د. سيد شعبان - بمناسبة معرض الكتاب.. هالة زائفة

تظل مصر أقوى في محيطها العربي؛ لكن مقالتي تستدعي قراءة ثانية للمشهد الثقافي؛
نثقل أنفسنا بتلك الألقاب المخايلة؛ أمير السرد وأميرته؛ وناقد الجيل، ومبدع البيان وركنه بل وسلطان الشعر ومجدده، فتلك الألقاب كما كل الكنى التى يتخفى وراءها الكثيرون تعمي المشهد الثقافي وتقتل التميز والإبداع، حين نتركها ونتخلص من قيدها فإننا بذلك نوسع من أفق التفكير ونشعر ساعتها براحة الضمير؛ إذ هي مصادرة مغلوطة وشعارات مكذوبة.
يزهو من أوجد لنفسه لقبا في دنيا النقد يبتاع به في سوق العاديات رابطة عنق مدلاة أو قلما جف مداده؛ هل تراه يخاطب الناس فينمي ذائقتهم وينير مجاهيل الدروب تسكنها الحيات والعقارب؟
أم ينظر وجهه في مرآة حجرته سكنتها العناكب فيختال بتلك الأوصاف التي هزأ بها من قال: ألقاب مملكة في غير موضعها....
نحن ندور في حلقة مفرغة؛ نجتر نفس الحروف ونلوك الحكايات القديمة، نتبارى في تعويض ما نفتقده بتلك الألقاب؛ تبقى اللغة بكرا لم تشترع وعروسا لم تمس؛ أراها طنطنة فارغة؛ من ذا الذي امتلك ناصيتها وجمع حروفها فأوعى؟
ثم تأتى بهرجة الكتابات التى ملأت دور النشر، آسى على الأوراق وواجهات دور النشر من حمولة بعير ناء بها كاهله؛ مولد سيدي الكاتب، أسمع طنطنة ولا أرى طحينا، رصدت الكتابات في معرض الكتاب فوجدت محتوى بلا مضمون؛ تشعرك العناوين بغثائية، حتى إذا ما جئت الهيئة العامة لقصور الثقافة وجدت بالفعل قصورا من رمال علي شواطيء عجيبة؛ سطورا لعاطلين عن مشاغلة الكتابة.
كتابات بالعامية وعناوين باهتة فاقدة المعنى مصادمة للذوق العام؛ لن أنوه بها مخافة انتشارها وذيوعها بين الناس؛ فإماتة السفاهة ألا نذكرها.
يقول البعض إنك تدعو إلى تفعيل دور الرقيب على الكتب والمصنفات؟
ولم لا؟
طالما وصلت الثقافة إلى مرحلة هدر مقومات الوطن، وتغييب قيمه ونشر تلك السخافات، كنا نرى معرض الكتاب منتدى فكريا وعرسا ثقافيا، ندخر له من قوتنا حتى نتحصل على ما نهفو إليه من كتب وما أندرها؛ حتى إذا ما رجعنا تشممنا عبقها وجميل أثرها.
تمر بدور النشر الجادة فلا ترى ذبابا يطن ولا كتابا يدندن بحروفه.
رغم أن نظامه ودقته وروعة تصميمه يقربونه إلى أفضل المعارض الدولية؛ لكنها فوضى الألقاب نوزعها ومردافات المجاملة نتعاطاها.- مع اعتذاري وتقديري فهذه ألقاب أصابتني بالدوار؛ وحجب رؤية ما أنجزه الآخرون، حين طالعت مقابسات أبي حيان التوحيدي معروضة انصرفت
أحدث مقالي كثيرا من رد الفعل؛ غايتي أن نجود ما نقدمه؛ فمصر تمتلك الكثير من مظاهر القوة الناعمة؛ لاتفوقها أي دولة في المحيط العربي!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى