وقال في الشعر الجاهلي بأنه منحول واستقي الدكتور حسين أكثر مادته حيث يستشهد ويتمثل بالأخبار والروايات من العرب القدماء، وسلك بها سبيل مرجوليث في الاستنباط والاستنتاج والظن ، والتوسع في دلالات الروايات والاخبار، وتعميم الحكم الفردي الخاص واتخاذه قاعدة عامة، ثم صاغ تلك المادة وهذه الطريقة بإطار من أسلوبه الفني وبيانه الأخاذ، حتي انتهي الي مانتهي إليه من أن الكثرة المطلقة، مما نسميه أدبا جاهليا ليست من الجاهلية في شيء
انما هي منحوله بعد ظهور الإسلام وقبله، ثم قسم الشعر الجاهلي الي ثلاثة اضرب شعر اليمن في الجاهلية، وهو يرفضه وشعر ربيعة، ويرفضه أيضا والشعر المضري، ووقف منه موقف الشك، وحديث الدكتور في هذا ينقسم ثلاث اقسام الاول والثاني عام، أولاهما الدوافع التي دفعته الي الشك، وثانيهما الأسباب، التي يري أنها أدت نحل الشعر ووضعه، والأسباب وضح ذلك في السياسة والدين وفصل هذا في كتابه، أما الثالث فخاص، يتحدث فيه عن شعراء بذاتهم واسمائهم -دوافع الشك نظرية الدكتور في هذا الشعر الذي يسمي جاهليا فراي فيه اشياء رابته فشك فيها، وانتهي الي كثرته المطلقة ليست جاهلية وانما هي منحوله، بعد ظهورالاسلام وقبله، ومن هذه الأمور التي رابته أنه لا يمثل الحياة الدينه، والعقلية والسياسية و الاقتصادية للعرب الجاهلين وفصل في كل هذا في كتابه 2-اسباب الشك وفصلها ووضحها في نقطتين، السياسة والدين في كتابه
3-شكه في شعراء سماهم ومنهم امرؤ القيس، وهو اول من تعرض له من هؤلاء الشعراء امرؤ القيس، شك فيه وفي شعره، للأسباب تضارب الرواة في اسمه وكنيته ونسبه وحياته، وعلقمة والحارث بن الحلزة، والمهلهل والأعشى، وعمرو ابن كلثوم وغيرهم من الشعراء الجاهلين، ذكره في كتابه في الادب الجاهلي ، وهنا نري أن منهج الشك هو السائد علي نظريه طه حسين .عمم النظريه علي شعراء الجاهلية جميعا وشكك في كل الشعراء .حتي أن هذا كان في ابيات محدودة وليست كثيرة ولم نري أن هذا في قصيدة مثلا لم يأتي طه حسين بقصيدة معروفه اصلا وأثبت لنا نظريته التي ادعي أنها صحيحة،
مرجو ليث، كان مستشرقا وكان قسا في الكنيسة لفترة قصيرة في انجلترا وأستاذ لودي للغة العربية في جامعة اكسفورد من 1889الي عام 1937 وانكر الشعر الجاهلي وشكك فيه وهي نفس نظرية الدكتور طه حسين في الاستنباط والاستنتاج. ونستخلص أن الرافعي انتصر للشعر الجاهلي وللتاريخ العرب الاصيل وان الشعر الجاهلي ليس منحولا اومكذوبا، وان طه حسين تأثرا بالمستشرقين وأفكارهم وانكر علينا روائع الشعر الجاهلي وجماله وقصائده التي لا يمكن لأحد الإتيان بمثلها،الشعرالجاهلي لغة الفصاحة والبيان وان الشعر الجاهلي جزء من الهوية العربية الشامخة في اللفظ والمعني وعلم البيان والبلاغة. المصادر كتاب مصادر الشعر الجاهلي لناصر الدين الأسدي من صفحه 377 387وص 397 الي صفحة400 وكتاب تاريخ آداب العرب الرافعي من 277الي 434 وكتاب طه حسين في الادب الجاهلي من صفحه 71 الي الي 88 . بقلم

ناصر فولي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى